مثلما انفردنا بنشره أول أمس، انضم اللاعب عبد المالك زياية رسميا إلى نادي “بنزرت" التونسي، بعد توقيت غريبة للغاية قاد ابن ڤالمة لمفاوضات من نوع خاص، حيث وقع سهرة أول أمس على عقده مع فريقه الجديد، ليؤكد عودته مجددا إلى المنافسة، بعد أن توقف مدة 6 أشهر بسبب الإصابة التي كان يعاني منها في الفخذ، وحسب ما كشفته مصادرنا فقد عاش زياية ضغطا رهيبا قبل التوقيع، حيث تلقى العديد من الاتصالات من أندية جزائرية على غرار اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، وكذا بعض الأندية التونسية والخليجية، كل تلك الاتصالات جاءت في وقت واحد وكان على اللاعب أن يقرر في ظرف وجيز. عقده يمتد موسمين مع بند الاحتراف في الخليج أو أوروبا وقع زياية مع نادي “بنزرت" على عقد لموسمين، حيث وافق على مطلب إدارة البنزرتي بعد أن كان يريد التوقيع موسما واحدا، ولكنه اقتنع بكلام مسيري النادي التونسي بعد أن وافقوا على بند الاحتراف الذي وضعه رفقة مناجيره، حيث سيكون زياية حرا في اختيار وجهته إن جاءته عروض من الخليج أو أوروبا، ما جعل اللاعب يرتاح ولا يتردد في التوقيع موسمين. مسيرو البنزرتي تنقلوا إلى ڤالمة وحسموا الصفقة الاتصالات مع النادي البنزرتي لم تكن جديدة، بل على العكس كان اللاعب على وشك التوقيع لهذا النادي، حيث كان شقيقه قد تفاوض مع مسيريه ولكن الطرفين لم يتفقا، وبمجرد أن سمع مسيرو البنزرتي بعرض الاتحاد وأن اللاعب على وشك التوقيع في النادي العاصمي، تحركوا بسرعة كبيرة بل وتنقلوا إلى ڤالمة من أجل التفاوض مع اللاعب، وبقوا مع شقيقه فترة طويلة من أجل إقناعه حيث وضعوا أمامه العقد وتركوه يقترح ما يشاء، ما أكسبهم نقاطا إضافية وجعل اللاعب ومناجيره يقتنعان بأن البنزرتي يريده بأي ثمن، وأنه سيجد راحته هناك دون شك. وجد نفسه في حرج بسبب اتفاقه مع الاتحاد ورغم اقتناع زياية بعرض البنزرتي إلا أنه وجد نفسه في مشكل آخر، وهو اتفاقه مع مسيري اتحاد العاصمة على التوقيع له، حيث كان شقيقه قد تنقل للتفاوض معه الأسبوع الماضي واتفق مع مسيريه على جل بنود العقد ماعدا أمورا بسيطة، قبل أن تظهر مستجدات دفعت اللاعب للتراجع عن قراره، وفي النهاية قرر زياية أن ينضم إلى نادي بنزرت، بما أنه كان سبق له أن صرّح أنه لا يريد العودة للعب في البطولة الجزائرية، وأنه يريد مواصلة تجربته الاحترافية خارج الوطن، ما دفعه لاختيار عرض البنزرتي على حساب عرض اتحاد العاصمة، الذي كان مغريا من الناحية المادية أيضا. هدفه “الخضر" فهل سيتيح له البنزرتي الفرصة؟ وكان زياية قد صرح في وقت سابق أنه يريد بأي ثمن العودة إلى المنتخب الوطني، والمشاركة في تأهيل “الخضر" إلى “مونديال" البرازيل 2014، ولكن هذا قد لا يتاح لابن ڤالمة، فالكل يتساءل إذا كان خيار زياية منطقيا، خاصة أن الأمر يتعلق بفريق عادي في تونس، أم أن لاعب الوفاق السابق أخطأ هذه المرة في وجهته، والسؤال الذي سيبقى مطروحا هو هل سيتيح “البنزرتي" الفرصة ل زياية للعودة إلى “الخضر" مجددا؟ --------- زياية: “مسيرو البنزرتي قيّموني كثيرا لهذا وقعت لهم" وقعت للتو على عقدك مع بنزرتالتونسي (الحوار أجري سهرة أول أمس)، فمبارك لك؟ شكرا، نعم لقد وقعت حاليا على عقدي الجديد مع نادي بنزرتالتونسي، وأنا سعيد لانتهاء الصفقة بشكل جيد وإيجابي. ما هي مدة العقد الذي وقعته؟ العقد مدته موسمان، وقد وقعت عليه بكل قناعة ودون أي تردد، المهم الآن بالنسبة لي ليس التفكير في مدة العقد، بقدر التفكير في انطلاق التدريبات، لأني متشوق إلى أجواء المنافسة. ولكنك تعرف أن المنافسة لن تنطلق عن قريب في تونس، فالبطولة لم تنته بعد هذا قد يكون إيجابيا وفي صالحي، فأنا عائد من إصابة وبقيت بسببها بعيدا عن الميادين 6 أشهر، وبالتالي عودتي يجب أن تكون تدريجية، ما يهمني هو الانطلاق في التحضيرات مع فريقي لكي أستعيد مستواي، وبعدها ستأتي المنافسة تدريجيا. ألا تخشى أن تكون أخطأت في قرارك؟ مثلما قلت لك لقد قمت بهذا الخيار عن قناعة، ولا أرى أني أخطأت. كنت قد صرحت أنك لا تريد اللعب في البطولة التونسية لهذا السبب، كيف غيرت وجهة نظرك؟ صراحة، في البداية كنت متخوفا، ولما قدمت إلى ڤالمة كنت أفكر بتلك الطريقة، ولكن بعدها أقنعني مسيرو النادي البنزرتي، وهو ما جعلني أعدل عن رأيي. كنت صرحت لنا أيضا أن جابو أخطأ في خياره، وأنت الآن تتبع الطريق نفسه، ما تعليقك؟ تحدثت عن جابو نظرا للإمكانات التي يملكها وليس لشيء آخر، فهو قادر على اللعب في أوروبا بكل سهولة ولازلت عند رأيي. كنت على وشك الانضمام إلى اتحاد العاصمة، كيف كانت الاتصالات؟ وكيف تراجعت عن قرارك؟ هذا صحيح، كنت على وشك الانضمام إلى اتحاد العاصمة، حيث تقدم لي مسيرو هذا النادي بعرض جيد، وكان شقيقي قد تنقل للتفاوض معهم هناك في العاصمة، وبعد أن جلسنا معا قررنا أن نقبل عرض الاتحاد رغم أني كنت قد حصلت على عروض أحسن، ولكني فكرت في اللعب في الجزائر خاصة أن الوالدة ضغطت علي للبقاء في الوطن، ولكن بعدها تطورت الأمور وعاد مسيرو النادي البنزرتي بعرض أحسن وشعرت أنهم فعلا يريدون جلبي بأي ثمن، حيث شعرت براحة للتعامل معهم، ولما تجد أشخاصا يقيموك بهذه الطريقة لا يسعك إلا أن تتفاعل معهم، ما أبحث عنه ظهر لي أني سأجده في البنزرتي وقد حسمت قراري، وهنا أريد أن أقول شيئا. تفضل.. أريد أن أتوجه برسالة لأنصار اتحاد العاصمة، أؤكد لهم فيها أني كنت أتمنى حمل ألوان هذا النادي العريق، الذي أعتبره من بين أحسن الأندية الجزائرية وكنت دائما أسعد باللعب في بولوغين، كنت أنتظر فقط متى أبدأ التدريبات هناك وأتعامل بالمسامعية، ولكن للأسف كل شيء بالمكتوب، والقدر قادني هذه المرة إلى بنزرت. هل يمكن القول إن زياية فضّل الأموال هذه المرة؟ من يعتقد أني تحصلت على أموال طائلة في البنزرتي مخطئ، عرض النادي البنزرتي ليس الأحسن الذي تلقيته، ولكن مثلما قلت لك القضية أن مسيري هذا النادي عرفوا كيف يقنعونني، ولا يمكن أن أختار الأموال بما أني أطمح للعودة إلى المنتخب الوطني، فكل ما يهمني هو أن أستعيد مستواي ونشوة اللّعب، وبعدها سأفكر ربما في الأموال. هل تعتقد أن النادي البنزرتي سيتيح لك فرصة العودة إلى المنتخب الوطني؟ نعم بطبيعة الحال، لقد وقعت لناد كبير وأنا فخور بخياري هذا، ومتأكد أني سأقدم موسما جيدا معه، لقد تحدثت مع مسؤوليه عن أهداف النادي وهي تناسبني كثيرا، وسأعمل كل ما بوسعي لكي أقدم أحسن ما عندي، لأكون عند حسن ظن مسيري النادي البنزرتي بي. لكن سبق أن تفاوضت مع النادي البنزرتي وأعلن رئيسه عن إلغاء الصفقة، ما الذي حدث بالضبط؟ هذا صحيح لقد تنقل شقيقي في وقت سابق إلى تونس، من أجل التفاوض مع مسؤولي النادي البنزرتي، واتفقوا على كل شيء قبل أظن تفشل الصفقة بسبب بعض الأمور، ما جعلني أغير وجهتي وأتفاوض مع إدارة اتحاد العاصمة والأندية التي كانت تريد خدماتي، ولكن بعدها وجدنا حلولا مع النادي البنزرتي للنقاط التي اختلفنا عليها، ومثلما قلت لك مسيرو هذا الفريق كانوا فعلا يريدون استقدامي بأي ثمن، وهو ما أشعرني بالراحة وأني مدان لهذا النادي، لذا تمت الأمور بسرعة. متى ستنطلق في التدريبات مع فريقك الجديد؟ لا أعرف بالضبط، الأكيد أنه علي أن أعود إلى الجزائر لكي أنظّم أموري وأسوي بعض الأشياء قبل العودة إلى هنا بتونس، ولكن بالمقابل عودتي إلى التدريبات لن تطول لأني متشوق للعودة للمنافسة مثلما قلت لك سابقا. ستجد دون شك صعوبات في الاستئناف، بعد بقائك 6 أشهر دون منافسة لا، الأمر ليس مشكلا بالنسبة لي، لأني لم أتوقف عن التدريبات بعد أن شفيت من إصابتي، فقد عملت بمفردي كثيرا وبالتالي لن أجد صعوبات في ذلك.