يبدو أن إدارة جمعية الشلف ستجد في الموسم الكروي الجديد 2012/2013 صعوبات كثيرة للتحكم في الفريق وتحقيق الأهداف التي تسطرها للتشكيلة، بدليل أن الفريق ورغم أنه مضى على فترة مباشرته التحضيرات سواء للموسم الجديد أو لرابطة الأبطال ما يقارب شهرين، إلا أنه ما يزال يشتكي من المشاكل نفسها، كثرة الغيابات، عدم انضباط اللاعبين، غياب الصرامة في العمل والتسيب الذي لمسته عند عدد من اللاعبين، إلى درجة أن المسيرين والطاقم الفني، بل حتى الغيورين على الفريق صاروا يخشون أن تنطبق على الجمعية مقولة "العام باين على خريفو"، بمعنى أن الشلف لن تجني ولن تحافظ على هيبتها في ظل كثرة المشاكل التي تعانيها قبل انطلاقة الموسم. منذ بداية التحضيرات لم يكتمل التعداد رغم أن الجمعية تعد من بين أول الفرق التي انطلقت في التحضيرات، وكان ذلك يوم 15 جوان الماضي، يعني بعد أقل من ثلاثة أسابيع عن نهاية الموسم المنقضي 2011/2012، إلا أن ومنذ ذلك التاريخ لم تستطع الإدارة ولا الطاقم الفني جمع كامل التعداد مرة واحدة، بل حتى لما كان الفريق في المغرب يجري تربصه كانت هناك عناصر لم تلتحق بالفريق، مثل غزالي، نساخ ومحمد عمرون، وهذا معناه أن الجمعية ورغم أهمية التحديات التي كانت فيها (دور المجموعات من رابطة الأبطال)، إلا أنها لم تستطع ولو مرة جمع كامل التعداد. غزالي منذ اليوم الذي التحق فيه لم يتدرب أكثر من 5 ساعات حديثنا عن الغيابات يقودنا إلى ذكر اللاعب رقم واحد ومحطم الرقم القياسي في كثرة الغيابات، وهو المهاجم السابق لوفاق سطيف، يوسف غزالي الذي أكد بشأنه الطاقم الفني للجمعية أنه ومنذ اليوم الأول الذي التحق فيه بالجمعية لم يتدرب أكثر من 5 ساعات متتالية (يعني ثلاث حصص على التوالي) مع الفريق مرة واحدة، بل إذا تدرب في حصة فإنه يتغيب عن عشر أخرى. لم ينس مشاكله في الوفاق ولم يوف وعده للمدرب حذر عدد من مسيري الجمعية إدارة الفريق من التعاقد مع مهاجم الوفاق السابق، نظرا للتقارير التي كانت تصل الإدارة الشلفية حول اللاعب، بل حتى أطراف "سطايفية" كشفت للجمعية أنها لن تستطيع أن تغير طباع غزالي، سواء من كثرة مشاكله أو غياباته التي لا تتوقف أو حتى من سوء انضباطه في العمل، وهذا ما تأكد منه الطاقم الفني من خلال الغيابات اللامفهومة وغير المبررة للاعب، إلى درجة دفعت البعض إلى القول إن اللاعب لم يستوعب درس الوفاق، بل يكرر الأخطاء التي كان يرتكبها مع "الكحلة"، وآخر ما بلغنا هو أن غزالي قطع على نفسه وعدا أمام الطاقم الفني بعدم تكرار غياباته والإنضباط أكثر في العمل ولكن اللاعب حسب المدرب لم يوف بوعده. نساخ يتحجج بالإصابة وغيابه في نظر الإدارة غير مبرر اللاعب الثاني الذي لم تجد الإدارة ولا الطاقم الفني أو الطبي معه حلا، هو الظهير الأيسر الجديد، نساخ شمس الدين لاعب شبيبة القبائل سابقا، حيث صار اللاعب يتدرب وفق هواه، ولا يعلم أي أحد في الإدارة أو الطاقم الفني عن ه شيئا، بل آخر ما بلغنا من مسيري الشلف هو أن نساخ يتحجج دائما بالإصابة دون أن يقدم أي دليل يبرّر غيابه، وهذا ما جعل الإدارة تعتبر أن كامل غيابات اللاعب غير مبررة. وهاب: "نساخ لم يكن يرد على الهاتف" في حديث جمعنا بالأمين العام للجمعية، عبد القادر وهاب، أكد لنا أنه حاول في العديد من المناسبات الاتصال بنساخ من أجل إعلامه بأمور إدارية أو فنية تخص الفريق، إلا أن اللاعب لا يرد، أو كما قال: "في العديد من المرات وقبل أن نقرر التنقل إلى تونس حاولت الاتصال بنساخ لكن هاتفه يرن ولكن ما من مجيب". مسعود تغيب 20 يوما بعد لقاء الترجي دون رقيب ولا حسيب إذا الثنائي نساخ - غزالي جديدا في الفريق ويمكن أن يجد ذرائع لإبعاد التهم عنه، فإن المشكلة كانت مع القائد الثاني للتشكيلة الشلفية، محمد مسعود، الذي كشف بشأنه الطاقم الفني أنه من تاريخ 20 جويلية (اليوم الذي واجهت فيه الشلف الترجي التونسي لحساب الجولة الثانية من رابطة الأبطال) لم يتدرب مدة 20 يوما مع الفريق، وبدل -كما قال أحد أعضاء الطاقم الفني- أن يكون قدوة للشبان وللفريق في حضور التدريبات وعدم تضييع الحصص التدريبية، فإنه صار يضرب به المثل لكل لاعب يتغيب عن حصة ويقول: "إذهبوا حاسبوا مسعود الذي تغيب طويلا". عمرون، إيينڤا وسعيدي الاستثناء وعلى خلاف نساخ وغزالي، فإن الإستثناء هم بعض اللاعبين الجدد مثل محمد عمرون، إلياس سعيدي والكامروني "إيينڤا أنيسات"، الذين لا يضيعون الحصص التدريبية ومشاركاتهم تكون بتطبيق صارم للتعليمات والتوجيهات التي يتلقونها من الطاقم الفني، ما جعل الجميع يثني على إرادة ورغبة هؤلاء في التألق تحت ألوان الجمعية. زازو وعوامري أدركا خطأهما بعد عودة الفريق من رحلة نيجيريا، شهدت الجمعية بعض الأحداث التي كادت أن تعصف باستقرار الفريق، وهي الأحداث التي تتمثل في غياب عناصر كثيرة عن حصة الإستئناف، راح ضحيتها زازو سمير وعوامري محمد أمين، حيث ثار مدوار غاضبا في وجه لاعبيه، الأمر الذي دفع زازو لاتخاذ قرار الرحيل، قبل أن يتراجع بعدها ويدرك الخطأ الذي ارتكبه. ورغم ما قيل وقتها عن زازو، إلا أن شهادة الطاقم الفني تحسب له، لأنه من اللاعبين المواظبين على حضورهم التدريبات ومدة عامين قضاهما في الشلف لم يسبق وأن خلق أي مشكل في الفريق. "بعض اللاعبين حاسبين الجمعية فريق حمام" وما استخلصناه من حديثنا إلى الطاقم الفني والمسير للجمعية هو أن بعض اللاعبين في الفريق يعتبرون أن الجمعية "فريق حمام" لا رقيب ولا حسيب يعاقب ويعاتب أو ينزل عقوبات بالمتغيبين أو المثيرين للمشاكل، وهذا ما زاد في تماديهم في الإخلال بالنظام الداخلي للفريق، وبالمناسبة قال أحد المسيرين: "عندما يتعلق الأمر بالجمعية والإنضباط في الفريق لا أسمح لأي لاعب أن يمس تاريخ النادي، ومن يعتقد أن الجمعية فريق حمام عليه أن يعيد حساباته". الشلف منذ صعودها إلى الدرجة الأولى لم تعش تسيبا وبالعودة إلى تاريخ الجمعية منذ عودتها إلى القسم الوطني الأول، فإنها لم تعش تسيبا بالشكل الذي تعرفه هذه السنة، وهذا بشهادة الطاقم المسير وعدد من العارفين بخبايا الجمعية، لهذا فإذا تواصل التسيب بهذا الشكل فإنه على "الشلفاوة" أن يقرأوا السلام على فريقهم، كما قال أحد الأنصار، بل حتى في الوقت الذي لم تكن الشلف تملك أسماء كبيرة كانت تحقق نتائج إيجابية ولم تعرف تقصيرا من أحد، أما اليوم وبأرمادة النجوم التي تملكها فهي تعيش تسيبا. التأهل إلى دور المجموعات يؤكد أنه نقمة على الشلف من يوم لآخر يتأكد أن بلوغ جمعية الشلف دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا تحول من نعمة وشرف كبير للنادي إلى نقمة، بدليل أن الأسماء والظروف التي هيأتها إدارة مدوار للفريق لم تصب في الاتجاه الصحيح الذي أريد لها، بل حادت عن الطريق، وصار كل شلفي "شاد قلبو" في أن يتكرر السيناريو الذي عاشته شبيبة القبائل ومولودية الجزائر العام الماضي مع فريقهم هذا العام. الجمعية لم تستفد من التحضيرات الصيفية والأمر الذي لا يجعل مجالا للشك هو أن أغلب الفرق التي أجرت تربصاتها الصيفية الخاصة بالموسم الجديد هي أحسن بكثير من حيث استعداداتها من الجمعية، بدليل أن آخر فريق أجرى استعداداته كان الفريق مكتمل التعداد، بينما الشلف التي كانت سباقة للإنطلاق في التحضيرات لأنها كانت معنية برابطة الأبطال، فهي لم تستفد منها، أو بالأحرى فإن اللاعبين لم يستفيدوا منها، وهذا لكثرة الغيابات، وعدم اكتمال التعداد ولو لمرة واحدة. الطاقم الفني يعلن حالة الطوارئ وأمام الوضعية التي وجدت الشلف نفسها فيها هذه الأيام، فإن الطاقم الفني للجمعية بقيادة رشيد بلحوت ومساعده محمد بن شوية قررا إعلان حالة الطوارئ في الفريق، في إجراء يدفع إدارة النادي للتحري عن الأسباب الحقيقية التي دفعت اللاعبين للتهاون في العمل وانتشار حالة التسيب التي لن تزيد في تماسك الفريق بقدر ما تضاعف من هشاشته. الجميع ينتظر اجتماع مدوار ووفق ما فهمناه من الطاقم الفني، فإن كل شيء متوقف على الإجتماع الذي قرر الرجل الأول في الفريق عقده مع لاعبيه في الأيام القليلة القادمة، إلى درجة أن أحدهم أكد لنا أن مدوار تماطل كثيرا في عقد الإجتماع ووضع النقاط على الحروف مع لاعبيه، ولهذا السبب فإن حالة التسيب تزداد من يوم لآخر في الفريق. بلحوت مستاء وبن شوية "غاضتو عمرو" كشف التقني الشلفي عن استيائه العميق من الطريقة التي يفكر بها لاعبوه، إلى درجة استغرب الغيابات غير المبررة وغياب سلطة الردع من جانب الإدارة، وهو الأمر الذي وجدناه عند مساعده محمد بن شوية الذي صرح لنا: "منذ تاريخ التحاقي بالجمعية سواء حين كنت لاعبا أو مدرب لم يسبق لي أن شاهدت تسيبا بالشكل الذي أراه هذا العام، ولهذا على الإدارة التحرك والضرب بيد من حديد، لأنه إذا فُقد الإنضباط فإنه علينا أن نقرأ السلام على الفريق". مدوار يؤجل كل شيء لتربص "ساميتال" وختاما لما ذكرناه، فإن إدارة الشلف لن تنتظر طويلا لتفصل مع لاعبيها، بما أن الرئيس مدوار أكد لنا في حديث سابق معه أنه سيستغل فترة تربص الفريق في فندق "ساميتال" بأولاد فايت بالجزائر العاصمة، ليكون قريبا من الفريق ويعقد اجتماعات دورية مع لاعبيه يُصدر خلالها قرارات صارمة وردعية في حق بعض اللاعبين الذين قد يمسون بسمعة واستقرار الفريق نتيجة تقاعسهم في تأدية واجبهم. نساخ وغزالي لا يردان حاولنا في اليومين الماضيين الاتصال باللاعبين نساخ شمس الدين وغزالي يوسف من أجل توضيح الأمور معهما حول الاتهامات التي توجهها لهم الإدارة الشلفية من تقاعس وتكاسل في تشريف عقديهما وغيابهما عن الحصص التدريبية، إلا أن كل مساعينا باءت بالفشل، فغزالي لا يرد أصلا بينما نساخ فإن هاتفه خارج مجال التغطية دائما، وهذا ما يدفعنا إلى انتظار توضيحات اللاعبين في الأعداد القادمة. بلحوت: "انضباط أي فريق سر تألقه والإحتراف ليس بهذا الشكل" أما المدرب الشلفي، رشيد بلحوت، فقال في هذا الشأن: "لا أنكر أن الفريق الذي أدربه هذا العام يختلف كلية عن الفريق الذي دربته وأشرفت عليه سنة 2008، رغم أن البطولة انتقلت إلى نظام الإحتراف، والذي يدفع بكل لاعب إلى تطبيق التزاماته وأداء واجباته ليتلقى حقوقه، لكن للأسف الشديد هذا لم أره هذه المرة، ولهذا أقول إن انضباط أي فريق يصب في مصلحته ويضاعف فرص تألقه، وعلينا ألا نوهم أنفسنا بالإحتراف الرمزي أو الشكلي". مدوار: "قراراتي ستكون فاصلة وسترون سيف الحجاج" ومن جانبه أعلن الرجل الأول في الجمعية أن الإجتماع الذي سيعقده لاحقا بلاعبيه لن يضع فيه النقاط على الحروف فقط، بل ستكون هناك إجراءات ردعية في حق كل لاعب تسول له نفسه الإخلال بالنظام الداخلي للفريق، أو كما قال: "قراراتي المستقبلية لن تكون مجرد عقوبات مالية بل ستتعدى هذا الأمر، وقد تصل إلى الفصل والإبعاد النهائي، وسترون وقتها بحق سيف الحجاج". ----- تبريرا لفشلها في دور المجموعات.. "الجمعية تحضر للبطولة برابطة الأبطال" عنوان لفيلم اسمه الفشل بعينه لمسنا من خلال تصريحات أغلب عناصر الجمعية، مسيري الفريق وحتى الإداريين أن الرحلة التي كانت مقررة أن تقود الفريق إلى تونس يوم الإثنين لم تكن بغرض لعب اللقاء وتشريف الكرة الجزائرية، أو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة النادي وإنما هدف الفريق كان التحضير للقاءات البطولة، وهذا أمر ليس محيرا وإنما غريب جدا، لأن المتعارف عليه هو أن هدف كل فريق من مشاركته في البطولة واحتلاله للمراكز الأولى هو لعب رابطة الأبطال التي تعد المنافسة الأكثر قوة والأكبر من حيث المستوى وليس العكس. بلعباس – النجم الساحلي وجه المقارنة منعدم خلال ما تابعناه في الأيام الأخيرة حول سير تحضيرات الجمعية والمهمة الكبيرة التي كانت تنتظرها أمام النجم الساحلي قبل أن تقرر "الكاف" إقصائه النهائي وخصم كامل نقاطه، أن الشلف كانت تفكر في لقاء بلعباس أكثر من النجم الساحلي، وكأن الصاعد الجديد إلى حظيرة النخبة –طبعا مع كل احتراماتنا لتاريخ وسمعة "المكرة"- أقوى من النجم الساحلي، لذا فإن جميع تصريحات لاعبي الشلف صبت في خانة، التحضير لبلبعاس من بوابة "النجم الساحلي"، وهذا ما يصدق عليه عبارة "صخرية الأقدار". تبرير الإخفاق من منافسة قارية ليس بهذا الشكل صحيح أن الشلف لم تجمع ولا نقطة في اللقاءات الأربعة التي لعبتها في دور المجموعات من رابطة الأبطال، ولكن كان الأجدر بلاعبي الشلف ومسيريها الحفاظ على ماء الوجه والصورة التي كسبتها الجمعية والإحترام الذي لاقته من منافسيها، سواء الترجي التونسي (يمكن العودة إلى تصريحات نبيل معلول) أو إلى النجم الساحلي (تصريحات مدربه منذر كبير)، لكن أن تبرر إخفاقك –مثلما قال أحد الأنصار- وتقول قبل لقاءين عن نهاية دور المجموعتين أنك وجهت أنظارك للبطولة ولم تعد تهمك رابطة الأبطال فهذا شيء مؤسف بالنسبة لفريق تعب وضحى ببطولة العام الماضي من أجل بلوغ دور المجموعات (لكم العودة إلى لقاء بلوزداد وخسارة الخروب). مقولة صايب تطبق بحذافيرها على الشلف وبالعودة قليلا إلى الوراء نجد أن التصريحات التي أطلقها المدرب السابق لشبيبة القبائل عندما برر إخفاقه وفريقه من كأس "الكاف" العام الماضي، حين كان يشرف على العارضة الفنية ل"الكناري"، والذي قال في الجولات الأخيرة: "الشبيبة تحضر للبطولة برابطة الأبطال"، تنطبق على الشلف هذه الأيام وينطبق على الفريقين مقولة "رب عذر أقبح من ذنب"، فالمنطق يقول التحضير لرابطة الأبطال يتم بلقاءات البطولة وليس العكس، لأنه لا يوجد فريق في العالم يترك منافسة قوية وكبيرة ويقول بعد أن يفشل أنه شارك فيها ليحضر إلى البطولة، وللأسف الشديد –قال أحد الأنصار- بدل أن تعترف إدارة الشلف وخاصة لاعبيها بالإخفاق في أقوى وأكبر منافسة إفريقية، فإنها تختلق الأعذار والحجج لتبرير فشلهم الذريع. بهذا الشكل من حق المناصر الشلفي أن يغضب وبناء على ما سبق ذكره فإنه من حق أنصار جمعية الشلف أن يعبروا عن غضبهم واستيائهم العميق من الفريق الذي علقوا عليه آمالا عريضة من أجل تشريفهم وتشريف المنطقة، فبدل أن يصون الفريق شرف نقل كامل مبارياته على "+9" ويحسن صورته وسمعته خارج الوطن، ها هو اليوم يبرر إخفاقه الذريع، وهو ما لا يمكن السكوت عنه –مثلما قال أحد الأنصار- لأن "الشلفي" يريد لفريقه أن يكون دائما في القمة والتطلع إلى مستقبل زاهر.