كشف مصدر مقرّب من النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش أنه وعلى هامش التّربّص المصغر الذي سيقيمه قبل مباراة البوسنة بداية من يوم 12 نوفمبر المقبل، سيطلب من لاعبيه تفادي التصريحات الصحفية التي من شأنها أن ترفع الضغط عليهم، لاسيما تلك التي تتحدث عن التتويج باللّقب، وكان لاعبون في وقت سابق على غرار كادامورو ومجاني قد صرّحا أن المنتخب الوطني قادر على التتويج بلقب كأس إفريقيا، وهي تصريحات لم يستصغها "الكوتش وحيد" الذي يرى أن هذا الأمر هو بمثابة فرض ضغط إضافي على المنتخب الجزائري، والذي سيلعب فوق ذلك في مجموعة صعبة للغاية إلى جانب كوت ديفوار، تونس والطوغو. لا يريد أن يترك الشّعب الجزائري يحلم كثيرا قبل بداية الدّورة وسيتكلم النّاخب الوطني مع لاعبيه ويطلب منهم الهدوء في تصريحاتهم وتفادي رفع عارضة التفاؤل عاليا، فهو لا يريد للشعب الجزائري أن يحلم كثيرا لأن حديث بعض اللّاعبين عن التتويج باللّقب من شأنه أن يترك الجزائريين يتلهفون انتظارا لما سيحقّقه المنتخب، وينتظرون الذّهاب بعيدا في كأس إفريقيا التي يبقى فيها تحت الضغط لأنه سيواجه المنتخب الأخير الذي درّبه وهو كوت ديفوار، وإضافة إلى ذلك فإن المدرب الأسبق للمنتخب الوطني رابح سعدان الذي كان سبب إقصائه في الدورة نفسها، صرّح قائلا أنه على حليلوزيتش أن يصل إلى نهائي كأس إفريقيا ليتحدث عن إنجازاته ويقارنها بتلك التي حققها "الشيخ". يعرف أن الضّغط سيكون العدوّ الأوّل للاعبيه وابتعاده سيحرّرهم ويدرك حليلوزيتش أن ابتعاد الضغط عن لاعبيه- بالنظر إلى قلة خبرتهم- هو السبيل الوحيد الذي سيترك رفقاء فغولي يتألقون في هذه الدورة، عكس ما يكون عليه الحال إذا تنقلوا وهم محلمين بآمال الشعب الجزائري ورغبته الشديدة في الوصول إلى النهائي أو التتويج مثلا، ويعرف حليلوزيتش أن الضغط سيكون العدو الأول للاعبيه، ويستدّل على ذلك بكون منتخب كوت ديفوار أقوى منتخب في القارة على الأقل في السنوات الثلاث الأخيرة لكنه لم يحقق أي لقب، وكان دائما يمر جانباً بسبب هذه الضغوط، والتي يتمنى أن تبقى على "الفيلة" وتبتعد عن لاعبيه حتى يلعبوا متحررين، وهو ما من شأنه أن يسمح لهم بإظهار إمكانياتهم الكبيرة. يدرك جيّدا أن الجزائر فاجأت إنجلترا وكوت ديفوار لأنها لعبت دون ضغط ومن المنتظر- حسب مقربين منه- أن يطلب حليلوزيتش من اللّاعبين أن تكون تصريحاتهم عقلانية ولا يعِدو فيها الشعب الجزائري بشيء حتى لا يتركوا الشارع يحلم بإنجاز كبير، إذ سيطلب منهم الهدوء في تصريحاتهم أو حتى تفاديها إن كان يمكنهم ذلك، ويعرف حليلوزيتش جيّدا أن الجزائر في 2010 تغلبت على كوت ديفوار في ربع نهائي دورة كأس إفريقيا لأنها لعبت دون ضغوط وتمكنت من الفوز عليه وهو مدرب لرفقاء دروغبا بصورة مفاجئة وتمت إقالته، والجزائر نفسها لما لعبت دون أي حسابات أمام المنتخب الإنجليزي ودون خلفيات أدت واحدة من أفضل مبارياتها في السنوات الأخيرة، إلى درجة أنها حيرت رفقاء روني، وهو ما يأمل أن يحصل من خلال إبعاده الضّغط نهائياً عن لاعبيه ليرافقه ذلك نتائج أفضل. حليلوزيتش يفكّر في مباغتة الجميع وحتّى في حال الفشل لا تكون صدمة شديدة حليلوزيتش الذي قابل القرعة بتصريحات سبق أن وصفناها في "الهدّاف" ب "الانهزامية"، من خلال تأكيده أنه سيلعب من أجل المرتبة الثانية في المجموعة، يحاول أن يخدّر الجميع بهذه التصريحات ويُبعد الأضواء عن لاعبيه لمباغتة الجميع بمن في ذلك المنتخب الإيفواري الذي غادره بطريقة مازالت تحزّ في نفسه، وفضلا عن ذلك فهو يريد من خلال تصريحاته وكذلك دعوته لاعبيه إلى العقلانية وتفادي رفع العارضة عاليا، أن لا تكون الصدمة كبيرة في حال الفشل في المرور إلى أدوار متقدمة والإكتفاء بدورة فاشلة وانتهى الأمور، دون أن تكون هناك تأويلات أخرى للمشاركة الجزائرية في جنوب إفريقيا.