في حوار مطوّل أدلى به لمجلة "sofoot" الفرنسية، يتعلق موضوعه بكأس إفريقيا، أكد وحيد حليلوزيتش أن الأولوية في مباراة النهائي المرتقبة اليوم بين منتخب كوت ديفوار الذي كان يدربه ومنتخب زامبيا، تبقى ل "الأفيال" لأنهم مهوسون بالتتويج بهذا اللقب، كما قال أنه الفرديات في هذه الدورة لم تفعل شيئا، مستدلا على ذلك بفشل المنتخبين المغربي والسنغالي وخروجهما من الدور الأول. حليلوزيتش تحدث أيضا عن المنتخب الوطني واعترف أن صعوبات كبيرة تواجهه لتحقيق آمال 40 مليون جزائري، غير أنه جزم بأنه لا يجوز أن يخّيب "الخضر" آمال الجزائريين الذين يشجعون "الأفناك" بحماس. "كوت ديفوار مهووسة بالّلقب ولا شيء تنتظره غير التتويج" وعن رأيه في مستوى كأس إفريقيا 2012، قيّم حليلوزيتش الدورة وكل المباريات التي لعبت قبل المبارتين الترتيبية والنهائية قائلا: "حتى إن كان مستوى اللقاءات غير متكافىء، ورغم غياب بعض المنتخبات، إلا أنها كأس إفريقية جيدة، منتخبا الغابون وغينيا الإستوائية استغلا فرصة تنظيم الدورة للبروز، زامبيا أدت مشوارا استثنائيا، أما منتخب كوت ديفوار فأدى مشوارا لافتا جدا وهو في النهائي". وعن منتخب كوت ديفوار وما يتوقعه له، رد المدرب الوطني قائلا: "الفيلة في الغابون من أجل الفوز باللقب ولا شيء غير ذلك، إنهم مهووسون بهذا اللّقب بعد أنهم واجهوا الطقس، الأرضيات السيئة، الظروف الخارجية في دورة إفريقية والضغوط التي تتثاقل على كاهلهم سنة وراء سنة". "المغرب انخدع وفردياته لم تفعل شيئا في هذه الدورة" أما عن تفسيره للمفاجآت التي حصلت في هذه الدورة فقال حليلوزيتش: "في البلدان التي فيها جمهور حماسي، يجب أن تكون هناك نتائج، كما يجب أن تعرف كيف تفوز رغم الظروف الصعبة، ربما المغرب والسنغال انخدعا، الفرديات الكبيرة لا تصنع دائما فريقا كبيرا، اللاعبون الكبار يجب أن يتعودوا ويتأقلموا قبل ذلك مع الظروف المعروفة في أي كأس إفريقية، كما أنهم مطالبون بالحفاظ على الحماس ويجب أن يكون هناك فخر لأي لاعب عندما يرتدي قميص المنتخب". "منتخب مالي متلاحم، متكامل وصلب والمنتخبات الصغيرة أصعب على ميدانها مما كنت أنتظر" أما عن رؤيته للخريطة الجديدة لإفريقيا بعد هذه الدورة، صرّح حليلوزيتش: "لم أشاهد كل المباريات، رأيت منتخب مالي منافسنا في تصفيات كأس العالم 2014، إنه منتخب متلاحم، متكامل بشكل جيّد، صلب وشرس في الصراعات الثنائية، ولن يكون سهلا تماما لنا" وأضاف ناخبنا الوطني في سياق متصل قائلا: "الفرق الصغيرة أظهرت تنظيمها الصارم وانضباطها على كل الأصعدة ومنها الناحية التكتيكية. فرق كهذه أصعب بكثير على ميدانها في التصفيات مما كنت أعتقد، هناك الضغط والحماس حول الميدان والجمهور دائما حار. على كل حال لسنا هنا لنلهو ولكن لنفوز قبل كل شيء وإلا ستكون هناك مفاجآت غير سعيدة، فكما قلت، الفرق الصغيرة تتطور في النهاية حتى في التمريرة الأخيرة الحاسمة لتسجيل الأهداف". "المنتخب الإيفواري الذي لعب نصف النهائي نفسه الذي أشركته أمام الجزائر في 2010" أما بخصوص توقعاته لمباراة اليوم بين كوت ديفوار وزامبيا، قال حليلوزيتش عن المنتخب الذي كان يدربه: "إنه جيل رائع، يملك روحا جماعية رائعة، التشكيلة التي لعبت يوم الأربعاء أمام مالي، هي نفسها التي وظفتها أمام الجزائر في ربع نهائي كأس إفريقيا 2010، باستثناء الظهير الأيمن، إنهم أمام حتمية واحدة، الخطأ ممنوع تماما، لا أعتقد أنهم سيضيعون فرصة التتويج أمام زامبيا"، كما أقحم حليلوزيتش السياسة في الموضوع وقال عن رفقاء دروڤبا: "لهم فرصة واحدة لجمع البلد وتوحيده، والإثبات لكل مواطني كوت ديفوار أنه يمكنهم اللعب، العيش والعمل مع بعض رغم الفوارق، إنهم يلعبون معا منذ سنوات وهذا دورهم للتتويج فهم مطالبون بمنح هذه الهدية إلى الشعب الإيفواري". "في أنغولا، اللاعبون لم يكونوا ينامون وفرحوا بعد الإقصاء أمام الجزائر" أما عن تصريحات اللاعب الدولي الإيفواري السابق زكوروا وقوله إن المنتخب الإيفواري الحالي أقل مستوى من ذلك الذي كان في 2010 و2008، رد حليلوزيتش: "ربما" ثم أضاف: "في دورة أنغولا، بعض اللاعبين كانوا متخوفين مما حدث للوفد الطوغولي، لم يكونوا ينامون، كانوا متعبين جدا، وبعضهم كانوا فرحين جدا لأنهم سيغادرون بعد ربع النهائي أمام الجزائر" وواصل كلامه قائلا: "في كرة القدم، ليس الأفضل دائما يربح، هي رياضة سهلة جدا للفهم ولكن من الصعب التطبيق، على هذا الأساس حتى زامبيا لها حظها في التتويج". "يجب أن ندخل التصفيات من غامبيا ب 100 بالمئة" وفي سؤال أخير عن تصوره ماذا كان يمكن للمنتخب الوطني الجزائري تحقيقه لو شارك في كأس إفريقيا التي تختتم اليوم رد حليلوزيتش: "لا، ليس هكذا، ننتظر التأهل إلى الدورة القادمة فقد بدأنا عملا كبيرا في البناء، سنلعب أمام غامبيا في نهاية الشهر في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2013، إنها مهمة معقدة، يجب أن أدخلها ب 100 بالمئة، إذ يوجد 40 مليون يناصرون للأفناك في انتظارنا، ليس لنا الحق في أن نخيّب آمالاهم، ناخب وطني مهمة دبلوماسية أكثر منها كروية، يجب أن نسير كثيرا الأمور، هي مهمة صعبة ولكن مثيرة".