"كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    لبنان : ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 3670 شهيدا و 15413 مصابا    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الشباب يهزم المولودية    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



داني ألفيس: "الفرجة بين الجزائر والبرازيل كانت مضمونة لو لعبنا، والمباراة كانت ستكون أفضل بكثير من مباراة مونبيلييه"
نشر في الهداف يوم 12 - 11 - 2012

مبعوث "الهدّاف" إلى برشلونة " محمد ساعد الجزء الأول "الهدّاف" دائما وأبدا في حوارات حصرية مع كبار نجوم العالم... داني ألفيس أفضل ظهير أيمن في العالم يستضيف "الهدّاف" تعود "الهدّاف" مجدّدا إلى عاداتها وتقاليدها المعروفة، وتحلّ ضيفة على نجم من نجوم كرة القدم العالمية. نجوم يبدو من الصعب أو من المستحيل الوصول إليها، غير أن لا شيء يبدو صعبا على "الهدّاف"، التي، ومن أجل قرائها الأوفياء الذين يتهافتون على اقتنائها كل صبيحة، قامت بواجبها ووصلت إلى نجم عالمي جديد بعد كل النجوم الذين حاورتهم. والدور هذه المرة كان على أفضل ظهير أيمن في العالم، أكيد أنكم عرفتموه؟ إنه القصير القامة، والمشاكس، السريع التحركات، أو بالأحرى المدافع- المهاجم، أو اللاعب الذي يشبّه بالدراجة النارية من على جهته...إنه البرازيلي "داني ألفيس" صاحب التتويجات الكبرى تحت ألوان النادي العملاق "برشلونة".
موسم النجوم ينطلق مع "الهدّاف"
"أحب كرة القدم الجزائرية، لأنها ممتعة وتعتمد كثيرا على الهجوم"
"فغولي بصدد ترك الجميع يتحدث عنه وعن ما يقوم به من مباراة لأخرى، كما أن أندية عملاقة صارت مهتمة بضمه إلى صفوفها. بكل صراحة هو بصدد تمثيل الكرة الجزائرية أفضل تمثيل بطريقة لعبه الجميلة، ومؤهلاته الفنية الهائلة"
"أي مدرب يرجو رؤية لحسن ضمن تعداده"
"لحسن دوما يحارب على أرضية الميدان. لكن عليك أن تراه أيضا عندما تكون الكرة بحوزته، إنه يجيد تمريرها بشكل صحيح وهذا هو الأصعب والأهم في كرة القدم. وفي المنتخب عليكم أن تكونوا سعداء بما يقدمه، لأن المدربين في عالم كرة القدم، يحبون هذا النوع من اللاعبين في تشكيلتهم"
"في برشلونة نكوّن لاعبين منذ صباهم للعب في الفريق الأول، في البرازيل نكوّنهم من أجل بيعهم وفقط"
" إذا احتسبنا الأهداف الكثيرة التي سجلها ميسي سنتأكد أني من أغدقت عليه بالهدايا وليس هو"
"خلال الأشهر الستة الأولى مع إشبيلية بدأت أشكّ في إمكاناتي وقدرتي على اللعب في أوروبا. كل شيء تغيّر في حياتي. فبعدما كنت أساسيا من دون منازع في البرازيل، وجدت نفسي أكتفي بدور ثانوي في أوروبا"
"تفاجأت كثيرا لطريقة اللعب الهجومية للجزائر أمام البرازيل. لقد استمتعت لأنهم كانوا يهاجمون من الجهتين اليمنى واليسرى طيلة المباراة. وأسس ومعالم كرة القدم الجزائرية هي نفسها بالنسبة لكرة القدم البرازيلية. الأمر يتعلق بكرة قدم استعراضية تعتمد دوما على الهجوم، كرة جميلة تستدعي المتابعة والمشاهدة"
"مهمتنا أمام الجزائر كانت شاقة جدا لأننا لعبنا خارج القواعد... لقد كان ملعب مونبيلييه مملوءا عن آخره بالجزائريين"
"في الموسم الماضي نلنا أربعة ألقاب، لكن لا أحد كان راضيا لأننا ضيّعنا لقبي البطولة ورابطة الأبطال الأوروبية. الناس صارت لديهم فكرة غير صحيحة بأن كل شيء صار سهلا على برشلونة"
--------------------------
طلبنا محاورته فوافق على طلبنا بشكل عاد، وقرر منحنا 20 دقيقة فقط لمحاورته، فإذا بالحوار الشيق الذي جمعه بنا، يجعله يفضل البقاء معنا أربعين دقيقة أجاب فيها عن كل أسئلتنا بصدر رحب كسائر زملائه من نجوم "البلاوغرانا".
الموعد يتقدّم في آخر لحظة لهذا السبب
وبعد محاولات واتّصالات عديدة دامت أشهرا مع المكلف بخلية الإعلام والإتصال على مستوى فريق "برشلونة"، تم تحديد موعد الحوار على الساعة الخامسة مساء بالمركز الرياضي للنادي "الكاتالوني". يومها كانت "البارصا" على موعد وحصة تدريبية على الساعة السادسة تماما. وحينها اشترط "داني ألفيس" أن يخصّص لنا ما لا يزيد عن 20 دقيقة فقط. وهي مدة اعتبرناها قليلة ولا تكفيه للرد على كل الأسئلة التي حضّرناها له كي يجيب لنا عنها. لكن "داني" تفهّم الأمر، وقدّم الموعد للصّبيحة، وشرح لنا في مكالمة هاتفية قائلا : "هكذا لن نكون قلقين لدى حديثنا"
ومع ذلك هناك برازيليون أوفياء للمواعيد المحدّدة
لكن، وبسبب الإزدحام في شوارع مدينة برشلونة، وصلنا متأخرين عن الموعد المحدّد ب 10 دقائق. وقبل دق جرس الباب، خاطبنا زميلنا المصور البرازيلي "سيلفا أنديرسون" قائلا: "نادرا ما يصل البرازيليون في الوقت إلى مواعيدهم، لذلك فلا داعي للقلق لأن داني ألفيس لن يصل في الموعد المحدد". غير أن صاحبنا أخطأ في تقديره، لأننا ما إن تخطّينا الباب رصدت أعيننا "داني ألفيس" داخل القاعة وهو بصدد مطالعة صحيفة "سبورت"، اليومية الرياضية الخاصة ببرشلونة. فما كان علينا إلا أن توجّهنا للإعتذار له على التأخر، لكنه فاجأنا بردّه قائلا:" الخطأ خطأي، لأنّي أنا من غيرت الموعد في آخر لحظة، وأجبرتكم على المجيء في الصبيحة"
"مرحبا بكم في بيتكم"
وفي مكتب ليس ببعيد عن مركز تدريبات "برشلونة"، أين أعطانا "داني ألفيس" موعدا لمحاورته، وهو مكتب يقع في الطابق الثالث لعمارة من عمارات أحد الأماكن ببرشلونة، لكم أن تتصوّروا الطّريقة التي استقبلنا بها "ألفيس"... حفاوة بقيمة هذا اللاعب الموهبة. وبعد مصافحة حارة بينا، وضعنا "داني" في ظروف مريحة وخاطبنا قائلا: "مرحبا بكم في بيتكم، بيتي هو بيتكم".
مبعوث "الهدّاف" إلى برشلونة " محمد ساعد
--------------------------
مرّة أخرى تبقى "الهدّاف" وفيّة لتقاليدها وعاداتها، وتضرب لقرائها الأوفياء بداية من هذا العدد موعدا مع الحوارات المطولة لنجوم كرة القدم العالمية. نجوم يكون من الصعب الوصول إليهم نظرا لوزنهم وثقلهم في الساحة الكروية، لكن ما إن نقترب منهم نجدهم بشرا عاديين، بل أنّهم يبدون حماسا كبيرا لإيصال رسالتهم إلى عشاقهم عبر العالم. والبرازيلي "داني ألفيس" واحد من النجوم الذين فضّلنا أن تنطلق قافلتنا للموسم الجديد بمحاورتهم. وكم كان الحوار شيقا مع أفضل ظهير أيمن في العالم... نجم اتفقنا على محاورته في عشرين دقيقة فقط فإذا به يقضي معنا ضعفها، فقر استغرق أمر محاورته من الوقت ما لا يقل عن 40 دقيقة في حضور تلفزيون فرنسي جاء من أجل محاورته. ولكم أن تستمتعوا بما قاله ظهير "البارصا" في هذا الحوار الذي فضلنا أ ن نقسّمه إلى جزءين.
--------------------------
= في البداية بودّنا "داني" أن نشكرك على حفاوة الاستقبال الذي خصّصته لنا وعلى قبولك مخاطبة الجمهور الجزائري.
== إنّه لشرف عظيم لي أن أكون معكم، وكما كنت أقول لكم منذ قليل، بيتي هو بيتكم. وأنت الآن في بيتك، وأرجو أن يكون الحوار شيّقا وأن يعجب به الجزائريون.
= نحن متيقّنون أنّه سيكون شيقا.
== وأنا أيضا.
= خلال الحديث الذي جمعنا منذ قليل، كنت على دراية بأنّ منتخب البرازيل سيواجه الجزائر ودّيا، فمن أين لك هذه المعلومة؟
== من طرف الإتحادية البرازيلية لكرة القدم. المسؤولون يخبروننا دوما بمواعيد المباريات الودية التي يتأهب المنتخب لإجرائها. وفعلا أخبرونا بأن هناك احتمالا لمواجهة المنتخب الجزائري في 14 نوفمبر المقبل، لكنّهم لم يخبروننا أين ستلعب المباراة، ومع ذلك في أذهاننا وضعنا فكرة مواجهة الجزائر ودّيا.
= لكن في نهاية المطاف تقرّر ألاّ تلعب المباراة...
== إنّه لأمر مؤسف في الحقيقة. كان من المفترض أن يكون لقاء جميلا، لأنّي على دراية أن الجزائر تلعب كرة نظيفة، وتعتمد على اللعب الهجومي مثلنا، ما كان سيجعل الجمهور الجزائري يستمتع بالعروض والنسوج الكروية من الطرفين.
= هل تعلم أن مباراة 14 نوفمبر تعني الكثير للجزائريين، لأن الأمر يتعلق بالإحتفال بمرور 50 سنة عن استقلال الجزائر؟
== لا، لم أكن أعلم بذلك. لكن صراحة لقد تشرّفنا كثيرا لأن الجزائر فكرت في دعوتنا للعب هذه المباراة في موعد يعني الكثير للشعب الجزائري. كان من المفترض أن تكون مباراة احتفالية بأتم معنى الكلمة، والفرجة كانت مضمونة لإسعاد الجمهور الجزائري.
= واجهت الجزائر عام 2007 في مونبيلييه. ما هي الذكريات التي لا زلت تحتفظ بها عن تلك المباراة؟
== لقد كان لقاء صعبا،. نعم كانت مهمتنا شاقة جدا لأننا لعبنا خارج القواعد (يضحك). لقد كان ملعب مونبيلييه مملوءا عن آخره بالجزائريين، يومها تمكنت من لعب بضع دقائق فقط، لأني كنت قد انضممت حديثا إلى صفوف المنتخب البرازيلي الأول. وأؤكد لك أني تفاجأت كثيرا لطريقة اللعب الهجومية للجزائر. لقد استمتعت لأنهم كانوا يهاجمون من الجهتين اليمنى واليسرى طيلة المباراة، وأعتقد أن الجمهور كان سعيدا ربما أكثر مني. ولعلمك أن أسس ومعالم كرة القدم الجزائرية هي نفسها بالنسبة لكرة القدم البرازيلية. الأمر يتعلق بكرة قدم استعراضية تعتمد دوما على الهجوم، كرة جميلة تستدعي المتابعة والمشاهدة، لهذا قلت لك منذ قليل، إن مباراة الجزائر والبرازيل لو لعبت يوم 14 نوفمبر، كنا سنضمن الفرجة والمتعة للحضور، لكن الأكيد أننا كنا سنفوز عليكم (يضحك مطولا).
= مقارنة بمباراة مونبيلييه، اليوم المنتخب الوطني لم يعد يضم أي لاعب من تلك التشكيلة، فهل لديك نظرة عن التشكيلة الحالية؟
== نعم لديّ نظرة عنها. وأعرف خاصة اللاعبين الذين ينشطون في "الليغا" الإسبانية، على غرار فغولي الذي يلعب في نادي "فالنسيا"، والذي هو بصدد ترك الجميع يتحدث عنه وعن ما يقوم به من مباراة لأخرى، كما أن أندية عملاقة صارت مهتمة بضمه إلى صفوفها. بكل صراحة هو بصدد تمثيل الكرة الجزائرية أفضل تمثيل بطريقة لعبه الجميلة، ومؤهلاته الفنية الهائلة.
= لحسن عكس فغولي، معروف بأنه لاعب محارب في وسط الميدان، لاعب يملك مؤهلات بدنية، مثلما يؤكده أبرز الأخصائيين والملاحظون هنا في إسبانيا، أليس كذلك؟
== نعم هو دوما يحارب على أرضية الميدان. لكن عليك أن تراه أيضا عندما تكون الكرة بحوزته، إنه يجيد تمريرها بشكل صحيح وهذا هو الأصعب والأهم في كرة القدم. وفي المنتخب عليكم أن تكونوا سعداء بما يقدمه، لأن المدربين في عالم كرة القدم، يحبون هذا النوع من اللاعبين في تشكيلتهم.
= قل لنا بصراحة "داني"، كيف للبرازيل أن تكوّن كل هذا الكمّ الهائل من اللاعبين الموهوبين، في وقت تعاني بلدان أخرى من تكوين على الأقل لاعب واحد جيد؟ ما هو الشيء الذي تتميز به البرازيل عن البلدان الأخرى، نريد أن تفشي لنا هذا السرّ؟
== هي موهبة من عند الله، لكن عندما تنظر إلى الوضعية الإجتماعية في البرازيل، ستتأكد حتما أن العراقيل التي يواجهها البرازيليون يوميا هي التي تدفع الأطفال الصغار إلى التركيز فقط على عالم كرة القدم، لإخراج أسرهم من نفق الفقر المظلم. في البرازيل الطفل يصبح مسؤولا عن نفسه أو حتى عن أسرته في سن السابعة أو الثامنة. وفي هذا السن تجد الأوروبيين يستمتعون بطعم الطفولة ولذّة الحياة، والرفاهية والرخاء. أطفال البرازيل صارت الحلول واضحة بالنسبة لهم وأسهل أيضا، وهي التوجه لعالم كرة القدم. الله هو من أعطانا القدرة لتحدي هذه الظروف، وكان لا بد من استغلال ذلك للعيش، أليس كذلك؟
= في البرازيل لعبت في نادي" إسبورت باهيا"، فهل كان هناك لاعبون موهوبون لم يكتب لهم النجاح والذهاب بعيدا في مشوارهم الكروي فيما بعد؟
== نعم كان هناك لاعبون رائعون، ومن دون مبالغة كان هناك لاعبون مميزون من الناحية الفنية، بل إنهم أفضل مني بكثير. للأسف أنهم فوّتوا على أنفسهم فرصا ذهبية للذهاب بعيدا في عالم كرة القدم. لكنهم ربما لم يكونوا منضبطين، ولم يكن لهم أيضا الحظ الذي كان معي في بداية مشواري الكروي. وصراحة خلال مسيرة أي لاعب كرة قدم، هناك فرص تلوح له... فرص لا بد أن تُستغل جيّدا لأنها تغير مسار حياته كليا. لذلك فإني أعتقد أن هؤلاء اللاعبين الموهوبين فنيا، لم يقوموا بخيارات جيدة في لحظة من اللحظات خلال مسيرتهم الكروية. لقد ضلّوا الطريق الصحيح، إنه لأمر مؤسف حقا.
= إنه القدر...لأنكم في البرازيل تؤمنون مثلنا في الجزائر بالقدر والمكتوب..
== نعم، لكن على الواحد منا أن يعمل وأن يحاول دوما كي ينجح. الحظ موجود. فقط على كل من يحاول منا أن يستغل الفرصة بالعمل وثمّ العمل، وبعدها إن فعلنا كل شيء، وثابرنا وكافحنا دون أن يكلّل كفاحنا هذا بالنجاح، فعلينا أن نقول إنه أمر مقدّر.
= أنت برازيلي وتلعب في برشلونة، وهنا في برشلونة الأمور شبيهة بالبرازيل، يكوّنون لاعبين جيدين. ما هو الفرق بين التكوين في مدرسة "لاماسيا" الكاتالونية والتكوين في البرازيل؟
== الفرق هو أنه في "لاماسيا" يوجد تنظيم، هياكل، إمكانات ضخمة، وتحضير للاعب وهو صغير بدخول عالم الإحتراف واللعب في الفريق الأول. هنا في برشلونة اللاعب الصغير يتعلّم في سن العاشرة كيف يلعب بلمسة واحدة، هنا يعوّدون الصغير على اللعب بخطط الفريق الأول نفسها. أما في البرازيل فالأمر مختلف. هم لا يحضّرون اللاعب لكي يلعب في الفريق الأول، ولا يوفّرون له الإمكانات الضرورية للنجاح، بل يحضّرون الطفل من أجل بيعه والإستفادة من الأموال. وبسبب هذه السياسة أهملنا في البرازيل طريقة التكوين الجيد والكامل للاعب المحترف بأتم معنى الكلمة. ولهذا السبب هناك لاعبون جيدون في البرازيل، لكنهم لا ينجحون لما يلتحقون بالمستوى العالي، لأنهم لم يقوموا بتأطير قاعدي جيد يمكّنهم من البروز في المستوى العالي، على غرار فريق برشلونة مثلا.
= في البرازيل لعبت لفرق مغمورة، لكنك مع ذلك تمكنت من الظفر بعقد مع نادي "إشبيلية" فكيف سارت معك الأمور؟
== مثلما قلت لك منذ قليل. الفرصة لا تأتي اللاعب سوى مرة واحدة في هذه الحياة، وعلى اللاعب أن يستغلها كي ينجح. بالنسبة لي، بدأت لعب كرة القدم وأنا شاب مع فريق "باهيا"، وهو ما سمح لي باللحاق بمنتخب البرازيل وعمري 20 سنة. حينها تغيّر مسار مشواري الكروي، وكل شيء بدأ من هناك، حين خضنا بطولة أمريكا الجنوبية في الأوروغواي، وهي منافسة تستقطب إليها "المناجرة" والكشّافين الأوروبيين. وأتذكر أني ظهرت بمستوى كبير في تلك الدورة، في ظل تواجد "أنطونيو هيرنانديز" ممثل نادي "إشبيلية" الذي اقترب مني وطلب مقابلتي، واستفسرني حول ما إذا كنت مستعدا للعب في "إشبيلية" أم لا. في تلك اللحظة لم أكن أعرف لا المدينة ولا الفريق، لأننا في البرازيل لا نتابع مباريات "إشبيلية". لكن، وبما أن فكرة اللعب في "الليغا" الإسبانية تستهويني لم أتردّد في قبول العرض للحظة واحدة، فقلت له نعم.
= ما هي الصورة التي أخذتها على "إشبيلية" خلال السنوات الست التي قضيتها هناك؟
== ذكريات جميلة ورائعة تلك التي أملكها عن مسيرتي مع "إشبيلية". لكنها فترة صعبة للغاية، لأني كنت مجبرا على العمل لكي أفرض نفسي. وأتذكّر أن البداية كانت الأصعب، لا سيما وأن الفريق كان حديث الصعود إلى مصاف الكبار. ثم إني لم أكن أعرف أحدا، ولا أعرف شيئا عن المدينة التي سأعيش فيها، لا أجيد نطق اللغة الإسبانية. وصدّقني أني خلال الأشهر الستة الأولى بدأت أشكّ في إمكاناتي وقدرتي على اللعب في أوروبا. كل شيء تغيّر في حياتي. فبعدما كنت أساسيا من دون منازع في البرازيل، وجدت نفسي أكتفي بدور ثانوي في أوروبا، إلى درجة أني طرحت على نفسي سؤالا وجيها، إن كنت قد اتخذت القرار الصائب باللعب في أوروبا أم لا؟ قضيت وقتا طويلا حتى فهمت لماذا تأخرت انطلاقتي في أوروبا. أن تكون ظهيرا في البرازيل، فالمطلوب منك أن تهاجم، وتهاجم دوما، لكن في "إشبيلية"، عليك أوّلا أن تضمن الأمان الدفاعي من جهتك، قبل التفكير في الصعود لمساعدة الهجوم. وهذا ما بدأت تعلّمه في بدايتي مع الفريق. كنت أعمل على تطوير طريقة لعبي الدفاعية، وهذا تزامن مع "مونديال فئة أقل من 20 سنة"، حين لعبت دورة في المستوى بوجه جديد ظهرت به على الجهة اليمنى من الدفاع،
كسبت نقاطا عديدة وفزت باحترام الجميع بمن فيهم المدربون في "إشبيلية"، إذ شرعوا في وضع ثقتهم في شخصي. وبعدها صرت لاعبا مهما في إشبيلية، وتطورت من يوم لآخر، وتطوري هذا تزامن وتطور مستوى الفريق ككل، فصار الجميع مبتهجا لتحول النادي من فريق صعد حديثا إلى القسم الأول، إلى فريق يصارع من أجل اللقب والمنافسة أيضا على الألقاب الأوروبية. ويمكنني أن أقول إني فخور بأني كنت لاعبا مهما في تعداد نادي "إشبيلية".
= ألا تعتقد أنك تأخرت بعض الشيء في مغادرة "إشبيلية" والإلتحاق بنادي "برشلونة" أو بأي ناد عملاق آخر؟
== لا يمكننا أن نحصل على كلّ شيء في هذه الحياة. أنا أؤمن بالله وأبقى مقتنعا بأن كل ما يحصل معي وما أناله من عنده، كل شيء يحدث في هذه الدنيا بقدرة الله. فمن يدري؟ يمكن أني لو غادرت "إشبيلية" سريعا ما كنت لأنال كل تلك الألقاب مع برشلونة. ثم إني في السنتين الأخيرتين مع "إشبيلية" كنت أرغب في الرحيل بكل الوسائل، لكن قدري كان أن أغادر بمشيئة الله. واليوم فقط تأكدت أني كنت محقا بالتأخر في مغادرة الفريق، لأني لو غادرته سريعا لما لعبت في برشلونة، أفضل فريق في العالم، ولما فزت بتلك الألقاب الكثيرة التي حصلت عليها.
= لدي بعض الأرقام التي تؤكد أنك لعبت 246 مباراة مع "إشبيلية"، سجلت فيها 15 هدفا، وهي حصيلتك نفسها مع برشلونة، لكن في عدد أقل من اللقاءات التي لم تتعد 212 مباراة. لماذا هذا الإختلاف الذي نحن متأكدون من أنه لا يعود لأنك تتلقى المساعدة من ميسي والآخرين؟
== ( يضحك) فلتتمعن أيضا في عدد الأهداف التي سجلها ميسي منذ وصولي إلى برشلونة، لكي تعرف من أغدق على غيره بالهدايا. وللعودة للأمور الجادة الآن، أؤكد لك أني وإن كنت أسجل في "البارصا" أكثر فذلك يعود لأننا في "البارصا" نهاجم بطريقة جماعية، عكس "إشبيلية" أين تختلف فلسفة الفريق ككل. ثم لا تنس أني في "برشلونة" أحصل بدوري على كرات، ما يمنحني الفرص للتهديف أكثر مما كنت عليه في "إشبيلية".
= قبل التوقيع لصالح "برشلونة"، هل وصلتك عروض مهمة من فرق مثل ريال مدريد أو تشيلسي، ولماذا اتخذت قرار اللعب لصالح العملاق "برشلونة" عوض الفرق الأخرى التي تكون اتصلت بك؟
= أنا شخص أحب التحديات، لا سيما التحديات الكبيرة. في ذلك الوقت بالذات، "الريال" كان قد توّج بلقب البطولة، الشيء نفسه بالنسبة ل "تشيلسي". بالعكس فإن "برشلونة" وبعدما وصلت إلى القمة، كانت في مرحلة تراجع نحو الخلف. إذ أن الفريق حينها لم يفز بأي شيء طيلة موسمين، كما أن نتائجه كانت متذبذبة. لكن ما حفّزني أكثر هو أن الفريق كان في طور إعادة البناء من جديد، فأردت أن أكون جزءا من هذا البناء من البداية، لأني كنت على يقين أن النتائج سوف تأتي وحدها. كما أني كنت أدرك أني سأساهم في هذا التغيير الذي عرفته برشلونة في مسارها. كل هذا أعطاني الرغبة في اللعب ل "برشلونة" لا لفريق آخر غيره. ثم إن شيئا كان بداخلي لا يمكنني شرحه. شيء كان يشعرني بأني سأقول نعم ل "برشلونة"، ولما وصلني العرض الرسمي، توجهت نحو رئيس "إشبيلية" وقلت له بصريح العبارة : "إما أن ألعب لبرشلونة أو لا ألعب لأي فريق آخر". كما أن نجاح مختلف اللاعبين البرازيليين الذين مروا على "برشلونة" حفّزني على قبول العرض صراحة، فأردت أن أكون جزءا من هذه القافلة البرازيلية التي مرت على برشلونة وتركت آثرها. وفي النهاية أعتقد أني تركت أثرا لنفسي أنا أيضا، ولا زلت هنا كذلك.
= توّجت بكل الألقاب مع "برشلونة"، فما الذي يدفعك الآن لمواصلة المسيرة بالعزيمة نفسها؟ ما الذي تريد أن تفوز به أيضا مع النادي؟
== بصفتك لاعبا في صفوف "برشلونة"، فحياتك عبارة عن مجهودات متواصلة دوما. نعم فزنا بكل الألقاب التي لعبنا عليها، لكن ما لا تعرفونه أننا مطالبون دوما باللعب على الألقاب للحصول على كل شيء. في الموسم الماضي نلنا أربعة ألقاب، لكن لا أحد كان راضيا لأننا ضيّعنا لقبي البطولة ورابطة الأبطال الأوروبية. الناس صارت لديهم فكرة غير صحيحة بأن كل شيء صار سهلا على برشلونة. هم يعتقدون أن "البارصا" ملزمة على الفوز بكل شيء. لكن في كل الفرق والرياضات لا بد من مرحلة فراغ، لا بدّ من راحة لاسترجاع الأنفاس وجمع القوى من أجل الإنطلاق من جديد، وهذا ما حدث لنا في "برشلونة". لم نتوّج باللقب، وكان لا بد لنا من التوقف قليلا كي نعود بقوة في أقرب وقت ممكن. والتراجع للخلف ليس تراجعا للسقوط النهائي، بل هو خطوة لاسترجاع القوى والتقدم مجدّدا نحو الأمام، والآن لدينا مدرب جديد، طاقم فني جديد، طاقة متجددة، والأهداف تعرفونها، هي نفسها.
= تحدثت عن المدرب الجديد ل "البارصا"، فما هي في رأيك أوجه الإختلاف بين تيتو وبيب؟
== الإختلاف يمكن أن تستنتجه وحدك. واحد اسمه "تيتو" والآخر "بيب" اسمان مختلفان. أما عن بقية أوجه الإختلاف فأعتقد أن كل شيء يبقى في المنزل، في بيت برشلونة. ثم لا تنس أن "تيتو فيلانوفا" كان ضمن طاقم "بيب غوارديولا"، فأين الإختلاف إذن؟
= لا تقل لنا أن الإثنين لديهما الشخصية نفسها وطريقة التفكير؟
== كل واحد منا لديه شخصيته الخاصة. كل وطريقته في التواصل مع الآخرين، والعمل أيضا. لكن أعتقد أنهما يتشابهان، لأن لا شيء تغير في "البارصا". لا شيء تغيّر من حيث طريقة لعب الفريق، ولا من حيث طريقة فهم المباريات وكرة القدم ككل. من الضروري أن يكون لأي واحد منا شخصيته، لكن الأهم أن فلسفة العمل في كرة القدم هي نفسها.
( يتبع في الجزء الثاني)
م.س
تتابعون في الجزء الثاني
= ألفيس يتحدث عن مسلمي "الليغا"
= يتحدث عن زيدان الذي يلعب في البرازيل
= رأيه في كأس العالم التي ستلعب في البرازيل
= حديثه عن مغادرة غوارديولا للبارصا وحقائق مثيرة لا تضيعوها لأنكم لن تجدوها سوى في الهداف يوم غد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.