أسفرت قرعة منافسة كأس الجمهورية عن العديد من المواجهات القوية الواعدة، لكن قمة الدور 32 ستجمع شبيبة الساورة واتحاد العاصمة في ملعب 20 أوت ببشار منتصف شهر ديسمبر القادم، وهي المواجهة التي ستكتسي طابعا ثأريا بما أن أشبال المدرب حجار حتى وإن أجمعوا على صعوبة اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور 16 أمام أحد أبرز اختصاصي منافسة الكأس، إلا أنهم شدّدوا على أنّ اللقاء سيكون فرصة مواتية لرد الاعتبار لأنفسهم والثأر رياضيا من نظرائهم من الإتحاد الذين خطفوا منهم نقاط الفوز في المواجهة التي جمعتهم في البطولة منذ أقل من أسبوعين. الشبيبة ستخوض مباراة صعبة جدا وأجمع كثيرون على أنّ قرعة كأس الجمهورية في دورها 32 لم ترحم إطلاقا شبيبة الساورة بعدما أوقعتها في مواجهة في غاية الصعوبة، ليس فقط لأنها ستكون أمام فريق ينشط في حظيرة النخبة وإنما لأنها ستكون أمام منافس له باع طويل في منافسة الكأس وسبق أن تذوّق حلاوة التتويج بها 7 مرات، كان آخرها سنة 2004 أمام شبيبة القبائل في مواجهة احتضنها ملعب 5 جويلية واضطر فيها الفريقان للاحتكام إلى ركلات الترجيح التي ابتسم فيها الحظ ل "سوسطارة" بنتيجة (5-4) بعدما انتهى الوقتان الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي. الإتحاد له تقاليد عريقة في منافسة الكأس وعلى غرار جميع المواسم السابقة سيدخل إتحاد العاصمة سباق التنافس على كأس الجمهورية في ثوب المرشح للتتويج بالكأس وخلافة وفاق سطيف، وهذا بحكم التقاليد العريقة التي يملكها أصحاب اللونين الأحمر والأسود في منافسة الكأس، خاصة أنّ إدارة حداد وضعت التتويج بلقب الكأس ضمن أهداف التي تطمح لتحقيقها هذا الموسم، وهو ما سيدفع أشبال المدرب كوربيس إلى بذل كل ما بوسعهم لتجسيد هذا المبتغى ميدانيا بداية من مباراة الدور ال 32 أمام "نسور الصحراء". نشّط النهائي في 9 مناسبات وإذا كان الإتحاد الفريق الثاني الأكثر تتويجا بلقب كأس الجمهورية بعد الوفاق فإنه يُعتبر في نفس الوقت أكثر الأندية الوطنية تنشيطا لنهائي الكأس، وهذا بعدما بلغ عدد النهائيات التي نشّطها أصحاب اللونين الأحمر والأسود 9 نهائيات كاملة والبداية كانت سنة 1969 أمام شباب بلوزداد وصولا إلى نهائي 2007 أمام مولودية الجزائر. لكن الساورة لديها كلمتها ولن ترضى سوى بالتأهل وفي الوقت الذي يرى البعض أنّ قرعة كأس الجمهورية لم تنصف الساورة إلا أن ذلك لن يقلّل حظوظ "نسور الصحراء" في الذهاب بعيدا حتى وإن كانت لا تملك تقاليد الإتحاد في منافسة الكأس، إلا أنها تملك الإرادة والعزيمة التي قد تسمح لها بالوصول إلى الأدوار النهائية، خاصة بعد الوجه الطيب الذي ظهرت به كتيبة المدرب حجار في جملة التحديات الصعبة التي خاضتها في البطولة، وبالتالي فإن رفاق سفيون لن يرضوا سوى بتجاوز عقبة الإتحاد وافتكاك تأشيرة إلى الدور 16 في منافسة لها خصوصياتها وكثيرا ما ابتسم فيها الحظ للأندية صغيرة على حساب أندية كبيرة. الفرصة مواتية أمام اللاعبين لردّ الاعتبار وستكتسي مواجهة شبيبة الساورة أمام إتحاد العاصمة في الدور 32 طابع الثأر إذ ستكون فرصة سانحة أمام أبناء الجنوب لردّ الاعتبار لأنفسهم والثأر رياضيا من الهزيمة القاسية التي تكبدوها في البطولة منذ حوالي أسبوعين في عقر الديار في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بهدف يتيم حمل توقيع المدافع بودبودة، في مواجهة تألق فيها حارس الإتحاد لمين زماموش وخطف فيها الحكم نسيب الأضواء من اللاعبين بانحيازه الفاضح للعاصميين على حد تعبير مسيري ولاعبي شبيبة الساورة. عاملا الأرض والجمهور في مصلحة "النسور" وإذا كان الإتحاد قد استثمر جيدا في غياب عشاق اللونين الأصفر والأخضر لحسم نتيجة لقاء الذهاب في البطولة لمصلحته بفعل عقوبة الرابطة، فإنّ المعطيات في مواجهة الدور 32 من منافسة الكأس ستكون مغايرة باعتبار أنّ اللقاء سيجري في حضور الأنصار، وهو ما سيجعل المواجهة عرسا كرويا بين فريقين يطبّقان كرة قدم حديثة وجميلة. الساورة أمام فرصة بلوغ ثمن النهائي في حال التأهل أمام الإتحاد وستكون شبيبة الساورة أمام طريق مفتوح لتحقيق إنجاز أفضل من إنجاز الموسم الماضي ببلوغ الدور ثمن النهائي في حال نجاح كتيبة حجار في افتكاك تأشيرة المرور إلى الدور 16 أمام الإتحاد، باعتبار أنّ "النسور" سيواجهون في هذه الحالة المتأهل من مباراة هلال سيڤ واتحاد الرباح الناشطين في بطولة الهواة وما بين الرابطات على الترتيب. ----------------- الساورة تستعيد ذكريات الكأس والأنصار يستحضرون سيناريو مواجهة الوفاق تستعيد عناصر تشكيلة شبيبة الساورة منتصف شهر ديسمبر المقبل الذكريات الجميلة التي عاشتها الموسم الماضي في منافسة كأس الجمهورية، وذلك بمناسبة استقبال إتحاد العاصمة برسم الدور 32، فموازاة مع المشوار الإيجابي الذي قطعه أشبال بلحفيان في بطولة الرابطة الثانية وتوّج بالصعود التاريخي إلى حظيرة النخبة في نهاية الموسم، فإنّ عناصر تشكيلة شبيبة الساورة خرجت من سباق كأس الجمهورية الموسم الماضي مرفوعة الرأس، وهذا بعدما كان رفاق عبد الحق مطراني قاب قوسين أو أدنى من افتكاك تأشيرة التأهل من وفاق سطيف في مباراة عرفت إثارة وتنافسا بين اللاعبين وانتهت بنتيجة (4-2). كتيبة بلحفيان أسالت العرق البارد للوفاق في ملعب "النار" وأسالت كتيبة المدرب بلحفيان الذي استقال مؤخرا العرق البارد لأبناء "عين الفوارة" بملعب 8 ماي، بعدما كانوا السابقين لفتح باب التهديف في (د32) بواسطة المهاجم مطراني، قبل أن يعود الوفاق بقوة في بداية المرحلة الثانية التي نجح فيها في تسجيل ثلاثة أهداف في ظرف 5 دقائق بواسطة كل من جابو في (د49)، سيريل في (د51) وبن موسى في (د53)، قبل أن ينجح حمزة زايدي في تقليص الفارق في (د55) برأسية جميلة باغتت بن حمو حارس الوفاق، لكن بن موسى قضى على حلم "النسور" في انتزاع تأشيرة التأهل بعدما نجح في توقيع الهدف الرابع في (د75)، في مواجهة انتهت في روح رياضية عالية بإدارة الحكم حواسنية. "نسور الصحراء" كسبوا تقدير السطايفية واحترامهم ومكّن الأداء البطولي لعناصر تشكيلة شبيبة الساورة أمام الوفاق الذي بلغ النهائي وتوّج بالكأس على حساب شباب بلوزداد، رفاق الحارس سفيون من كسب تقدير واحترام أنصار الوفاق الذين أضحت تربطهم علاقة وطيدة بنظرائهم من الساورة. ----------------- يفضّل التركيز على البطولة حجار: "قرعة الكأس لم تنصفنا وكانت قاسية أيضا على الاتحاد، لكن لن نرضى بالإقصاء من الأدوار الأولى" أكد شريف حجار المسؤول الأول عن العارضة الفنية لشبيبة الساورة في تعليقه على وقوع فريقه أمام إتحاد العاصمة في الدور 32 من منافسة كأس الجمهورية، بأنّ القرعة مثلما لم تنصف أشباله فإنها كانت قاسية أيضا على المنافس الذي سيحطّ رحاله مجدّدا ببشار، في مواجهة أكد محدثنا أنها ستكتسي طابع الثأر رافضا إدراج الكأس ضمن الأهداف المسطرة للفريق في الموسم الحالي، قبل أن يستدرك ويؤكد على أنّ هذا لا يعني التساهل وإنما فعل المستحيل لبلوغ الأدوار النهائية في منافسة وصفها حجار بالمغامرة الجديدة لأشباله الذين دعاهم للتركيز على التحديات الصعبة التي تنتظرهم في البطولة قبل التفكير في منافسة الكأس. "من الصعب أن نبدأ المنافسة بمواجهة أحد اختصاصي الكأس" وبرّر مدرب الساورة فكرة أنّ القرعة لم ترحم فريقه بأنها أوقعته أمام أحد أبرز اختصاصي منافسة الكأس وهو ما سيمنحه أفضلية من الناحية المعنوية خاصة أنه أدرج التتويج بها كهدف أساسي يطمح لتحقيقه هذا الموسم، وصرّح في هذا الصدد: "أظن أنّ قرعة الدور 32 لم ترحمنا بما أننا سنواجه فريقا قويا له تقاليد عريقة في منافسة كأس الجمهورية ويهدف إلى التتويج بها هذا الموسم، وبالتالي فإنّ ذلك سيشكل في نظري حافزا معنويا قويا للاعبي الاتحاد لافتكاك تأشيرة التأهل إلى الدور القادم". "حظوظ التأهل متساوية لكن الفرصة مواتية للاعبين لرد الاعتبار للفريق" وبالرغم من إقراره بتباين المعطيات بين مواجهات الكأس والبطولة إلا أن حجار لم يتردّد في التأكيد على أنّ اللقاء سيكون فرصة مواتية لأشباله لرد الاعتبار للفريق والثأر رياضيا بعد الهزيمة الأخيرة في البطولة في عقر الديار، وهذا قبل أن يعود للتأكيد على أن المواجهة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات وأن حظوظ تأهل كل فريق ستكون متساوية، حيث قال: "المواجهة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات بالنظر إلى تقارب المستوى بين التشكيلتين ورغبة كل فريق في تحقيق التأهل، ولو أنّني أرى اللقاء فرصة مواتية للاعبين لرد الاعتبار للفريق عقب هزيمة البطولة خاصة أننا سنستفيد من دعم الأنصار، لكن هذا لا يعني أي شيء في منافسة الكأس وحظوظ الفريقين متساوية خلال هذه المواجهة التي ستكون عرسا كرويا فوق أرضية الميدان". "نسعى للذهاب بعيدا في الكأس" كما أكد شريف حجار أنه يسعى رفقة أشباله إلى دخول منافسة الكأس بنية الذهاب بعيدا فيها وتفادي الإقصاء في الأدوار الأولى، وأضاف: "نسعى للتأهل إلى الدور القادم مادامت كل الاحتمالات تبقى ورادة في منافسة الكأس وعامل المفاجأة كثيرا ما يحدّد مصير الفرق فيها، فرغم أنّ كأس الجمهورية ليست من أهداف النادي خلال هذا الموسم إلا أنّ ذلك لا يمنعنا من السعي جاهدين لتحقيق حلم الأنصار الذين يعوّلون على هذه المنافسة". "أفضّل التركيز على التحديات التي تنتظرنا في البطولة" وشدد حجار في خضم حديثه معنا على أنه يفضّل توجيه تركيز أشباله على جملة التحديات الصعبة التي تنتظر الفريق في البطولة، مادام تاريخ مواجهة الإتحاد في منافسة الكأس مازال بعيدا، مؤكدا على أنّ تركيزه وأشباله منصبّ على الاستعداد جيدا للمواجهات المتبقية من مرحلة الذهاب، واسترسل في هذا الصدد قائلا: "على كل حال الحديث عن منافسة الكأس مازال سابقا لأوانه، وكل ما يهمّنا في الوقت الحالي التركيز على المواجهات الصعبة التي تنتظرنا في البطولة". "جميع الأندية التي تأتي إلى بشار تلعب بخطة دفاعية" وبخصوص الصعوبات التي أضحى الفريق يجدها في الفوز بلقاءاته داخل الديار والنحس الذي يلازم الفريق بملعب 20 أوت منذ مباراة الجولة الخامسة أمام الوفاق، برّر مدرب الساورة ذلك بالتأكيد على أنّ الأندية التي تأتي إلى بشار تعتمد على خطة دفاعية محضة وتلعب بنية تخفيف الأضرار، مضيفا في هذا الصدد: "صحيح أننا نعاني في ملعبنا وضيّعنا الكثير من النقاط التي كانت في متناولنا، لكن هذا في نظري يعود بالدرجة الأولى إلى الخطة الدفاعية التي تعتمد عليها جميع الأندية في المواجهات التي نستقبل فيها، لكن لن نبقى مكتوفي الأيدي وسنعمل على إيجاد الحلول المناسبة للخروج من أزمة النتائج السلبية التي تلاحقنا في عقر الديار". "أمام الشلف ضيّعنا الفوز حتى ونحن بعشرة لاعبين" وعاد حجار في حديثه معنا إلى التعثر الأخير في عقر الديار أمام جمعية الشلف وقلّل من حدة تأثيره في معنويات اللاعبين وحتى مستقبل الفريق، مجددا التأكيد على أنه غير قلق كثيرا إزاء هذه الوضعية مادام أن نسق الفريق في منحى تصاعدي وما ينقصه سوى الفعالية اللازمة لتتحسّن الأمور، مضيفا أنّ الخطة الدفاعية التي اعتمد عليها مدرب جمعية الشلف حرمت أشباله من تحقيق الفوز حتى لمّا كانوا يلعبون بعشرة لاعبين عقب الطرد الذي تعرّض له المدافع سبيعي، مصرّحا: "نتيجة التعادل أمام الشلف لم تكن منطقية فقد كنا نستحق الأفضل لأننا كنا متحكّمين جيدا في زمام المبادرة، لكن الخطة الدفاعية التي انتهجها المنافس حرمتنا من تحقيق الفوز بالرغم من المحاولات الهجومية العديدة التي كانت لنا حتى ونحن بعشرة لاعبين، كما أظن أنّ الحظ يواصل إدارة ظهره لنا في اللقاءات التي نستقبل فيها". "اللاعبون واعون بحجم المسؤولية التي تنتظرهم في وهران" وبعدها تطرّق حجار في حديثه معنا إلى الخرجة القادمة التي ستقود أشباله إلى وهران لمواجهة المولودية المحلية، وهي المواجهة التي حتى وإن أقرّ بصعوباتها إلا أنه بدا واثقا من قدرة أشباله على العودة بنتيجة إيجابية، وهذا بحكم العزيمة القوية التي تحدوهم لتجديد العهد مع النتائج الإيجابية ووعيهم التام بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم قائلا: "مباراة مولودية وهران ستكون صعبة، ولو أنني متفائل بقدرة أشبالي على رفع التحدي والعودة بنتيجة إيجابية، خاصة أننا نكون أفضل حين نلعب خارج قواعدنا بدليل النقاط الكثيرة التي حصلنا عليها خارج الديار، كما أنّ الرغبة القوية التي لمستها لدى اللاعبين تجعلني متفائلا، وبكل صراحة لأنتظر رد فعل قوي من اللاعبين لأننا مطالبون بتفادي الخسارة في وهران". "الغيابات لن تطرح أي إشكال مادمنا نملك الحلول" وبخصوص الغيابات التي ستعرفها التشكيلة في مواجهة يوم السبت القادم التي سيفتقد فيها الفريق خدمات كل من مرباح بداعي الإصابة، وبوسماحة وسبيعي بداعي العقوبة، أوضح مدرب الساورة أنّ الغيابات لن تطرح أي إشكال مادام أنه يتوفّر على الحلول التي يراها قادرة على أداء مهامها فوق أرضية الميدان وسدّ الفراغ الذي سيخلّفه غياب الثلاثي أمام "الحمراوة"، وختم حديثه معنا بالقول: "صحيح أننا سنفتقد خدمات لاعبين مهمين في التشكيلة، لكن هذا لن يطرح أي إشكال مادمنا نملك مجموعة من اللاعبين قادرين على أداء مهامهم فوق أرضية الميدان". -------------------------------------- مرباح لن يكون جاهزا أمام "الحمراوة" يبدو أنّ عودة مرباح إلى أجواء المنافسة الرسمية ستتأخّر وقد تمتد إلى ما بعد مباراة الجولة القادمة التي ستستقبل فيها الساورة شبيبة بجاية، وهذا في ظل استحالة تجهيزه للخرجة المقبلة التي تنتظر الفريق في وهران يوم السبت القادم لملاقاة المولودية المحلية. اكتفى بالركض على إنفراد أول أمس وما يؤكد استحالة مشاركة مرباح في مباراة الجولة المقبلة أمام "الحمراوة" أنّه اكتفى في حصة الاستئناف أول أمس بالركض على انفراد وتطبيق برنامج العمل الخاص الذي سطّره له الطاقم الطبي، وهذا بسبب عدم تعافيه الكلي من الإصابة التي يعاني منها على مستوى الكاحل. الرابطة تعاقب سبيعي بمباراة واحدة إلى جانب مرباح الذي سيتواصل غيابه عن مباريات الفريق فإنّ تشكيلة شبيبة الساورة ستفتقد أمام "الحمراوة" خدمات المدافع توهامي سبيعي بداعي العقوبة التي فرضتها عليه الرابطة بالغياب عن لقاء واحد عقب خروجه بالبطاقة الحمراء في اللقاء الأخير أمام جمعية الشلف، وبالتالي فإنّ الفرصة تبدو مواتية أمام يوسف صابوني لتسجيل عودته مجددا إلى أجواء المنافسة الرسمية. الاستعدادات تتواصل بكل جدية في ملعب 20 أوت تواصل عناصر تشكيلة الساورة استعدادها على قدم وساق لمباراة الجولة القادمة أمام "الحمراوة"، وذلك بملعب 20 أوت تحت قيادة المدرب شريف حجار الذي سيشرع بداية من الحصة التدريبية لأمسية اليوم في ضبط حساباته ووضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الأساسية التي ستخوض المباراة يوم السبت القادم. -------------------------------- قدور بلجيلالي: "حلمي الذهاب إلى المنتخب الوطني قبل مغادرة الساورة" "مرحبا بالاتحاد من جديد ولقاء الكأس فرصة لنا لكي نثأر رياضيا" يحتفل "المايسترو" قدور بلجيلالي نجم شبيبة الساورة بعيد ميلاده الرابع والعشرين اليوم الأربعاء، وقد جمعنا به حوار في مدينة بشار مؤخرا عقب تغطيتنا للقاء شبيبة الساورة اتحاد العاصمة تحدث فيه عن أمور كثيرة أبرزها دعوة المنتخب الوطني التي ينتظرها بشغف متمنيا أن تكون قبل مغادرته للساروة. يذكر أن هذا اللاعب هو من اكتشاف المناجير رضوان براهيمي الذي جاء به من تيموشنت إلى اتحاد البليدة قبل أن يطير به إلى الساورة، لذلك فإنه بات يلقّب ب "كشّاف المواهب" لأنه أيضا جلب لعمالي نجم اتحاد الحراش وزميله عزي، وهو يأمل في رؤية بلجيلالي في المنتخب الوطني، ونترككم مع ها الحوار الذي أضفنا له أسئلة خاصة بمباراة الكأس ولقاء الشلف وكانت عبر الهاتف. من هو قدور بلجيلالي؟ لاعب كرة قدم من مواليد بوهران، بدأت ممارسة كرة القدم في مدرسة المولودية التي لعبت لها في كل الأصناف، قبل أن أتنقل في أول تجربة لي مع الأكابر إلى شباب تموشنت قبل أن أخوض تجربة جديدة في البليدة لمدة موسم واحد فقط، والآن أنا في الساورة وفي القسم الأول. في مشوارك الكروي سقطت مع اتحاد البليدة إلى القسم الثاني قبل أن تعود إلى حظيرة النخبة مع الساورة، فما قولك؟ اخترت الساورة عن قناعة وهذا من أجل البروز وقد ساهمت مع زملائي في تحقيق الصعود التاريخي لهذا الفريق إلى حظيرة القسم الأول، لقد وجدنا كل الظروف مواتية لكي نحقّق هذا الإنجاز بفضل الدعم الإداري الكبير وحتى الجمهور الذي يقف وراء هذا النادي بقوة ويسانده كما يجب، والأمر الجميل في الفريق هو عدم اعتماده على فرديات بل كانت لدينا مجموعة متماسكة تمكّنا من خلالها من الوصول إلى الهدف المسطر وهو الصعود. لكن يقال إنّ الفريق لم يكن يضع الصعود هدفا في بداية الموسم، فهل كان لديك ذلك الإحساس في أول أيامك رفقة هذا النادي؟ صراحة لم أكن مقتنعا بالفريق في أول أيامي معه فهو فريق من الجنوب يرى الجميع أنّ الصعود بعيد عنه، وحتى خلال فترة التحضيرات كنت أقول إنه من غير الممكن أن يستطيع هذا الفريق أن ينافس فرقا أخرى ذات خبرة وتجربة على ورقة الصعود، فقناعتي كانت تقول إنه يستحيل الصعود لأن الفريق "ماكانش يعمّر العين"، لكن تسجيلنا لانطلاقة قوية جعلنا نسير بخطى ثابتة نحو الصعود والفضل يعود إلى روح المجموعة لأنه لم تكن لدينا فرديات بل كانت هناك مجموعة من اللاعبين متقاربي المستوى والنتيجة شاهدها الجميع، كما أنّ للجمهور الكبير الذي يقف وراء فريقه دور كبير، فالنتائج تزيد من عدد الجماهير والشعبية تكبر من يوم لآخر والصعود كان أحسن هدية قدمناها لهم بعد صبرهم علينا طيلة موسم شاق. عادة نجد الفرق حديثة الصعود تلعب بصعوبة في القسم الأول، لكننا وجدنا العكس في فريقكم الذي يلعب بدون عقدة ويجلب نقاطا من خارج الديار. كما يعلم الجميع مشكل الفرق دائما هي الأموال، وهو أمر غير موجود بتاتا في الساورة فالإدارة وفّرت كل ما نحتاجه، ربما نقص الخبرة لدينا نحن اللاعبين هو الذي يجعلنا نضيّع مباريات داخل الديار وعدة نقاط كانت في متناولنا ضيّعناها في الدقائق الأخيرة على غرار مباريات شباب بلوزداد، مولودية الجزائر وأخيرا اتحاد العاصمة وهي الفرق التي فازت علينا في وقت قاتل، لكن مع مرور الوقت سنعمل على تصحيح تلك الأخطاء وما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكننا من تفادي تعثرات أخرى. لكن الفريق يلعب جيّدا أمام كل الفرق وفي النهاية يخسر، فما السبب في هذا؟ هذه الشهادة تؤكد أننا نملك مستوى يؤهّلنا لتأدية مشوار محترم في القسم الأول، كما تلاحظون فإننا نخلق العديد من الفرص لكن عامل الحظ يلعب دوره أحيانا وعامل الخبرة له دوره أيضا، والنتيجة أنّ الفريق مقبل على فترة مطالب فيها باليقظة والحيطة أكثر من أجل تفادي تضييع نقاط أخرى. عادة الفرق التي تضم أسماء كبيرة هي التي تُرعب المنافسين، لكن بعد مرور بعض الجولات فريقكم بات يُحسب له ألف حساب، فما قولك؟ هذا شرف كبير لنا، ربما في البداية كان البعض يقول إنّ الساورة مفاجأة وتواجدها في القسم الأول ليس أمرا عاديا، وربما هناك من يرى أن تواجد هذا الفريق في حظيرة النخبة ليس صدفة وإنما هناك فريق يمثل منطقة كبيرة جدا من الوطن وهناك خلفه إدارة ساهرة على كل صغيرة وكبيرة وهناك تشكيلة تملك من المستوى ما يؤهلها للإطاحة بكل الفرق. العديد من المدربين اعترفوا بأنّ الساورة تلعب كرة نظيفة، فماذا تمثّل لكم شهادة مثل هذه؟ شهادة المدربين المحليين والأجانب حول الأداء الذي نقدّمه تزيدنا ثقة وإصرارا على تصحيح الأخطاء، وهذا دليل آخر على أن الفريق بإمكانه أن يحتل مرتبة أحسن من التي يحتلها في الوقت الراهن، لذلك علينا أن نكون في الموعد ونراجع الكثير من الأمور حتى لا نقع في أخطاء مماثلة في المستقبل، ما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكّننا من الوصول إلى الأهداف المسطرة وهي ضمان البقاء براحة وعدم الدخول في الحسابات مستقبلا. لكن أن تأتي الشهادة من مدربين أجانب كبار فهذا دليل على أنها ليست مجاملة، أليس كذلك؟ بلى، فالشهادة التي تأتي من مدرب أجنبي قدير على غرار "روجي لومير" الذي درّب في المستوى العالي وفائز بكأس أوروبا رفقة المنتخب الفرنسي أو "رولان كوربيس" الذي قاد العديد من الأندية والمنتخبات دليل على أن هذا الفريق يطبّق كرة نظيفة فعلا، وهو الأمر الذي يجعلنا مطالبين بتأكيد هذه الثقة واللعب بكل قوة من أجل البروز أكثر ورفع المستوى إلى الحد الذي يسمح لنا بإبقاء الفريق في حظيرة الكبار. ما هو الأمر الذي جعل الساورة تحقق انتصارات خارج الديار وتلعب بدون عقدة، هل هو استصغار الفرق الأخرى لفريقكم أم ماذا؟ داخل ملعبنا نكون تحت ضغط شديد بسبب جمهورنا الغفير الذي يحضر المباريات، وحتى المباريات التي لعبناها بدون جمهور كنا نريد فيها دائما أن نأخذ زمام الأمور من البداية لكننا كنا نرتبك ونضيّع الكثير من الفرص مما يجعل الضغط يزداد علينا، أمّا اللعب خارج الديار فيكون بدون ضغط ونكون أكثر تحرّرا من الناحية النفسية والنتيجة أنّ الفريق تمكّن من جلب نقاط من خارج القواعد سواء من انتصارات أو من تعادلات وهو أمر مشجّع جدا. لكن الجمهور تعوّد على دعمكم فكيف أصبح عاملا سلبيا؟ ليس عاملا سلبيا وإنما المستوى الذي أصبحنا نلعب فيه هو الذي جعل الجمهور يشكّل ضغطا علينا، فالفرق التي تلعب في هذا المستوى منذ مدة لها من الخبرة والتجربة ما يجعلها تحسن التعامل مع مباريات من هذا النوع، جمهور الساورة تعوّد الموسم الماضي على الفوز بالثلاثية وبالرباعية وجل الأهداف كانت تأتي في الشوط الأول، لذا لم يتقبّل أن يكون التراجع مباشرة بعد صعودنا إلى القسم الأول وهو ما يجعله يطالبنا بمباريات مماثلة وانتصارات كتلك التي كنّا نحققها في القسم الثاني، ونحن نقول له إنه عليه أن يدعمنا ويقف وراءنا إلى آخر دقيقة ولا يفقد الأمل في هذه التشكيلة الشابة التي برهنت مع مرور الوقت أنها تملك مستوى يمكّنها من ضمان البقاء. أصبحت تخطف الأضواء أكثر منذ صعود الفريق إلى القسم الأول وبدأت العروض تتهاطل عليك، فكيف تتعامل مع هذه المرحلة؟ جئت إلى الساورة من أجل بعث مشواري وقد نجحت في ذلك حيث حققنا الصعود التاريخي، وهو الأمر الذي يجعلني أعمل على تأدية مشوار أحسن في المباريات المقبلة وإظهار مستوى أرقى يسمح لي بالذهاب بعيدا بهذا الفريق، وبعد ذلك سأفكّر في مشواري الشخصي ولم لا الذهاب إلى المنتخب الوطني. لكن حمل قميص المنتخب الوطني صعب مع الساورة ويتعيّن عليك الالتحاق بفريق أكبر حجما ويحظى بتغطية إعلامية واسعة... أعرف هذا جيّدا، لكنني تمنيت لو تنقل حليلوزيتش وشاهد مباريتنا هنا بالساورة أو حتى مبارياتنا في العاصمة وفي مدن أخرى، وهو الأمر الذي لم يحدث لحد الآن، وحتى إذا لم تصلني دعوة المنتخب في الوقت الراهن فإنني سأبقى أعمل وأجتهد أكثر حتى أتمكّن من الوصول إلى المستوى المطلوب الذي يؤهلني للعب في "الخضر"، عمري 24 سنة ولن أفقد الأمل في حمل الألوان الوطنية. تعني أنك تريد حمل ألوان المنتخب وأنت في صفوف الساورة. ولم لا أكون أول لاعب من فريق يمثّل الجنوب يحمل ألوان المنتخب. اللاعبون الذين كانوا في فرق صغيرة والتحقوا بفرق كبيرة فرقهم الأصلية تخلّت عنهم من أجل الأموال، لكن فريقك الساورة لا يحتاج إلى أموال بل يحتاج إلى خدماتك فما قولك في هذا؟ (يضحك) الساروة فعلا لا تحتاج إلى أموال وأنا وجدت راحتي في هذا الفريق من الناحية المادية، صحيح أنه من الصعب التوفيق بين الاثنين معا ونيل الأموال والبقاء في الساورة وعدم مضاعفة حظوظي في اللعب للمنتخب الوطني أو مغادرة الساورة من أجل المنتخب وترك جمهور تعلّق بي كثيرا، لذا أقول إنّ أملي أن أحقّق حلمي وهو اللعب للمنتخب قبل مغادرة الساورة. العروض بدأت تتهاطل لكنك مدّدت عقدك لموسم إضافي مما سيصعّب عليك المغادرة في "الميركاتو" أو في نهاية الموسم؟ أظن أنّ تجربة الساورة كانت مفيدة جدا وفتحت لي الأبواب للعب والتألق وتحسين مستواي ومواجهة فرق كبيرة، وما عليّ سوى العمل أكثر وفي نهاية الموسم سأفكّر في العروض التي وصلتي أو التي ستصلني مستقبلا، وصراحة تفكيري منصبّ في الوقت الراهن على فريقي والطريقة التي تمكّننا من إعادته إلى سكة الانتصارات. قبل الساورة كانت لك تجربة في اتحاد البليدة فماذا تقول عنها؟ صراحة أحتفظ بذكريات سيئة مع اتحاد البليدة، فهو فريق كبير يمثل مدينة غنية لكن سوء التسيير هو الذي يجعله دائما يتخبّط في المشاكل والنتيجة هي السقوط إلى القسم الثاني، لما التحقت بهذا الفريق كان في القسم الأول لكن عدة أمور غير رياضية تجعلك تكره كرة القدم وتفكّر في الاعتزال وأنت في سن صغيرة. قضية العقود مطروحة بقوة لدى الكثير من اللاعبين حيث يتم الاتفاق على عقد ثم يجد اللاعب نفسه قد أمضى على عقد بمدة أطول وهو الأمر الذي حدث لك. أجل، حدث لي ذلك شخصيا حيث اتفقت على عقد مدته موسم واحد وفي النهاية وجدت نفسي مرتبطا بعقد لثلاثة مواسم، وهو أمر غير مفهوم والكثير من اللاعبين حدث لهم مثلي وتوقفوا عن اللعب بسبب هذا الرئيس الذي لم نفهم السبب الذي جعله يمدّد عقودنا دون علمنا، وصراحة كنت أفكّر في الطريقة التي أتخلّص بها من ذلك المشكل ولما انتهى أحسست وكأنني نلت الحرية وليس ورقة تسريح، وما على المسؤولين في عهد الاحتراف إلا أن يجدوا حلا لمشكل العقود وحقوق اللاعبين. بما أنك ابن "الباهية" ماذا تقول عن مولودية وهران التي تصارع المشاكل دائما؟ المولودية فريق كبير وحلمي في اللعب لها يبقى قائما مادمت أستطيع اللعب في المستوى العالي، وأملنا أن نرى المولودية تعود وتنافس على الأدوار الأولى ولم لا نيل الألقاب مثلما كان عليه الحال في المواسم السابق، لقد مضى وقت طويل لم نر فيه المولودية تلعب على الألقاب وحان الوقت لإعادة فريق يمثّل منطقة كاملة وليس مدينة فحسب، وبالمنافسة أحيّي "الحمراوة" وأقول لهم كونوا وراء فريقكم دائما. لماذا هذا التراجع الرهيب في عدد لاعبي الغرب الذين ينشطون في المنتخب؟ صحيح، حاليا لا نجد سوى بن موسى من تلمسان الذي ينشط في المنتخب ويمثّل الغرب الجزائري ككل، هو لاعب لم ينتبه الغرور وبقي يعمل رغم التحاقه بالوفاق ثم الاتحاد ونتمنى له النجاح، لكن من غير المعقول أن يكون لاعب واحد فقط يمثل منطقة ككل وأظن أن تراجع مستوى أندية الغرب هو الذي جعل العدد يتقلص، وزد على ذلك المنتخب الوطني أصبح يعتمد على عدد كبير من اللاعبين الذين ينشطون في الخارج وهذان العاملان تسببا في غياب لاعبي الغرب عن صفوف "الخضر"، بالإضافة إلى عامل آخر يتمثل في غرور بعض اللاعبين وظنهم أنهم وصلوا حيث يصبحون يبحثون عن الأموال أكثر رغم امتلاكهم لمستوى كبير. لاعب مثل بلايلي مثّل الجزائر في نهائي رابطة الأبطال الإفريقية مؤخرا... إنه لاعب مهاري بارع وكنت قد لعبت معه في المولودية ويستحق التواجد في المنتخب الوطني بالنظر إلى المستوى الذي يملكه، وبإمكانه تقديم الإضافة للمنتخب ورفع مستواه أكثر. سجلتم تعثرا جديدا أمام جمعية الشلف، فكيف حدث هذا؟ قلت لك إنه في بعض الأحيان الحظ يلعب دوره، فقد أخفقت في تحويل ركلة جزاء إلى هدف لكنني بالمقابل سجلت هدفا صعبا، وهذا دليل على أنّ الحظ لعب دوره في هذا اللقاء، وعلينا العمل على جلب نقاط من خارج الديار تمكّننا من تعويض هذه الإخفاقات. قرعة الكأس ستحتّم على اتحاد العاصمة زيارتكم من جديد. فرحت كثيرا لمّا أوقعتنا القرعة في مواجهة اتحاد العاصمة وهي فرصة لنا لكي نثأر لأنفسنا من الهزيمة في البطولة، نتحدث عن الثأر الرياضي وليس شيئا آخر فالاتحاد فريق كبير وعريق وما علينا سوى البحث عن الطريقة التي تمكّننا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو التأهل إلى الدور القادم. نختم الحوار بسؤال حول رأيك في حظوظ المنتخب الوطني في "الكان" المقبل؟ لست من أهل الاختصاص لكنني أقول إنّ نتيجة المباراة الأولى أمام تونس هي التي ستحدّد معالم باقي المشوار.