لم يتردد رابح سعدان أمس في ندوته الصحفية عندما ظلّ الصحفيون يسألونه عن كيفية إستغنائه عن منصوري في التأكيد على أنه إضطر للتخلي عن خدمات هذا اللاعب.. خاصة أن الذين يلعبون في منصبه أحسن منه بكثير، واعتبر أنه لم يقم بذلك تحت الضغط ولو أن البعض ضغط عليه كما قال ليُبعد بعض اللاعبين الذين تجاوزوا سن الثلاثين لكنه صمد وأبقى عليهم. “تحدثت مع منصوري، صايفي وڤاواوي لأشرح لهم الوضعية” وفي حديثه بخصوص الأسماء التي ظلّ الكلام كثيرا حول أحقيتها بأن تلعب في المنتخب الوطني قال سعدان: “كثر الكلام عن منصوري، صايفي وڤاواوي في المدة الأخيرة وأنا من جهتي تحدثت معهم مؤكدا أن المستوى فوق الميدان هو الذي يحكم على كل واحد”، وأضاف المدرب الوطني أنه تحدث مع كل واحد من اللاعبين الثلاثة على إنفراد ليطلب منهم عدم الإكثراث بما يقال هنا وهناك، لكنه وجه لهم رسالة مفادها أن الميدان هو الحكم بشأن إستحقاق المكانة كأساسي في المنتخب الوطني أم لا. “أعترف بأنهم قدموا الكثير للمنتخب الوطني ولن أخرجهم من الباب الضيق” من جهة أخرى وفي حديثه عن الثلاثي المذكور الذي سماه المدرب لأول مرة قال سعدان: “أنا لست هنا لإخراج هؤلاء اللاعبين الثلاثة من الباب الضيق بعد كل الذي قدّمه كل من صايفي، منصوري وڤاواوي للفريق الوطني طيلة سنوات، لكن لا يمكن أن أشرك إلا من يكون في المستوى المطلوب مهما كان اسمه”. “تعرضت لضغوط لإبعاد هذا الثلاثي من قائمة 23 لكنني لم أرضخ لها“ وفي خرجة لم تكن متوقعة كشف رابح سعدان صراحة أن البعض ضغط عليه لإبعاد كل من رفيق صايفي، يزيد منصوري والوناس ڤاواوي من قائمة 23 لاعبا المشاركين في المونديال قبل أن يقدّم القائمة النهائية، حيث قال: “لو كنت أريد أن أخرج هؤولاء اللاعبين من الباب الضيق لقمت بإبعادهم قبل المونديال مثلما أراد أن يفرض عليّ البعض من الذين ضغطوا عليّ لأبعد كل الذين تجاوزوا سن الثلاثين، لكنني رفضت بشدة وأنا بحاجة إلى خبرتهم وهم معنا اليوم”. سعدان يؤكد أن سيناريو 86 يتكرّر وبحديث سعدان الجريء أمس بخصوص الظغوط التي تمارس عليه من طرف بعض الأطراف يكون قد فتح بابا بخصوص التأويلات التي كانت سارية بخصوص تعرضه لضغوط فوقية لإبعاد بعض الأسماء وجلب أسماء أخرى مكانها، وهو ما حدث للرجل في مونديال المكسيك سنة 86 ليعيش الرجل هذه الأيام على وقع الإشاعات والأقاويل التي تتحدث عن ضغوط يكون سعدان قد تعرض لها ليقوم ببعض التغييرات في التشكيلة الأساسية. حديث عن أوامر تلقاها سعدان لإبعاد منصوري وغزال تفاديا لثورة الجمهور ويكون رابح سعدان الذي واصل الدفاع عن يزيد منصوري حتى بعد مواجهة الإمارات قد رضخ أخيرا للضغوط التي لازمته منذ مدة بخصوص إبعاد منصوري من التشكيلة الأساسية بأي شكل بعد أن قدم اللاعب مردودا متواضعا في المبارتين الأخيرتين، حيث تكون أطراف فاعلة قد حتمت على سعدان أن يرضخ للأمر الواقع ويُبعد القائد الذي ظل متمسكا به إلى غاية سهرة أول أمس، ليستسلم الرجل لإرادة الشعب الذي خاف المسؤولون أن يثور في مواجهة سلوفينيا التي من المقرر أن يحضرها حوالي 3 آلاف متفرج جزائري، كما أن المهاجم غزال الذي مرّت عليه أشهر عديدة لم يسجل فيها رغم تجديد الثقة فيه من المدرب الوطني في كل مرة فهو الآخر من المغضوب عليهم ولا يريده الجمهور الرياضي كأساسي، مما جعل سعدان يقبل بإبعاد هذا اللاعب أخيرا حتى وإن كان قد جرّبه في المباراة التطبيقية لنهار أمس على الجهة اليمنى. حتى منصوري، صايفي وڤاواوي فهموا بأن القرار صدر “من الفوق” وبعد أن كشف المدرب الوطني عن الضغوط التي مورست عليه لإبعاد منصوري، صايفي وڤاواوي من التعداد حتى قبل المونديال، تبين أن اللاعبين أنفسهم فهموا الرسالة وتأكدوا أخيرا أن الأمر يتعلق بأوامر تلقاها سعدان بعدم تجديد ثقته في بعض اللاعبين ولا يتعلق الأمر بمستواهم بإعتبار أن إحالة ڤاواوي على الإحتياط ثم وضعه كحارس ثالث لم يكن له مبرر خاصة أنه ساهم في تأهل “الخضر“ للمونديال بمبارياته الكثيرة التي برز فيها على غرار مباراة الذهاب أمام زامبيا في شيليلابومباي عندما حافظ على شباك “الخضر“ نظيفة، كما أن منصوري هو الآخر لعب كل القاءات التصفوية ولا يمكن لأحد نكران دوره فيما وصلنا إليه، أما رفيق صايفي فيكفي التذكير بأن الهدفين الذين سجلهما أمام زامبيا ذهابا وإيابا خاصة في البليدة ساهما في تأهل الجزائر للمونديال بطريقة مباشرة، ليجد هؤلاء الثلاثة أنفسهم من المغضوب عليهم وكأنهم إرتكبوا جريمة.