"البافانا بافانا" قاطعوا مواجهة الجزائر أمس وأقل من 15 ألف مناصر فقط حضروا

عكس ما كان منتظرا، لم يكن حضور الجمهور أمس في ملعب "آولاندو ستاديوم" في "جوهانسبورغ" كبيرا ومثلما كان متوقعا،
حيث كان جزء هام من المدرجات شاغرا في سيناريو لم نكن نتوقعه تماما خاصة وأن منتخب "جنوب إفريقيا" كان قد واجه المنتخب الوطني البارحة قبل أسبوع بالضبط عن مباراته أمام جزر "الرأس الأخضر" التي ستكون الافتتاحية في نهائيات كأس أمم إفريقيا يوم السبت القادم، ولم يتجاوز عدد الأنصار الذين تنقلوا إلى الملعب 15 آلاف مناصر مع أن الأجواء المناخية من جهة وقيمة المنتخب الوطني منافسا ل "جنوب إفريقيا" من جهة ثانية كانت تلزم تواجد عدد أكبر بكثير من ذلك.
الملعب يستوعب 45 ألف متفرج وحمى كأس إفريقيا مازالت لم تنطلق
وكان إقبال جماهير "البافانا بافانا" ضعيفا أمس إذا قارنا ذلك بالجمهور الذي كان يلعب دائما أمامه منتخب "جنوب إفريقيا"، خاصة منذ كأس القارات التي جرت سنة 2009 والتي لعبت لقاءاتها هناك، حيث شهدت بلاد "مانديلا" من يومها حمى كبيرة زادت أكثر مع إجراء نهائيات كأس العالم 2010 هناك، غير أن هذه الحمى الآن هي غائبة قبل أيام عن انطلاق كأس أمم إفريقيا، إذ يبدو الترويج ضعيفا لهذه المنافسة ولو أن الأصداء التي جمعناها تؤكد أن المعطيات ستتغير في الأيام القليلة القادمة، وأن جماهير "جنوب إفريقيا" ستكون في الموعد لدعم منتخبها بدرجة أولى ومن بعد ذلك إنجاح العرس الإفريقي. تجدر الإشارة أن ملعب "آولاندو ستاديوم" يتسع ل 45 ألف متفرج.
مدرب "جنوب إفريقيا" تمنى اختبار لاعبيه تحت الضغط
ودون شك، كان أكبر المتضررين من غياب الجمهور عن لقاء أمس هو "ڤوردن لڤيسند" مدرب "جنوب إفريقيا" الذي حتما يكون قد تمنى أن يختبر أشباله بحضور جمهور غفير ليعرف مدى قدرتهم على تحمل الضغط الذي قد يفرض عليهم حين انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث ينتظر أن يلعب منتخبه أمام جمهور غفير في كل لقاءاته بداية بلقاء جزر "الرأس الأخضر" الأول الذي سيسبقه إجراء حفل افتتاح "الكان" وقد يحضر إلى ملعب "سوكير سيتي" الذي احتضن افتتاح ونهائي آخر "مونديال" ما لا يقل عن 90 ألف متفرج.
الحاضرون أعادوا أجواء "المونديال" ب "الفوفوزيلا"
ورغم أن حضور الجمهور أمس كان قليلا، فإن 10 آلاف الذين تواجدوا بملعب "آولاندو ستاديوم" أحدثوا أجواء كبيرة أعادت إلى الحضور تلك التي عاشتها ملاعب "جنوب إفريقيا" في آخر "مونديال"، خاصة وأن ضجيجا كبيرا كان ينبعث من "الفوفوزيلا" التي حضرت بقوة لقاء أمس وعوضت غياب الجمهور. مع التأكيد أن "الفوفوزيلا" هي علامة مسجلة عند الجماهير هنا حتى أن الجمهور الجزائري الذي حضر اللقاء استعمل بكثرة هذه الأبواق التي معروف عنها أنها تصدر صوتا قويا ومزعجا في آن واحد.
----------------------------
في وقت شجع الكثير من الأفارقة "الخضر" أيضا...
350 جزائريا تنقلوا إلى"أولاندو ستاديوم"، القبائل كانوا بقوة واحتفلوا ب"يناير"
من بين ال 30 ألف مناصر الذين حضروا أمس لقاء المنتخب الوطني أمام "جنوب إفريقيا" في ملعب "أولاندو ستاديوم"، فإن حوالي 350 مناصرا من الحضور كانوا من أفراد الجالية الجزائرية لأجل مشاهدة الخرجة الودية لأشبال الناخب "حليلوزيتش" وتقديم الدفع المعنوي لهم لهزم منتخب "البافانا بافانا" وأيضا مواصلة التحضير الجيد لنهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق بعد أيام قليلة من الآن.
تنقلوا من كل مدن "جنوب إفريقيا" لأجل "الخضر"
وفي وقت كنا نعتقد فيه أن أعضاء الجالية الجزائرية الذين سيحضرون لمتابعة اللقاء سيكونون فقط الذين يقطنون في "جوهانسبورغ"، فإن مفاجأتنا كانت كبيرة لما علمنا أن الجماهير الجزائرية التي كانت متواجدة في الملعب تنقلت من كل مدن "جنوب إفريقيا" وخاصة من "روستنبورغ"، "كيب تاون"، "دوربن" وبطبيعة الحال "جوهانسبورغ"، وقد فضل الكثيرون استغلال عطلة نهاية الأسبوع (السبت والأحد في جنوب إفريقيا) للتنقل إلى مدينة "سويتو" وتتبع اللقاء.
"وهراني" تنقل من الجزائر خصيصا ل "الكان"
وكان من بين الأنصار الجزائريين الذين شاهدوا لقاء أمس مناصرا واحدا فقط ليس من أعضاء الجالية الجزائرية المقيمين ب "جنوب إفريقيا" وتنقل من أرض الوطن وهو شاب من ولاية وهران، حيث أكد لنا في دردشة جمعتنا به أنه تنقل أصلا لمتابعة نهائيات كأس أمم إفريقيا وأصر على الحضور مبكرا إلى بلد "مانديلا" وهذا حتى لا يضيع مباراة "الخضر" أمس الودية.
القبائل كانوا الأكثر حضورا والأمر لم يكن مفاجئا
وكانت الفئة الأكبر من الأنصار الجزائريين الذين حضروا اللقاء من منطقة القبائل، حيث أن العديد منهم كانوا من ولايات تيزي وزو، بجاية، بومرداس والبويرة وهو أمر لم يكن مفاجئا خاصة لما نعلم أن حوالي 98 من المائة من إجمالي الجالية الجزائرية المقيمة في "جنوب إفريقيا" هم قبائل، وقد استغل هؤلاء تواجدهم أمس في الملعب بمناسبة رأس السنة الأمازيغية "يناير" الذي صادف نهار أمس للإحتفال به وسط أجواء رائعة كان بطلها مناصر خاص حضر ب "الجبة" القبائلية ولفت الأنظار كلها نحوه.
بعض الأفارقة شجعوا الجزائر بعد تلقيهم تذاكر مجانية من روراوة
وجلس إلى جانب 350 مناصرا جزائريا بعض الأفارقة الذين حضروا مع عائلاتهم واستفادوا من تذاكر مجانية سلمها لهم رئيس "الفاف" روراوة، وقد كان هؤلاء الأفارقة من جنسيات مختلفة ومثل غالبية الجمهور الجنوب الإفريقي فإنهم أحضروا عددا كبيرا من "الفوفوزيلا" التي أحدثوا بها ضجيجا كبيرا ولو أنه يجب الإشارة إلى أن هؤلاء الأفارقة شجعوا "الخضر" بقوة وطيلة أطوار اللقاء وكأنهم جزائريين.
--------------------------------
"الخضر" استقبلوا بالتصفيقات عند دخولهم الملعب
كانت جماهير منتخب "جنوب إفريقيا" رياضية إلى حد بعيد في لقاء أمس، حيث أنها تصرفت بحضارة كبيرة مع رفقاء القائد مجاني، بدليل أنها خصت "الخضر" بتصفيقات حارة سواء عند وصولهم إلى الملعب حيث دخلوا الأرضية لتفقد حالها، أو عند خروجهم بعد ذلك لإجراء الحركات الإحمائية التي سبقت بداية اللقاء.
مناصر مغربي حضر خصيصا لتشجيع الجزائر
جلس بجانب الجماهير الجزائرية التي حضرت اللقاء مناصر مغربي، حيث لفت انتباهنا بارتدائه قميص منتخب "أسود الأطلس"، وقد تفاعل هذا المناصر كثيرا مع اللقطات التي كان يقوم بها زملاء فغولي بطريقة أوحت للجميع بأنه مناصر جزائري وأكدت أيضا على العلاقة القوية الموجودة بين الشعبين المغربي والجزائري والتي تجعلنا لا نشك في أن الجالية الجزائرية المتواجدة في "جوهانسبورغ" ستشجع بقوة زملاء بلهندة في "الكان" وأن الجالية المغربية ستنقلب قوة لمؤازرة "الخضر" في لقاءاتهم ب "روستنبورغ".
العلم التونسي سجل حضوره أيضا وسط جماهيرنا
وكان العلم التونسي حاضرا أيضا في مكان جلوس أنصار المنتخب الوطني في ملعب "آولاندو ستاديوم"، وهو الأمر الذي يجعلنا نجزم بأن مناصرا تونسيا على الأقل كان حاضرا وسط جماهيرنا ورغم رهان المباراة الكبير الذي ينتظر منتخبي الجزائر وتونس يوم 22 جانفي القادم في اللقاء الذي سيجمع بينهما فإن هذا لم يكن يعني شيئا مادام أن العلاقة الوطيدة بين أفراد الشعبين تمر قبل نتيجة مباراة مهما كانت قيمتها وأهميتها.
سعدان كان متواجدا و"دار حالة"
لفت انتباهنا بين جماهير المنتخب الوطني مناصر جزائري من الجالية الجزائرية المتواجدة ب "جنوب إفريقيا" يشبه إلى حد بعيد الناخب الوطني السابق رابح سعدان في ملامح وجهه، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين ممن شاهدوا هذا الرجل يتصورون أن "الشيخ" حضر إلى "جوهانسبورغ". تجدر الإشارة إلى أن هذا المناصر صنع أجواء كبيرة في المدرجات طيلة أطوار اللقاء بتشجيعه قادير وزملائه.
روراوة رفض السيارة الفاخرة وتنقل في الحافلة مع اللاعبين
رفض رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم روراوة التنقل إلى ملعب "آولاندو ستاديوم" في السيارة الفاخرة التي أرسلت إليه من قبل مسؤولي اتحادية "جنوب إفريقيا" إلى فندق "حياة ريجنسي" الذي أقام فيه أشبال "حليلوزيتش" في العاصمة "جوهانسبورغ"، حيث أنه فضل مرافقة اللاعبين في الحافلة التي أقلتهم وهذا كطريقة منه حتما لإعطائهم دفعا معنويا أقوى لتقديم مستوى جيد في اللقاء.
اعتذر وتاسفاوت هو من تنقل مكانه
واعتذر تاسفاوت إلى السائق ومسؤول اتحادية "جنوب إفريقيا" على عدم التنقل إلى الملعب في تلك السيارة الفاخرة وقد طلب من عبد الحفيظ تاسفاوت الركوب مكانه، وهذا كي لا يعود السائق أدراجه شاغرا وهو الطلب الذي وافق عليه المناجير العام للمنتخب الوطني دون تردد.
جو منعش واللقاء لعب في 23 درجة مئوية
إذا كانت الأمطار لم تتهاطل أمس في مدينة "جوهانسبورغ" مثلما كان الحال عليه يوم الجمعة الفارطة حين أجرى المنتخب الوطني حصته التدريبية يومها تحت الأمطار، فإن الطقس كان منعشا أمس أيضا حيث غابت درجة الحرارة الشديدة التي سجلتها مدينة "روستنبورغ" منذ التحاق "الخضر" بها وسجلنا أثناء اللقاء حوالي 23 درجة مئوية، وهي درجة كانت مساعدة جدا للاعبين على تقديم لقاء في المستوى.