كل من يتابع البرامج الرياضية لقناة Canal+ لا يُمكنهم ألا يعرفه، دارين توليت، هو المعلق الرياضي الإنجليزي الذي يتمتع بالروح المرحة، إنه المعلق الذي تطغى عليه اللهجة الإنجليزية.يوم السبت القادم بداية من الساعة 21:15.. “كابيلو له سجل ثري مع الأندية، لكنه لم يفعل شيئا مع المنتخب” “المنتخب الإنجليزي يفوز، لكنه لم يقنع بعد” سيشارك توماس نجيجول في إعداد حصة خاصة باللقطات المضحكة في كرة القدم تحت عنوان: “يضحكون على كرة القدم”، حتى تتماشى مع الحدث العالمي في الوقت الحالي، إضافة إلى ذلك هو صحفي يعرف جيّدا بعض لاعبي المنتخب الجزائري، خاصة الذين يلعبون في أوروبا، وقد وافق على إجراء هذا الحوار ليتحدث عن حصته، وعن نظرته إلى المواجهة بين الجزائروإنجلترا. أنت صحفي في “كنال+“ مختص في كرة القدم الإنجليزية، وستقدم قريبا في هذه القناة حصة لها علاقة بالحدث العالمي الحالي، وهي كأس العالم، هل بإمكانك أن تشرح لنا مضمون الحصة؟ في هذه الحصة، الأمر يتعلق بالتطرق إلى كرة القدم، لكن من زاوية مغايرة تماما، مع تمثيليات مضحكة وإعادة مشاهدة لحظات لا تنسى متعلقة بالرياضة. أكيد أن الأمر لا يتعلق بالإعلام وجلب الأخبار، لكن يتعلق باللحظات المضحكة بما أنه سينزل لاعبون سابقون ضيوفا علينا، إضافة إلى الفنانين الذين سيكونون معنا للحديث عن كرة القدم بابتسامة عريضة وروح مرحة. إذن سيكون هناك جو مرح إنجليزي على طريقة دارين توليت... (يضحك)... نعم، سيكون ذلك بكل تأكيد، كما سيحضر شخص آخر وهو توماس نجيجول، المعروف ب”جمال كوميدي كلوب” الذي سيُساعدني في تقديم هذه الحصة. إذا الجو المرح سيكون مضمونا، إضافة إلى ذلك هناك بعض الأمور لم يسبق لها وأن استُعملت في مثل هذه الحصص، مثلا سيكون معنا لاعبون سابقون لإعادة بعض لقطات اللعب، كما أننا نقلنا دافيد جينولا إلى ملعب حديقة الأمراء حتى يعيد لنا الفتحة التي قام بها في 1993 والتي أتت بهدف ثمين لصالح منتخب بلغاريا والتي حرمت المنتخب الفرنسي من الوصول إلى مونديال 1994. لقد قمت بأمر رائع... نعم، فعلا إنه أمر رائع، إضافة إلى ذلك فقد خلقنا تمثيلية حول هذا الموضوع مع العديد من اللاعبين وجينولا وافق بصدر رحب التمثيل معنا. لقد جاء إلى باريس من أجل إعادة اللقطة والمشاركة في التمثيلية، وبهذا يكون هذا الشخص أثبت أنه إنسان متواضع ورائع، فهو محبوب جدا في إنجلترا، لكن في فرنسا لا يزال العديد من الأنصار يحمّلونه مسؤولية عدم التأهل إلى مونديال 94، بعد الفتحة غير المحكمة التي قام بها... الغريب في الأمر أننا نتحدث عن أمور جرت قبل حوالي 20 سنة، كما لاحظنا أنه الكثير ممن لهم علاقة بكرة القدم يتحدثون بلغة الخشب، الأمر الذي سيتغيّر في الحصة التي حضرناها، حيث يمكننا أخذ الأمور من الزاوية الأفضل، مثلا دافيد سافيدان الذي كان عامل نظافة قبل أن يصبح لاعبا في كرة القدم وافق على تقمص دور عامل التنظيف ولبس اللباس الخاص بذلك في إحدى التمثيليات، الأمر الذي يؤكد أن الجميع قام بدوره كما ينبغي وبذلوا مجهودات جبارة. الجزائريون الذين يتابعون برامج “كنال+“ يعرفونك من خلال الحصة التي تبث في القناة “ليكيب دو ديمونش”، كما يعرفونك لأنك معلق حصة “ذي ماتش أوف ذي داي“ (مباراة اليوم) التي تبث مساء كل يوم السبت في “كنال +“ المغاربية، هل تتلقى الرسائل والرسائل الإلكترونية من المشاهدين الجزائريين؟ نعم، يحدث لي في الكثير من المناسبات أن أتلقى كلمات تشجيعية ورسائل. أعلم أيضا أن هناك بعض الجزائريين في فرنسا الذين يشاهدون ويتابعون كرة القدم الإنجليزية باهتمام بالغ منذ أن أصبح هناك لاعبون جزائريون ينشطون في البطولة الإنجليزية، خاصة في بورتسموث، هنا مثلا في قاعة التحرير يعمل معي بعض الجزائريين الذين يحاولون مضايقتي منذ القرعة التي أوقعت المنتخب الجزائري في مجموعة منتخب إنجلترا، حدث في كثير من المرات وأن تخاصمنا قليلا بخصوص هذه المواجهة، لقد اقترب موعدها. هل تتخاصم مع زهير (أوسعدي ) ومسعود (بن تركي)؟ (يضحك) نعم. هل تعتقد أن القرعة منحت الأولوية للإنجليز مع كابيلو المدرب الذي يطمح إلى نيل اللقب؟ في اليوم الموالي من عملية القرعة، “ذي صن” الجريدة الأكثر إنتشارا في إنجلترا والتي بلغت مبيعاتها 3 ملايين نسخة، عنونت ” ”easy والذي يعني سهلا بالإنجليزية وذلك بالحرف ” ”E للإنجليز، والحرف” ”A ل الجزائرّ، والحرف” ”S ل سلوفينيا، والحرف ” ”Y ل ” ”YANKEES نسبة للأمريكيين، وهو ما يعني للشعب الإنجليزي أن المجموعة الثالثة تخدمه. سلوفينيا لن تكون صعبة خلال المباراة، وأعتقد أنه بإمكاننا أن نهزم الجزائر. ولهذا أعتقد بكل صراحة أن المجموعة سهلة. تقيم في باريس ولديك ارتباطات مهنية مع “كنال +” لكنك تتنقل دوما إلى انجلترا، ما تعليقك حول ما يقال عن مباراة انجلتراوالجزائر؟ الإنجليز يؤمنون بقوة أن كأس العالم ستكون من نصيبهم، هناك أمل كبير بعد 44 سنة من انتظار التتويج فقد حافظنا على نفس المنتخب الذي يضم ألمع اللاعبين مثل ستيفن جيرارد، فرنك لومبارد، واين روني، جون تيري وأشلي كول. أكيد أننا نعاني من مشكل صغير يكمن في حارس المرمى إلى درجة أننا نرى جيمس منقذنا وهو الذي يبلغ من العمر 40 سنة. اللقب الوحيد الذي أحرزه الانجليز كان بركلات الترجيح ومن يدري إن كان دافيد جيمس هو الذي سيكون منقذنا. إذن أنت متفائل؟ نعم، الإنجليز يحسون بذلك بالنظر إلى نوعية اللاعبين الذين يضمهم المنتخب وكذا القرعة التي أوقعتهم في مجموعة تبدو في متناولهم. كابيلو أهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم لكن الانجليز لم يقتنعوا بالأداء ويعتبرون أنه تنقصنا مباراة تسمح لنا باختبار مستوانا الحقيق، صراحة نحن قادرون على هزم أي فريق، هناك شيئان جعلنا لا نشك في الفريق وهو أننا واجهنا اسبانيا والبرازيل وديا وظهرنا أمامهما بشكل جيد، من الجيد أن تلعب وتفوز قبل موعد كأس العالم لأن ذلك يجعل ضمير اللاعبين أكثر رغبة في الفوز خلال اللقاءات الرسمية. الجميع أضحى يرى أن قدوم المدرب كابيلو جعل العديد من نجوم المنتخب الإنجليزي يرضخون إلى طريقته، خاصة أن نفس اللاعبين يلعبون منذ أربع سنوات مع بعض وهناك إجماع على أن الإيطالي جلب لمسة شخصية إلى المنتخب، ما رأيك؟ صحيح أن الإنجليز أعجبهم الأمر الذي جاء به كابيلو والجميع ينتظره في كأس العالم، فهذا الرجل يملك تعدادا ثريا بإمكانه أن يثريه في المونديال الحالي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي الطريقة التي سيسير عليها؟ والصرامة التي يتمتع بها كابيلو ستسمح له الوصول إلى هذا الهدف، أما بالنسبة ل “ستيف ماكلارين“ فإن اللاعبين الذين اعتمد عليهم لم يكونوا يحترمونه كما يحدث الآن مع كابيلو، ومثال على ذلك هو المدرب السابق “آلف رامسي“ عام 1966 الذي أحرز كأس العالم، والذي كان صارما جدا، فقد وضع حدا حتى لطريقة المزاح بينه وبين اللاعبين، ومن يتجاوز حده يجد نفسه في مقعد الاحتياط، وهذا ما أعجب اللاعبين الحاليين بوجود كابيلو. ما رأيك في سوء الطالع الذي أضحى يلازم المنتخب الإنجليزي، وعجز كابيلو عن إيجاد قائد للمنتخب؟ أعتقد أنه بعد أن نزع شارة القائد من جون تيري بسبب فضيحته الأخلاقية، وإصابة ريو فيرديناند، كما أن جيرارد يشتكي من آلام وحتى دفيد بيكام خارج الحسابات، لم يبق إلا منح شارة القائد إلى الحارس ديفيد جيمس، إنه آخر حل (يضحك). بما أنك مختص في كرة القدم الإنجليزية، هل تعرف اللاعبين الجزائريين الذين ينشطون في “البريمر ليغ“، وهل تتابع أخبار بعضهم؟ شاهدت العديد من المباريات لنذير بلحاج وحسان يبدة اللذين كشفا عن مستوى جيد مع بورتسموث هذا الموسم، لكن للأسف الشديد كانا وفريقهما ضحية لمصاعب مالية كثيرة. أعتقد أنهما يستحقان كل التقدير والعرفان بعد نجاحهما في قيادة النادي إلى نهائي الكأس، هذا لا يمنع من القول إن موسمهما كان حيويا إن صح التعبير، ولا أعتقد أنهما سيجدان صعوبة في إيجاد ناد الموسم القادم بالنظر إلى إمكاناتهما إذا أرادا عدم اللعب في القسم الثاني الإنجليزي. كما تابعت كذلك لاعب وولفرهامبتون ڤديورة الذي كان في مستوى تطلعات أنصار النادي، كما أني أتابع أخبار مجيد بوڤرة أيضا في اسكتلندا مع ڤلاسڤو رانجيرز الذي يكن له أنصاره احتراما شديدا، هؤلاء من أعرف جيدا. أعتقد أن الأنصار في انجلترا يرون أن البطولة الإنجليزية هي الأحسن في قرار أنفسهم، لهذا ترى الأنصار لا يهتمون بالعالم الخارجي ولا يعرفون اللاعبين الجزائريين الآخرين، مثل الرجل الذي يظن نفسه أنه وجد امرأة جميلة ولا يجد بدا من النظر إلى الأخريات. دون شك لست مثل أبناء بلدك، لأنك إعلامي مشهور خاصة أنك ضمن طاقم حصة “فريق الأحد”، وهذا ما يجعلنا لا نشك مطلقا في أنك تعرف اللاعبين الجزائريين الآخرين الذين ينشطون في أوروبا على غرار عنتر يحيى، كريم زياني، منصوري وكريم مطمور، أليس كذلك؟ أكيد، فلاعب مثل كريم زياني يعجبني كثيرا، كنت أراه من أحسن اللاعبين لما كان في أولمبيك مارسيليا، هو مليء بالحيوية والفنيات والدهاء في اللعب كما يملك لمسة سحرية. أعرف أيضا رفيق صايفي، وبالرغم من أنه كبير في السن إلا أنه يتمتع بفنيات مذهلة وهو قادر على صنع أمور سحرية، إنه أنيق، صحيح أنه لا يملك سن روجي ميلا سنة 1990، لكن بإمكانه أن يكون روجي ميلا جنوب إفريقيا. هل يمكن استنتاج من خلال كلامك أن لاعبا مثل زياني وصايفي قادرون على زعزعة دفاع المنتخب الإنجليزي المتعوّد على طريقة لعب كلاسيكية ومعروفة؟ هذا ما أريد قوله، وهو عكس طريقة لعب منتخب بلدي، لكن يجب على لاعبيكم أن يلعبوا بعفوية دون أن يولوا أي هم لمنافسهم الإنجليزي لأنهم قادرون على نقل الخطر إلى دفاع لاعبي كابليو بشرط أن تعتمدوا على فنيات لاعبيكم وبإمكاناتهم الحقيقية لزعزعة تيري والآخرين وأنتم تملكون كل الإمكانات لذلك، خاصة مع بودبوز الذي يمتاز بإمكانات عالية أيضا. صحيح أن كأس العالم تستهوي الجميع لكن سنضمن أيضا ظهور مواهب جديدة لأن العالم كله سيشاهد هذا الحدث. ولأعود إلى حديثي، أقول إنه لو دخل الجزائريون في طريقة لعب لاعبي منتخب بلدنا التي تعتمد على الكرات الطويلة والإندفاع البدني القوي ستخسرون لا محالة. تحدثت عن بلحاج منذ لحظات بما أنك شاهدته في انجلترا كثيرا، هل من البديهي أن ينزل مع فريقه في نهاية المطاف وهو الذي سجل أهدافا في مرمى ليفربول وتشيلزي؟ صحيح أنه سجل أمام ناديين عريقين وكشف عن إمكانات عالية، لكن هل سجل بلحاج على دافيد جيمس؟ لا. إذن ماذا يمكن أن نستنتج؟ بلحاج سجل على حراس أحسن ناديين في انجلترا لكنه لم يسجل على حارس منتخب انجلترا دافيد جيمس (يضحك). وبما أنهما يلعبان في ناد واحد، فإن بلحاج مطالب بإيجاد الحلول اللازمة لزعزعة شباكه ومخادعته. في احدى حصصك، تحدثت عن بعض اللقطات الجميلة المشهورة، هل تبادر إلى ذهنك أن تتحدث عن عقب رابح ماجر في نهائي كأس رابطة أبطال أوروبا في صيغتها القديمة كأس أوروبا للأندية البطلة؟ أود فعلا القيام بذلك، فما قمنا به هو بداية فقط في انتظار أن نُجسّد مشاريع أخرى، وسأكون متشرّفا جدا أن يكون لاعب مثل رابح ماجر موضوع حصتي بعقبه الذهبي الجميل، وهي لقطة ستبقى خالدة في عالم كرة القدم ولا أحد بإمكانه نسيانها. نشكرك سيد دارين منحنا بعضا من وقتك الثمين للإجابة عن أسئلتنا؟ شكرا لكم أيضا وحظ موفق للمنتخب الجزائري، وأقول لكم: “وان، تو، ثري... فيفا لا لجيري“. هل يعرف الإنجليز أن هذا الشعار باللغة الإنجليزية هو علامة جزائرية مسجلة؟ هم لا يعرفون ذلك، لكني سأقوم بالإشهار لهذا الشعار ليعرفوا مصدره ومعناه (يضحك).
