كان الدولي الجزائري فؤاد قادير جزءا من القمّة الفرنسية، التي جمعت سهرة أول أمس الأحد بين "باريس سان جرمان" و"أولمبيك مرسيليا"، حيث أشركه المدرب "إيلي بوب" أساسيا على الرواق الأيمن مثلما جرت العادة منذ التحاقه ب"مرسيليا" وإن كانت النتيجة النهائية لهذا "الكلاسيكو" الكبير قد صبّت في صالح نادي العاصمة الفرنسية باريس ب (2-0)، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ قادير ورفاقه كانوا خارج الإطار بل أبلوا بلاء حسنا ووقفوا الندّ للندّ أمام الباريسيين، غير أنّ الحظّ خانهم في تحقيق نتيجة إيجابية كانت ستجنّبهم تعميق الفارق بين الناديين، حيث صار الآن 8 نقاط ما سيقلّص حظوظ "مرسيليا" في التنافس من أجل اللّقب، الذي بدا أنه سيحسم لباريس بنسبة كبيرة رغم أن "ليون" بات ملاحقه المباشر. هو ورفاقه كانوا أفضل من زملاء "إبراهيموفيتش" وبالعودة إلى أطوار هذه القمة الفرنسية، فإنّ النتيجة لم تكن تعكس أطوارها، لأن "أولمبيك مرسيليا" كان أفضل من النادي المضيف في كل شيء، لاسيما في المرحلة الثانية وحتى الهدفين اللذين سجّلا عليه كان من الممكن تفاديهما، سواء الهدف الأول الذي سجله المدافع الكامروني ضد مرماه، أو الهدف الثاني الذي ارتطمت فيه الكرة بركبة "إبراهيموفيتش"، عدا ذلك فإن البارسيين لم يفعلوا أشياء كثيرة في ظل سيطرة قادير وزملائه على مجريات المباراة طولا وعرضا، حيث كانوا قريبين من الوصول إلى مرمى المنافس في أكثر من مناسبة لولا يقظة الحارس "سيريجو" الذي كان رجل المباراة دون منازع، لا لسبب سوى لأنه صدّ محاولات خطيرة ل "فالبوينا" وزملائه. دوره كان دفاعيا أيضا بسبب النزعة الهجومية ل"ماكسويل" أما عن قادير فإنه جمع بين الدورين الهجومي والدفاعي، في صورة شبيهة للدور الذي لعبه رياض بودبوز أمام الفريق نفسه منذ أسبوعين، حيث شغل الرواق الأيمن واشتغل جيدا في الهجوم بدليل أنه زوّد زملاءه بكرات عديدة من على تلك الجهة، ناهيك على أنه كان وراء إحدى الفرص الخطيرة كما أنه من الناحية الدفاعية كان يعود كثيرا للخلف، من أجل مساعدة زملائه وسدّ الثغرات في وجه "ماكسويل" المعروف بنزعته الهجومية، وخلاصة القول فإن قادير أدى ما عليه في هذه القمة مثله مثل زملائه. نال منه التّعب ومن عوضه لم يكن أفضل منه ونظرا للمجهودات الجبارة التي بذلها على الوراق الأيمن، والعمل الكبير الذي قام به أمام ظهير أيسر من طينة البرازيلي "ماكسويل"، نال التّعب من قادير الذي اضطر إلى ترك مكانه في (د75) للسنغالي "سوجو"، حيث ارتآى "بوب" أن يعطي نفسا جديدا لتشكيلته التي كانت تبسط سيطرتها في تلك اللحظات على النادي المضيف، بل كانت قريبة من إدراك هدف التعادل في أكثر من مناسبة، لكن السنغالي "سوجو" لم يقدم أشياء كثيرة بدخوله، وبدا مردوده بعيدا عم قدمه قادير حتى وهو متعب. النقطة الإيجابية أنه بدأ يتأقلم مع أجواء مرسيليا ويبقى الأمر الإيجابي في المردود الذي قدّمه قادير في هذه المباراة، أنه بدأ يتأقلم وأجواء اللعب مع ناديه الجديد "مرسيليا"، حيث بدا الانسجام واضحا بينه وبين زملائه لاسيما "فالبوينا" الذي بدا أن قادير يتفاهم معه كثيرا في الهجوم، وهو مؤشر إيجابي يوحي بأن اللاعب سيعطي الكثير لنادي مرسيليا في المباريات المقبلة، وأن أداءه سيكون أفضل بعدما تحرر في مباراة كبيرة كالتي لعبها أمام "بي. آس. جي". ينقصه اشتغال عدّاده التّهديفي وفقط وحتى يتحرّر قادير ويتمكن من بلوغ المستوى الذي عرف به مع نادي "فالانسيان" لا بدّ أن ينطلق عداده التّهديفي، الذي اشتغل طيلة مرحلة الذهاب سبع مرات مع فريقه السابق ولم يشتغل حتى الآن، وما إن يفعل ذلك سيكون بوسعه التحرر نهائيا وهو ما سيحدث قريبا، لأنّ المستوى الذي أظهره لاعب المنتخب الوطني في لقاء "باريس سان جرمان" يوحي بأنه تأقلم واندمج مع فريقه الجديد، وبات جاهزا لتقديم ما عوّدنا عليه في "فالانسيان". قادير: "كان بوسعنا العودة بانتصار" وعلى غرار كافة لاعبي مرسيليا الذي صبت تصريحاتهم في خانة واحدة، وهي أن النادي لم يكن يستحق الخسارة، فإن قادير علق على المباراة في موقعه الشخصي في شبكة التواصل الاجتماعي قائلا: "لم نكن نستحق الخسارة، بل كان بوسعنا العودة بانتصار من باريس لأننا كنا الأفضل على الميدان".