عكس إسحاق بلفوضيل، ياسين ابراهيمي ولاعبين قبلهما، لن يحتاج مسؤولو الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولا المدرب وحيد حليلوزيتش أن يوظّفوا مع مهاجم "ليون" الفرنسي رشيد غزال أساليب الإقناع التي اعتادوا على توظيفها من قبل مع كل اللاعبين مزدوجي الجنسية من أجل ضمهم لصفوف المنتخب الوطني، لأنّ اللاعب حسم في مستقبله وقرّر تمثيل ألوان بلد الأصول والجذور الجزائر لا ألوان بلد منتخب "الديكة"، حيث ظهر اللاعب مساء يوم الخميس في برنامج تلفزيوني للأطفال الصغار على قناة "نادي ليون" وسئل من طرف مقدمة البرنامج حول النصيحة التي يمكنه تقديمها للأطفال الصغار حتى ينجحوا في مسيرتهم الكروية ويتمكنوا من خدمة منتخبهم الوطني عندما يكبرون، غير أن ردّه كان مفاجئا لما توقعته بعدما قال لها بصريح العبارة: "عذرا، أنا أريد اللعب للجزائر وحلمي هو ارتداء قميص منتخب بلادي الجزائر"، وهو ردّ فاجأ مقدمة البرنامج التي اعتقدت أن مهاجم "ليون" سيرتدي قميص منتخب "الديكة". شقيقه عبد القادر أكد من قبل أنه اختار البلد الذي يريد تمثيله ويكون بذلك رشيد غزال قد أزال كل "السوسبانس" منذ البداية حول مستقبله، وسهّل الأمور على "الفاف" والبوسني إن هما أرادا الاستنجاد به مستقبلا لتدعيم القاطرة الأمامية المهزوزة لمنتخبنا بعدما قالها بصوت عال: "حلمي أن ألعب للجزائر"، وهي الكلمة التي رفض أن يؤكدها لنا شقيقه عبد القادر منذ أيام في حوار أجراه ل "الهداف"، حيث أكد أن شقيقه "رشيد" اختار وجهته وفصل بين اللعب لفرنسا والجزائر، مطالبا إيانا أن نسأله شخصيا عن المنتخب الذي اختار تمثيل ألوانه، وها هو رشيد وفي برنامج تلفزيوني على قناة "ليون" يعطينا الإجابة ويؤكد أنه يحلم باللعب للجزائر. وجود شقيقه من قبل في المنتخب شجعه ومن المؤكّد أن ثمّ عوامل عديدة ساهمت في اتخاذ غزال قراره باللعب للجزائر رغم أنه لا يزال شابا (19 سنة) ورغم أن فرصه مثلا في اللعب لفرنسا تبقى قائمة في ظل تألقه المتواصل في البطولة الفرنسية، ومن بينها تألق شقيقه عبد القادر من قبل في المنتخب الوطني، فتلك التجربة ورغم أن الخروج منها كان قاسيا بعض الشيء عليه، إلا أنها حفزت رشيد على اختيار بلد الأصول والجذور، ولم لا أن تكون تجربته أفضل بكثير من تجربة شقيقه الذي سجل أهدافا قليلة في السنوات الأربع التي لعب فيها للجزائر، هذا ولن نستثني دور عبد القادر في إقناع شقيقه باللعب للجزائر، لأن حبه للجزائر يجعله ينصح شقيقه باختيار اللعب لها رغم أنه لم يعد ضمن حسابات هذا المنتخب منذ فترة. الأجواء التي عاشتها عائلة غزال عند التأهل إلى المونديال ولدت لديه شعورا بالوطنية ومن بين العوامل التي تكون قد ساهمت في مسارعة رشيد غزال لاختيار اللعب للجزائر وتمثيلها في المحافل الكروية الدولية مستقبلا، الأجواء التي عاشتها عائلة غزال ككل خلال الفترة التي تأهل فيها منتخبنا إلى "مونديال 2010"، ومن المؤكد أن ما عاشه الإبن عبد القادر في "القاهرة" و"أم درمان" والفرحة الهستيرية بالتأهل فيما بعد، قد ولدّا شعورا بالوطنية لشقيقه الأصغر رشيد الذي كان يبلغ من العمر 16 سنة في عام 2009، وهو ما ساهم في اختياره اللعب للجزائر ولم لا يساهم هو الآخر بدوره في تحقيق الأهداف المستقبلية يوما ما بقدومه. الضّعف الهجومي سيعجّل بانضمامه مستقبلا وإن كان حليلوزيتش قد تحدث من قبل عن رشيد غزال وقال إنه لا يزال شابا وإن ضمه سابق لأوانه، إلا أنه قد يجبر مستقبلا على توجيه الدعوة له، لا نقول تحسبا للقاء البينين أو لقاءي جوان المقبل أمام المنتخب نفسه ورواندا، لكن في المستقبل القريب لا سيما إن تواصل العقم الهجومي خاصة خارج القواعد، فحينها فإن الحاجة إلى قناص أهداف مثله ومثل غيلاس ومثل بلفوضيل ستكون كبيرة.