مع بداية العدّ التنازلي للقاء الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم 2014 الذي سيجمع منتخبنا الوطني بضيفه البينيني سهرة يوم الثلاثاء المقبل بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، انطلقت الأمور الجدّية بمركز تحضيرات المنتخب الوطني في سيدي موسى.. فمع اكتمال التعداد شرع الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش في التفكير بجدّية في ضبط تشكيلته الأساسية وخطته التكتيكية التي سيوظّفها يوم 26 مارس المقبل. وإن كان الرّجل في اليومين الأول والثاني للتربص قد ركّز على الجانب البدني لاختبار لياقة لاعبيه ومدى جاهزيتهم للعب هذه المباراة المهمة، إلا أنه وابتداء من اليوم سيشرع في الجانب التكتيكي ربحا للوقت حتى يضبط كل أموره قبل وصول موعد اللقاء الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 5 أيام. وفي هذا الشأن بلغنا أنّ البوسني لا يفكّر في إحداث تغييرات كثيرة على مستوى التشكيلة الأساسية مقارنة بنهائيات كأس إفريقيا 2013، وأن الرجل يفكر في تجديد الثقة في أغلب العناصر الأساسية مع إحداث بعض التعديلات على مستوى التشكيلة الأساسية بإعادة بعض القدامى وإقحام لاعب واحد جديد وفقط. مهدي مصطفى باق على الجهة اليمنى وغلام فقط في حال ما لم يشف مصباح ولن يكون أي نقاش بخصوص بقاء الحارس مبولحي أساسيا رغم تلقي هذا الأخير 10 أهداف كاملة منذ نهائيات كأس إفريقيا 2013 مع ناديه الجديد، لأن البوسني الذي لم يهمّش حارسه الرقم واحد وهو دون ناد ومن المستحيل أن يهمّشه بعدما وجد ناديا يحتضنه عقب "الكان". أما بخصوص الجهة اليمنى من الدفاع، فإن مهدي مصطفى لن يتحوّل إلى وسط الميدان الدفاعي بعد غياب لياسين كادامور، لأن خبرة لاعب أجاكسيو تجبر البوسني على إبقائه في منصبه المعتاد عوض إقحام زيتي الذي لم يسبق له وأن شارك في أية مباراة دولية من قبل. وتفيد مصادرنا أيضا أن البوسني سيتريث بعض الشيء للفصل في أمر الجهة اليسرى من الدفاع في ظل إصابة جمال الدين مصباح وتماثله للشفاء قبل المباراة سيبقيه أساسيا، أما في حال حدوث العكس فستكون فرصة ليشارك غلام أساسيا لأول مرة منذ التحاقه بالمنتخب الوطني. بوڤرّة الأوفر حظا ليكونإلى جانب بلكالام مرّة أخرى يشكّل محور دفاع المنتخب صداعا كبيرا للبوسني رغم أنه استرجع القائد المثالي والحقيقي للمنتخب مجيد بوڤرة، والسبب يعود إلى الإصابة التي عانى منها رفيق حليش طيلة الأسبوعين الماضيين على مستوى كاحله، وهي الإصابة التي جعلته يبقى بعيدا عن المنافسة في مباراتين متتاليتين مع فريقه البرتغالي "أكاديميكا كويمبرا"، وهو ما يجعله بعيدا عن المشاركة أساسيا في لقاء البينين الذي قد يوظّف فيه حليلوزيتش حسب ما علمناه بوڤرة- بلكالام لأوّل مرة مع بعضهما البعض، لأن الرّجل الذي فقد ثقته في مجاني عقب مباراة تونس في "الكان" من المستبعد أن يعيده مجددا إلى التشكيلة الأساسية في لقاء الثلاثاء. ڤديورة- تايدر لأوّل مرّة ويبدو الوافد الجديد على المنتخب الوطني سفير تايدر الأوفر حظا في اللاعبين الجدد للحصول على مكانة أساسية له في تعداد المنتخب منذ أوّل مباراة له، وإن كانت التجربة مع حليلوزيتش حتى الآن أثبتت أن هذا المدرب لا يقحم اللاعبين الجدد الذين يستفيد من خدماتهم أساسيين منذ الوهلة الأولى، إلا أن الضرورة هذه المرة تقتضي أن يدفع بوسط ميدان "بولونيا" الإيطالي إلى جانب ڤديورة في مباراة البينين، والسبب معروف وهو غياب القائد مدحي لحسن من جهة ونقص الخبرة عند العناصر الأخرى التي تنشط في المنصب نفسه وتم الإستنجاد بها، في صورة القلب النابض لإتحاد العاصمة كودري الذي لم يسبق له وأن لعب مباراة من هذا المستوى من قبل. أفضل فرصة ليكتشف تايدر المنتخب والجمهور ويندمج سريعا ولن تكون أمام حليلوزيتش من فرصة أفضل لاختبار الوافد الجديد تايدر عن كثب من فرصة إدراجه أمام منتخب البينين في مباراة لا نقول أنها سهلة، إلا أن لعبها في عقر الديار وأمام الجماهير الجزائرية التي ستغص بها مدرجات مصطفى تشاكر سيسهّل من مهمة تايدر في البروز والتّألّق أيضا، وهي فرصة له أيضا ليكتشف طريقة لعب المنتخب الهجومية وطريقة لعب كل لاعب من لاعبي "الخضر"، لاسيما اللاعب الذي سينشط إلى جانبه وهو عدلان ڤديورة، وفرصة له للإندماج سريعا في المنتخب عوض انتظار التواجد في مباريات أخرى، وفرصة له أيضا ليكتشف الجمهور الجزائري وأجواء اللعب في الجزائر وغير ذلك. تراجع أداء قادير يمنح الأولويّة ل جابو خلف رأس الحربة وفغولي يمينا وبخصوص المنصب الأمامية، فإن العناصر الجديدة الأخرى لا تبدو في أفضل رواق كي تدشّن ظهورها الأول في التشكيلة الأساسية للمنتخب، لأن البوسني وحتى إن كان يفكّر ويحضر لإحداث تغييرات مرتقبة على مستوى بعض المناصب، إلا أنه لا يراهن على الدفع بالعناصر الجديد ك غيلاس وبراهيمي منذ البداية، بل يفكر في إحالة الجناح الأيمن فؤاد قادير على مقعد البدلاء بسبب بقاء أدائه المتواضع الذي قدمه في "الكان" على حاله حتى مع فريقه الجديد "أولمبيك مارسيليا"، فاللاعب السابق ل"فالنسيان"- والذي أبعد عن لقاء كوت ديفوار في الجولة الثالثة- بات تراجع أدائه أمرا محيرا للبوسني الذي يفكر في توظيف فغولي على الجهة اليمنى من الهجوم، مع منح الفرصة للعائد إلى المنتخب والمتألق بأهدافه وتمريراته الحاسمة مع النادي الإفريقي التونسي عبد المومن جابو لينشّط اللعب خلف المهاجمين، على أن يبقي على سوداني في الجهة اليسرى. إبتعاد الإصابة عن جابو يزيح براهيمي من طريقه الحديث عن إدراج جابو أساسيا مرتبط بعدم تعرضه لأي إصابة مثلما تعوّد عليه في كل مرة يتأهب الناخب الوطني لإقحامه أساسيا في مباريات سابقة. فاللاعب يمر في الوقت الحالي بفترة زاهية مع الإفريقي التونسي، فهو يسجل أهدافا حاسمة ويمرّر كرات حاسمة لزملائه المهاجمين، وإن وقف البوسني على لياقته الجيدة في الأيام الخمسة المقبلة فسيكون أساسيا أمام البينين، أما إن حدث وأن تعرض لما تعوّد على التعرض له، فحينها سيفسح المجال لإشراك براهيمي الذي سيكون مرشحا للعب جناحا أيمن، على أن يتولي فغولي دور صانع الألعاب في الوسط. البوسني سيجدّد ثقته في سليماني وبعودة جبور وانضمام غيلاس وتواجد الهداف سليماني، فإن الصراع سيكون على أشدّه بخصوص رأس الحربة الذي ستوضع فيه الثقة أمام البينين، وفي هذا الشأن علمنا أن البوسني لا يرغب في دفن إسلام سليماني قبل الأوان بعد الإنتقادات التي طالته في "الكان" الأخير، وأنه ينوي منحه فرصة ردّ الإعتبار لنفسه والتأكيد أن نقص الخبرة فقط من خانه في جنوب إفريقيا، وأنه مثلما يفعل في الوقت الحالي مع بلوزداد سيفعل مجددا مع المنتخب بتسجيل الأهداف الحاسمة كما فعل من قبل أيضا، لاسيما أنه غالبا ما تألق بملعب تشاكر بأهدافه الحاسمة ومردوده الراقي. براهيمي، غيلاس وجبّور أوراق مربحة ومبدئيا ستكون بعض العناصر العائدة الأخرى أوراقا مربحة بحوزة البوسني على مقعد البدلاء في صورة رفيق جبور، فرغم أن هذا الأخير يسجل الهدف تلوى الآخر ومن جولة لأخرى في البطولة اليونانية، إلا أنه سيدشن عودته إلى المنتخب على مقعد البدلاء ليكون ورقة مربحة بحوزة ناخبه، والشيء نفسه بالنسبة للوافد الجديد نبيل غيلاس الذي قد يقحم في إحدى فترات اللقاء بديلا، وكذلك الأمر بالنسبة ل براهيمي الذي يبقى مرشحا ليكون احتياطيا في أول لقاء له، على أن يقحم في أية فترة من فترات المباراة.