بعيدا عما جرى في مباراة أمس، بين الشلف وضيفها وداد تلمسان، فإن أنظار الشارع الشلفي لم تعد تخص البطولة فحسب والعودة إلى تسلق جدول الترتيب، طالما أن الأنصار يرون فريقهم يضيع هيبته من جولة لأخرى ويبتعد عن كوكبة المقدمة، وبلوغ المراتب الثلاث الأولى صار مستحيلا في ظل الفارق الذي يفصل الجمعية عن أصحاب الريادة، وهذا ما جعل الطاقم المسير بدوره يفكر في تغليب كفة الكأس على البطولة، طالما أن المعطيات فيها تشير إلى أن الشلف ليس لديها ما تخسره، وعليها أن ترفع جاهزيتها وتحديها لبلوغ الأدوار النهائية. مدوار يطالب بالتحضير لكل التحديات وقد بدا الرئيس الشلفي، عبد الكريم مدوار متفائلا بتألق فريقه في منافسة كأس الجمهورية، حيث طلب في آخر اجتماع عقده مع الطاقم الفني ضرورة تحضير الفريق لكل التحديات، والتفكير في جبهة البطولة والكأس، وقد راح يذكر سليماني بضرورة التركيز في عمله على جعل لاعبيه يضعون الكأس هدفا ثانيا بعد التحرر من العقدة التي تلاحقهم في البطولة. التحفيزات المادية ستكون أكبر كما قرر الرئيس مدوار أن تكون تحفيزات كأس الجمهورية أحسن وأفضل، إذا ما بلغ الفريق أدوارا متقدمة فيها، لاسيما إذا ما تخطى الفريق عقبة نصر حسين داي. وقد أكد لنا مدوار أنه لن يتخاذل في رفع معنويات عناصره ودعمها لتحقيق نتائج أفضل، سواء في البطولة أو الكأس، ولو أن البطولة لديها سلم خاص بالمنح متفق عليه مسبقا، وما جعل مدوار يتحدث بثقة في النفس، هو أنه يدرك جيدا أنه إذا ما تقدم الفريق في الأدوار فإن الممولين سيكونون في مستوى الحدث ويدعمونه أكثر فأكثر. سليماني يؤكد أن أشباله يؤمنون بقدراتهم وقد كشف لنا التقني الشلفي أن فريقه صار أفضل حالا مقارنة بالسابق، وكل لاعب يبحث بجدية عن بلوغ مستوى أحسن يسمح له بتحدي الأندية الكبيرة، وطي صفحة الماضي، وهذا ما سمح لمدوار بالقول إن تشكيلته صارت تؤمن أكثر بقدراتها وتسعى دوما لنفض الغبار عن نفسها. كما أوضح سليماني أن عناصره صارت تبحث أكثر من أي وقت مضى عن تشريف عقودها. “الكأس جبهة أخرى لن نفرط فيها” وفيما يخص كأس الجمهورية أوضح الرئيس الشلفي أن المقابلة التي تنتظر زملاء مسعود أمام نصر حسين داي يوم الجمعة القادم، تعني للجمعيه الكثير، وقال: “النصرية فريق كبير ويملك تشكيلة ثرية عناصرها تلعب بإرادة قوية، فضلا عن هذا فإنها ستبحث في الكأس عن محو إخفاقاتها في البطولة وإبعاد الضغط عن نفسها لذلك هي مطالبة بتحقيق نتيجة إيجابية، وهذا ما يجعلني أتنبأ بأن تكون مواجهتها قوية، ولكن في الوقت نفسه التأهل ليس مستحيلا بالنسبة لنا إذا تحلى لاعبونا بالإرادة والعزيمة“. محمد رابح: “علينا التحلي بالعزيمة في الكأس والبطولة لتشريف عقودنا” أما منشط نهائي كأس الجمهورية الموسم الماضي مع أهلي البرج، عبد الحق محمد رابح، فقال لنا عما ينتظر فريقه: “التشكيلة التي نملكها في الشلف تتمتع بالخبرة التي تسمح لنا ببلوغ مستوى أحسن في البطولة، وشخصيا أدرك جيدا أن المرتبة التي نحتلها حاليا في البطولة لا تعكس الإمكانيات التي نملكها، ولهذا لسنا راضين بالمرتبة التي نحتلها، وعلينا أن نتحلى بالإرادة اللازمة في اللقاءات القادمة من البطولة وكأس الجمهورية من أجل تشريف عقودنا، ونطلب فقط التوفيق من الله ودعما أكبر من أنصارنا، وإن شاء الله سنشرفهم في نهاية المطاف”. --------- سليماني في مهمة التخلّص من ضعف الهجوم قبل تنقل جمعية الشلف إلى المغرب لإقامة تربصها الشتوي هناك منذ حوالي شهر، صرح المدرب سليماني أنه سيتنقل إلى المغرب لتركيز عمله مع المهاجمين وإيجاد الحل لضغف الهجوم الذي صار يلازم فريقه. يأتي هذا بعد أن تمكن الفريق من ترتيب الأمور في الخط الخلفي. وانتظر متتبعو الفريق انطلاق المرحلة الثانية من البطولة التي استهلتها التشكيلة الشلفية بتعثر داخل القواعد أمام الحراش قبل أن تحقق فوزين بهدف يتيم في كل مباراة وبأداء غير مقنع على الإطلاق وتتعثر بطريقة تافهة ثانية أمام مولودية العاصمة بسبب ضعف مستوى لاعبي الخط الأمامي، ليعترف بعد ذلك مباشرة سليماني بفشله في إيجاد الحل المناسب لوقف نزيف تضييع الفرص الحقيقية للتسجيل، حيث سجّل الفريق أربعة أهداف منذ انطلاق مرحلة العودة أي بمعدل هدف واحد في كل مباراة مقابل تلقي الدفاع أربعة أهداف. المشكل غير مفهوم وقوة الشلف تتحوّل إلى ضعف رغم أن هجوم الجمعية كان بالأمس القريب واحدا من أفضل الخطوط في البطولة، إلا أن نقص فاعليته تحوّل هذا الموسم إلى هاجس حقيقي، حيث لم يتمكن مهاجمو الفريق من الوصول إلى تسجيل أكثر من خمسة أهداف في سبعة لقاءات أي بمعدل يقارب هدفا في 180 دقيقة، وهو معدل مخيف. فلولا الاستفاقة السابقة وتسجيل المهاجمين لخمسة أهداف في مرمى بلوزداد وثلاثة في شباك الخروب إضافة إلى ثنائيتي اتحاد العاصمة والبليدة لكانت الجمعية اليوم صاحبة أضعف خط هجوم في البطولة، خاصة أن عيوب الهجوم أصبحت تظهر للعيان من جولة لأخرى، فلا الهداف مسعود تمكن من تجسيد الفرص التي أتيحت له ولا الشاب سوداني استطاع تأكيد أحقيته بمنصب المهاجم الحقيقي ولا حتى بياڤا استطاع تخطي الحاجز النفسي والوصول إلى مرمى المنافسين ولو لمرة واحدة منذ انطلاق الموسم. سليماني: “تضييع الفرص السهلة أمام المرمى يقلقني كثيرا“ ومن خلال تصريحاته الأخيرة بعد لقاء المولودية الأخير، اعترف المدرب الشلفي بأن تضييع الفرص السهلة في كل مرة أمام المرمى أصبح أكثر ما يقلقه في الفترة الأخيرة، لأن الأمر أصبح يفوّت على الفريق فرص تدعيم الرصيد بنقاط أخرى والتقدم في جدول الترتيب، إضافة إلى أن هذا الواقع أصبح يعطي للفرق المنافسة ثقة، كما أنه يدخل الشك في نفسية اللاعبين، لهذا قال المدرب إن الحل الوحيد للقضاء على هذا الإشكال هو مواصلة التركيز على العمل مع المهاجمين في الحصص التدريبية. وأضاف سليماني أنه متأكد من إيجاد الوصفة الصحيحة لفك شفرة مدافعي الأندية المنافسة والتسجيل ولو بالاعتماد على لاعبين شبان، بما أن العمل الصعب يقوم به اللاعبون بسهولة في حين تبقى اللمسة الأخيرة هي التي تنقص. الحلول موجودة وإحداث تغييرات في المناصب وارد ويرى المتتبعون من خلال العمل الذي أصبح المدرب سليماني يقوم به في الحصص التدريبية أن المدرب يملك حلولا للمشكل الذي يعاني منه الفريق، خاصة أن ثراء التعداد سيخدمه وسيبعث التنافس بين اللاعبين، مادام الجميع قادر على الظفر بالمكانة الأساسية والشلف تملك مهاجمين شبانا قادرين على رفع التحدي وتجاوز الظروف الصعبة، خاصة بعد شفاء بوسلة وبلهاني واسترجاع سوداني كل إمكاناته في الفترة الأخيرة. سوداني أكثر فاعلية في منصب مهاجم صريح وإذا كان المدرب سليماني قد اعتمد على الكامروني بياڤا بوول في المواجهة الأخيرة إلى جانب سوداني، وفضل إعفاء بوخاري بسبب معاناته من الإرهاق، فإن الشاب العربي هلال سوداني بلغة الأرقام هو اللاعب الأكثر فاعلية من جميع المهاجمين، فرغم أنه (سوداني) لم يكن محظوظا في بداية الموسم عندما تعرض لإصابة بليغة حرمته من المشاركة في التربص، إلا أنه زعزع دفاع اتحاد الحراش وقاد الهجوم إلى إحراز ركلة جزاء أمام باتنة، وعند احتساب ثلاثية مباراة الكأس نجد أن سوداني سجل إلى حد الآن تسعة أهداف كما يعد المهاجم الأكثر مشاركة مع الفريق مقارنة ببقية المهاجمين (بوخاري، علي حاجي وبياڤا بوول). حاجي في حاجة إلى ثقة أكبر كما يوجد لاعب آخر قادر على صنع الوثبة المعنوية للمهاجمين في أي لحظة، وهو الجناح علي حاجي كريم الذي تعتبر مشاركته مع الفريق متذبذبة وهو بحاجة إلى ثقة المدرب بدليل أنه يقدم مردودا إيجابيا عندما يثق فيه المدرب أكثر، خاصة أن ابن الشلف يلعب بقوة وحرارة وهي الميزة التي جعلته محبوبا لدى الأنصار الذين يطالبون بإقحامه في كل مرة، لأنه تمكن من تسجيل خمسة أهداف في مرحلة العودة من الموسم الفارط، حين كان يشارك باستمرار عكس ما هو عليه الحال هذا الموسم. خطورة مسعود عندما يكون خلف المهاجمين لاحظ المتتبعون أن هداف الجمعية والبطولة الموسم الماضي محمد مسعود نقصت فاعليته هذا الموسم، رغم تسجيله تسعة أهداف جعلته يبقى ملازما لمتصدري هدافي البطولة هذا الموسم، مسعود الذي لعب الموسم الماضي تقريبا كل لقاءات الجمعية غاب هذا الموسم بسبب العقوبة عن خمسة مواجهات الأمر الذي أثر في مردوده كثيرا، حيث فسر الأنصار والمتتبعون لشؤون الشلف نقص فاعلية مسعود إلى إقحامه في الهجوم والاعتماد عليه في الكثير من المرات قلب هجوم حقيقي، وهذا منذ تولي صايب العارضة الفنية واستمر الحال مع مجيء المدرب سليماني، رغم أن فاعلية مسعود في المواسم الثلاثة السابقة كانت حينما يلعب في الوسط الهجومي خلف المهاجمين حيث يجد مساحات شاغرة.