عقب نهاية المباراة التي جمعت جمعية الشلف بوداد تلمسان أول أمس، اتصلنا بالمدرب أحمد سليماني لأخذ تقييمه لما وقف عليه من إمكانات كل لاعب والأداء الذي ظهر به، والتصريحات التي أكد فيها أنه سيبعد لاعبين أو ثلاثة عن الفريق قبل نهاية البطولة، وكان جواب التقني الشلفي واضحا يسوده التفاؤل بمستقبل الفريق، خاصة وأن كلامه تركز على تحسن مردود الشبان خلال الأيام الأخيرة، كما طمأن الأنصار على أن الفريق قادر على تدارك ما ضيعه في الجولات الأخيرة، فبإمكان الشلف مثلما قال اللعب على المراكز الأولى إذا ما استمرت الحرارة والرغبة الشديدة من اللاعبين في تخطي كل العقبات. “المرتبة العاشرة أو الثالثة لا تهمني بقدر ما يهمني تطوير قدرات الفريق” وأوضح مدرب جمعية الشلف أن ارتقاء فريقه للمرتبة العاشرة سيزيد حجم المسؤولية على اللاعبين وضغط الأنصار، ولهذا قال: “علينا أن نضع أمرا هاما في أذهاننا، وهو أن المرتبة العاشرة ليست إنجازا بالنظر للتعداد الذي نملكه، ولكن هذا لا يعني أنها لا تهمني، بل هي إيجابية طالما أننا اقتربنا من المقدمة، كما أننا في الأول والأخير نطمح لتمثيل إفريقي الموسم القادم، وفوق هذا فنحن فريق مكون بالأساس من عناصر صغيرة السن نطمح إلى ترقية مستواها وبناء فريق تنافسي، وهذا هو الهدف الذي نصبو لتحقيقه ولو أن النتائج خذلتنا بعض الشيء إلا أنني أقول إنه يتعين علينا أن نجتهد أكثر لنعود إلى الطريق السليم، وعليه يجب أن نبقى حذرين من الفرق الأخرى خاصة وأن كل مواجهة لها حسابات خاصة”. “الأرضية الزلجة وبرودة الطقس كان لهما تأثير سلبي” وعاد التقني الشلفي للحديث عن الأجواء التي عرفتها مباراة فريقه الأخيرة أمام الوداد، حيث قال: “قبل انطلاقة المباراة، كانت هناك برودة شديدة في الشلف، جعلتني أخشى على أشبالي من التأثر بها خاصة وأن الأمطار لم تتوقف، ولهذا طلبت من أشبالي التعامل بحذر مع المنافس وعدم المغامرة بصحتهم نظرا للأرضية الزلجة التي لعبنا عليها، ولهذا لم يغامروا كثيرا في الهجوم، ما جعلنا نلعب شوطا أول بأقل مجهود، وحققنا والحمد لله تقدما في النتيجة، لنسيطر بالطول والعرض على مجريات اللقاء في المرحلة الثانية”. “رغبتنا في الفوز كانت لآخر دقيقة” “حذرت اللاعبين بين الشوطين من التراخي، حيث قلت لهم إن المنافس أكد في الشوط الأول أنه لم يأت في ثوب الضحية، بل نيته كانت الفوز، وكشفت للاعبين أن التقدم في النتيجة الذي أنهينا به المرحلة الأولى يعني أن المنافس سيدخل بحرارة ورغبة لتحقيق التعادل أو مباغتتنا، لهذا غيرت الخطة وبعض اللاعبين، التوصيات التي قدمناها للاعبين جاءت بنتيجتها والحمد لله”. “النصرية فريق قوي ولكنه لا يخيفنا” وعن المباراة القادمة التي تنتظر فريقه لحساب منافسة كأس الجمهورية أمام نصر حسين داي، قال سليماني: “لا نستطيع أن نخفي قوة نصر حسين داي، ولهذا ستكون مباراتنا أمامهم قوية، خاصة وأن النصرية ضيعت كل شيء هذا الموسم، وتريد إنقاذ نفسها بالمحافظة على آمالها في الكأس، ولكن من جهتنا سنحضر لهذا اللقاء كما ينبغي ومن دون الاستهانة بالمنافس أو النظر لنتيجة العودة حينما فزنا عليه في زيوي... النصرية لا تخيفنا وكل ما أتمناه هو أن نكون في يومنا”. “العمل النفسي أخذ كل وقتي” أما عن العمل الذي ركز عليه خلال الأيام الأخيرة والذي سمح لفريقه بنسيان إخفاق مولودية الجزائر والفوز على تلمسان، أوضح سليماني: “بعد هزيمتنا أمام المولودية والضغط الرهيب الذي فرضه الأنصار علينا، بالإضافة لانعدام الدعم من قبل أنصارنا، لم يكن لي خيار آخر أعتمد عليه لإعادة الثقة للاعبين والرغبة في العمل سوى التركيز على الجانب النفسي، لهذا أعتقد أن هذا العامل أخذ كل وقتي في المدة الأخيرة“. “المباريات المتبقية ستكون قوية والخطأ فيها ممنوع” وفي نظرته للمباريات المتبقية من مرحلة العودة، قال أحمد سليماني: “ستكون لنا مباريات قوية والخطأ فيها ممنوع، لاسيما وأننا سنلاقي فرقا تبحث إما عن البقاء أو المراهنة على تمثيل عربي أو قاري، لهذا علينا أن نأخذ حذرنا من كل منافس ونتفادى الغرور إذا ما أردنا الوصول إلى ما نطمح إلى تحقيقه مع نهاية البطولة”. “بإمكان غربي الذهاب بعيدا” ما شد انتباه التقني الشلفي في لقاءي مولودية الجزائر ووداد تلمسان الأخيرين، هو المستوى الكبير الذي كشف عنه لاعب الوسط غربي صبري، حيث قال في حقه: “لقد اعتمدت على غربي أساسيا لأمتحن قوته على التحمل وطريقة تعامله مع رفقائه في المباريات، وقد غيرت منصبه لأنني أثق به وأعرف أنه قادر على تقديم وجه أفضل في المحور الدفاعي لأنه يتمتع بالسرعة وطول القامة والفنيات الرائعة، بالمستوى الذي كشف عنه اللاعب أمام المولودية وتلمسان، أستطيع القول إنه بإمكانه الذهاب بعيدا إذا ما حافظ على نفس المستوى خلال المباريات القادمة، أتمنى أن يجسد ثقتي فيه مستقبلا”. “غياب سوداني وغربي لن يؤثر كثيرا” أكد محدثنا أن غياب الثنائي هلال العربي سوداني - غربي صبري عن لقاء نصر حسين داي بسبب العقوبة لن يؤثر كثيرا في الفريق: “لا يمكن لأي أحد إغفال الوزن الثقيل الذي يشكله غربي في الفريق، وحتى سوداني الذي استطاع في الأيام الأخيرة تأكيد قوته وعاد لسابق مستواه، ولكن غيابهما عن لقاء الكأس أمام النصرية لا يعني أننا سنبقى مكتوفي الأيدي، بل لدينا حلول وبالتالي فغيابهما لن يؤثر كثيرا”. “لا يمكن لأي أحد تجاهل مكانة علي حاجي” وفي سؤالنا لسليماني عن سبب تركه علي حاجي كريم بعيدا عن حساباته في المدة الأخيرة، رد المدرب الشلفي قائلا: “لا يمكن لأي أحد إغفال الخبرة التي يتمتع بها علي حاجي وكفاءته في التحكم بسير المباريات، ولكن ما يجب أن نشير إليه هنا هو أن علي حاجي كان يعاني من إصابة اضطرتني لتركه احتياطيا، إلا أنني سأعتمد عليه أمام النصرية”. “إصابتا بوخاري وحمادو مقلقتان” وفيما يخص الإصابات التي اشتكى منها الفريق خلال الأسابيع الأخيرة، قال سليماني: “أكبر إشكال واجهني هذا الموسم هو ياسين بوخاري، حيث كنت أعول عليه كثيرا، وغيابه الطويل أثر في حساباتي التكتيكية، على كل حال الكشوف الأخيرة أكدت أنه بإمكاننا استعادته سريعا، ونفس الأمر بالنسبة لياسين حمادو، كل ما أتمناه حاليا هو أن يستعيد هذا الثنائي إمكاناته في أسرع وقت، لأن إصابته أقلقتنا كثيرا”. “على الأنصار الوقوف مع الفريق في أزمته” وفي ختام حديث سليماني معنا، وجه نداء لأنصار الجمعية قائلا: “الفريق في تحسن من حيث النتائج بدليل ابتعاده عن المراتب الأخيرة وتسلقه سلم الترتيب بشكل تدريجي، نحن على موعد مع مباريات قوية وصعبة وكل ما أطلبه من أنصارنا هو أن يقفوا مع الفريق ويثبتوا أنهم أوفياء حقا لألوان النادي، كما أطلب منهم عدم الضغط على اللاعبين لأنهم صغار السن ويعانون من غياب الدعم، لهذا يجب على كل واحد أن يؤكد وقفته مع الفريق”. --------- ج. الشلف 1- و. تلمسان 4 يعتقد البعض أن وداد تلمسان تفوق على جمعية الشلف في النتيجة لكن الواقع عكس ذلك، بما أن التفوق كان للتلمسانيين في عدد الرايات المعلقة في المدرجات، فرغم أن المباراة لعبت في الشلف إلا أن عدد رايات الضيف كانت حاضرة بقوة مقابل غياب شبه كلي لرايات المحليين، أين طرح المتتبعون علامة استفهام كبرى، وأصبحت هجرة المدرجات عامة وتشمل حتى الأوفياء. راية “كولومبيس“ الوحيدة في المدرجات رغم العلاقة المتدهورة بين أعضاء جمعية “كولومبيس“ للروح الرياضية وإدارة الجمعية، بسبب اتهام أعضائها برمي الألعاب النارية في مباراة شباب بلوزداد الأخيرة إلا أن وفاء أعضائها للفريق يبقى دائما، وأكبر دليل على ذلك متابعتهم الدائمة والمستمرة للفريق مقابل اكتفائهم بالتشجيع في صمت، حيث كان لهم هذه المرة شرف وجود رايتهم المميزة وحيدة إلى جانب أربعة رايات الضيوف. استئناف التدريبات مساء اليوم تعود عناصر جمعية الشلف إلى التحضير بعد أن استفادت من يوم راحة منحه المدرب سليماني للاعبيه، من أجل استرجاع الأنفاس بعد المجهودات التي بذلوها الأسبوع الماضي والتي اختتمتها التشكيلة بفوز ثمين أمام وداد تلمسان. سليماني يرفع وتيرة العمل كثف مدرب الشلف العمل أمس حيث برمج حصتين تدريبيتين، الأولى كانت على الساعة التاسعة صباحا وخصصها للجانب البدني، ببرمجة تمارين تقوية العضلات، بينما كانت الحصة المسائية في ملعب محمد بومزراڤ وخصصها للجانب الفني. ... ويحذر من النصرية كما خصص سليماني جانبا من حصة أمس للاجتماع بلاعبيه والحديث معهم عن اللقاء الهام الذي ينتظرهم أمام نصر حسين داي لحساب كأس الجمهورية يوم الجمعة في ملعب 20 أوت بالعاصمة، حيث ألح على أشباله بضرورة التركيز في التدريبات، وتدارك الأخطاء التي لاحظها على كل لاعب سعيا لجعلهم يفكرون في مباراة النصرية، وأخذ احتياطاتهم من منافس سيرمي بكل قوته من أجل الظفر بتأشيرة التأهل إلى الدور ثمن النهائي، لتعويض إخفاقاته في البطولة وتربعه على عرش مؤخرة الترتيب. --------- زاوش: “المواسم لا تتشابهو لن نفرط في المراتب الأولى” كيف هي الأجواء في الفريق؟ بخير نحن نتدرب ونحضر بطريقة جيدة لما تبقى لنا من لقاءات، قبل أن ينتهي بنا المطاف في نهاية الموسم ونحن في وسط الترتيب، حيث لم يعد لنا مجال آخر للتهاون أو فقدان نقاط تبعدنا أكثر عن مقدمة الترتيب، وبعد فوزنا على وداد تلمسان تحسنت أحوالنا خاصة من الناحية المعنوية. ما تعليقك على عودتك إلى التشكيلة والفوز المحقق على وداد تلمسان؟ كانت عودتي متأخرة مقارنة بما كنت أتمناه، فالغياب عن 11 جولة يعني مشوار الذهاب ما يجعل اللاعب عاجزا عن مساعدة زملائه، فإنه يتأثر ويقلق من خسارة منصبه، لكن هذا “مكتوب ربي سبحانه“ وأنا راض بقضائه وقدره، وأنا لم أضيع الموسم كاملا بل عدت في الوقت المناسب، لأنه لا يزال لدينا تسعة لقاءات وكل الحسابات واردة، وأعتبر الفوز على وداد تلمسان ثمين وحققناه في وقت حساس، لأننا فككنا العقدة التي لاحقتنا منذ بداية مرحلة العودة وأتمنى أن يحررنا. ألا ترى أن تلمسان منعرج جيد لكم من أجل العودة إلى الواجهة؟ شعرت بفرحة ونحن نفوز على تلمسان ونعيد هيبة الشلف الضائعة على ميداننا، وأتمنى أن يسعفنا الحظ ونكون أقوى رغبة وحرارة في المباريات القادمة، لنؤكد أننا نسينا الماضي وتصالحنا مع النتائج الإيجابية، كما أتمنى ألا نخرج في نهاية الموسم فارغي الأيدي، بل على الأقل نكسب تأشيرة تمثيل الجزائر قاريا. وهل ترى أن الشلف قادرة على ذلك؟ ما ينقصنا حاليا هو الثقة في أنفسنا وتدارك ما ضيعناه من نقاط داخل الديار وخارجها، وإذا تحقق هذا فإننا لن نخرج فارغي الأيدي، لاسيما أن في رصيدنا 29 نقطة ولا يفصلنا كثير من النقاط عن أصحاب المقدمة، فبيننا وبين عنابة يوجد خمس نقاط وهي التي تحتل المرتبة الرابعة. تنتظركم لقاءات هامة البداية ستكون في الكأس أمام النصرية كيف ترى المباراة؟ أعتقد أن الفوز على وداد تلمسان أعاد الثقة إلى التشكيلة والأنصار بعد الشك الذي راود البعض، وفزنا على الوداد بالأداء والنتيجة، أتمنى أن تتكرر ثانية وثالثة ورابعة حتى نصل إلى ما نصبو إليه، ويجب أن نضع أرجلنا على الأرض ونتفادى الغرور، أما عن مباراة الكأس أمام نصر حسين داي فلن يكون لنا حل آخر سوى تأكيد فوز الوداد والتأهل إلى الدور ثمن النهائي، وهذا أمر ليس صعبا نظرا لرغبتنا في الفوز وقد شطبنا كلمة المستحيل من قاموسنا لحصد النتائج الإيجابية، لأننا في حالة نفسية جيدة وندرك جيدا ما ينتظرنا، كما أنه حان الوقت لنعيد للشلف هيبتها الضائعة. حظيت باستقبال مميز من الأنصار في لقاء تلمسان، هل من تعليق على ذلك؟ كنت سعيدا جدا وأنا أسمع الأنصار يرددون اسمي في المدرجات وقد تأثرت لوقفتهم معي، وحتى حين كنت بعيدا عن المنافسة حينما كنت ألتقيهم وكانوا يرفعون معنوياتي، وأتمنى أن تتواصل وقفتهم ويؤكدوا في اللقاءات القادمة أنهم إلى جانبنا خاصة أنها حاسمة وصعبة.