في تطوّر سريع للأحداث، تعاقدت إدارة النادي الإفريقي التونسي مع المدرب الكورسيكي فرانسوا براتشي الذي قاد مولودية الجزائر للتتويج بلقب البطولة الموسم الفارط حيث كان الفرنسي قد حل بمطار قرطاج الدولي عشية أول أمس مرفوقا بمناجيره وجلس مع مسؤولي الإفريقي إلى طاولة المفاوضات صبيحة أمس وتوصل معهم إلى أرضية اتفاق ووقّع على العقد الذي سيربطه مع الفريق الأكثر شعبية في تونس لمدة سنة واحدة، كما تم وضع بند في العقد يسمح لبراتشي بتجديد عقده لموسم آخر في حال إذا نجح في تحقيق الهدف الرئيسي الذي سطره مع المسؤولين والذي يتمثل في إعادة الإفريقي للتتويج بلقب البطولة والذي غاب عن خزائنه خلال الموسمين الأخيرين لما تنازل عنه مرغما للغريم الأزلي الترجي. تتويجه بلقب البطولة مع “العميد“ رفع أسهمه ويبقى الأمر المؤكد هو أن براتشي لم يكن يحلم بأن يحقق مثل هذه الصفقة وهو الذي لم يسبق له أن درّب سوى بعض الفرق المتواضعة في المغرب، بالإضافة إلى مولودية الجزائر في مناسبتين وشباب قسنطينة الذي قاده إلى الصعود وهو ما جعل كل العارفين بشؤون “العميد“ يؤكدون أن تتويج المدرب الكورسيكي بلقب البطولة مع مولودية الجزائر خلال الموسم المنصرم جعل أسهمه ترتفع كثيرا في سوق تحويلات المدربين ولو أن الحقيقة أن العمل الكبير كله قام به مواطنه ألان ميشال الذي كوّن فريقا قويا، والمولودية ضيعت عدة نقاط بسبب براتشي وكادت أن تضيع اللقب بسبب خياراته التكتيكية الخاطئة وتغييراته التي لم تكن مفهومة إطلاقا. التوانسة سألوا عنه بن شيخة الذي أشاد به كثيرا وحسب ما علمته “الهدّاف“ من مصادرها الخاصة، فإن مسؤولي النادي الإفريقي كانوا في مفاوضات جادة مع أكثر من مدرب أجنبي لخلافة بيار لوشانتير الذي أشرف على المنتخب التونسي خلفا للبنزرتي، لكن أوراق عدة مدربين سقطت في الماء بسبب عدم تحقيقها الإجماع بين المسيرين من جهة وبسبب مطالب البعض المبالغ فيها فيما يخص الجانب المادي، ولذلك فقد أستقر رأيهم على براتشي الذي أصبح يملك الآن سيرة ذاتية محترمة ولم تكن مطالبه المالية مرتفعة جدا، لكن حتى قبل أن يتم التعاقد مع المدرب السابق لمولودية الجزائر كان مسيرو الإفريقي قد اتصلوا بالمدرب الوطني لمنتخب المحليين عبد الحق بن شيخة الذي إعتذر لهم عن عودته بسبب ارتباطاته مع “الفاف“ واستشاروه بخصوص براتشي، وحسب المصدر نفسه فإن بن شيخة أشاد كثيرا ببراتشي وبطريقة عمله. سيبدأ مهامه بصفة رسمية هذا السبت وبعد أن وقّع على عقده صبيحة أمس، يكون المدرب براتشي تنقل في الأمسية إلى فرنسا حتى يجلب أمتعته وكل أغراضه الشخصية ليستقر في العاصمة التونسية. ومن المنتظر أن يحل براتشي مجددا في العاصمة التونسية صبيحة هذا السبت حتى يُباشر مهامه بصفة رسمية، وقد تعمّدت إدارة النادي الإفريقي برمجة مباراة ودية هذا الأحد أمام أحد فرق الدرجة الثانية التونسية حتى يتعرّف براتشي على نوعية اللاعبين الذين يضمهم التعداد ويعاين بعض اللاعبين الذين ترغب الإدارة في التعاقد معهم حتى يمنحهم الفرنسي الضوء الأخضر لذلك أو يفرض لاعبين جدد على الفريق. براتشي: “مسؤولو الإفريقي تفاجأوا كثيرا لما سمعوا أن المولودية استغنت عني” وفور توقيعه على العقد، اتصل بنا المدرب براتشي مباشرة من الفندق الذي حجزت له فيه إدارة النادي الإفريقي في حدود منتصف النهار وزف لنا الخبر بنبرة تحمل الكثير من علامات الارتياح والسعادة حيث قال لنا: “لقد حسمت مستقبلي ووقعت منذ قليل على عقد مع النادي الإفريقي التونسي لمدة سنة قابلة للتجديد في حال ما إذا حققت الأهداف المرجوة بعد مفاوضات يسيرة مع المسيرين. أنا سعيد جدا بثقة أحد أكبر النوادي في إفريقيا وفي الوطن العربي وحتى مسؤولي الإفريقي سعداء بي أيضا وأكدوا لي أنهم حققوا صفقة مربحة، كما تفاجأوا كثيرا لما استغنى مسؤولو المولودية عني رغم أنني كنت وراء إحراز فريقهم لتاج البطولة الوطنية بعد عشرية جافة”. “سأقود الفريق الأكثر شعبية في تونس، بعدما قدت الفريق الأكثر شعبية في الجزائر” وفي سؤال آخر عن الكيفية التي جرت بها الأمور حتى توصل إلى اتفاق نهائي مع مسيري الإفريقي، رد براتشي: “حتى أنا لم أصدق أن الأمور سارت بهذه السرعة، لقد اتصل أحد مسيري النادي الإفريقي بمناجيري وتأكد أن عقدي إنتهى مع المولودية فعلا ولذلك طلبت منه أن نتنقل إلى تونس لنتفاوض ولما وصلت سارت الأمور كما تمنيناه واتفقنا في ظرف قياسي... لذلك فيمكن القول إنني أتشرف بتدريب الفريق الأكثر شعبية في تونس بعدما درّبت الفريق الأكثر شعبية في الجزائر وقدته إلى اللقب. أتمنى فقط أن أعيد الإنجاز نفسه مع النادي الإفريقي ولو أنني أعلم أن الضغط وعملا كبيرا ينتظرني لتحقيق الهدف”.