أقل من أسبوعين يفصلاننا عن المباراة الودية التي سيخوضها المنتخب الوطني أمام نظيره الغابوني، وهي مباراة تدخل ضمن تحضيرات منتخبنا تحسبا لانطلاق تصفيات كأس إفريقيا 2012.. والتي ستنطلق في أوائل شهر سبتمبر المقبل، وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر لم يختر ناخبنا الوطني رابح سعدان مساعده الجديد المقرّر أن يخلف المساعد السابق والمقال من منصبه لمين كبير، إذ بالرغم من أنّ الصحافة المحلية تداولت أسماء عدد كبير من المدربين، سواء من الدوليين والموندياليين القدامى، أو المختصين، إلا أنّ سعدان يبقى مترددا في اختيار مساعد له، وقد لا يختاره إلى أجل مسمى حسب ما علمناه من طرف مصادر موثوقة، ومن الصدف أنّ العارضة الفنية للمنتخبين المحلي والأولمبي صارت هي الأخرى بأمس الحاجة إلى مدرب مساعد يساعد المدرب بن شيخة في مهامه، إذ وكما كشفنا عنه أمس فإن صفقة ضم المدرب عبد الكريم بيرة فشلت بعدما لم يتوصل والمسؤولين إلى اتفاق حول بنود العقد الذي كان من المزمع إمضاؤه. سعدان وسرّ كل هذا التردّد؟ والمعلوم أنّ المدرب سعدان لا يشغله شيء في هذا الوقت سوى عطلته الصيفية حتى يسترجع أنفاسه بعض الشيء بعد موسم شاق ومتعب خاضه مع المنتخب الوطني، ما يدلّ أيضا أنه غير مكترث بتاتا بفكرة تدعيم عارضته الفنية بمدرب مساعد آخر يخلف المُقال كبير، ويلتحق بالطاقم الفني الحالي الذي يضمه ويضم ذراعه الأيمن جلول زهير، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول سرّ هذا التماطل في تحديد المدرب المساعد وتعيينه كي يشرع في مهامه، لاسيما أنّ “الفاف” كانت قد قررت أن توسع كل الطواقم الفنية للمنتخبات الوطنية الثلاثة (الأول، المحلي والأولمبي). يرغب في الاحتفاظ بجلول فقط وربما يعود سرّ هذا التماطل في تعيين المدرب المساعد إلى رغبة سعدان في الاحتفاظ بجلول فقط، لأن فكرة ضم بعض الأسماء كانت مطروحة من قبل من طرف المسؤولين في الاتحادية الجزائرية، غير أنّ عدم موافقة سعدان على كل الأسماء التي اقترحت عليه، جعلنا نشك في أنه لا يرغب حقا في تدعيم العارضة الفنية بأي مدرب آخر، بقدر ما يرغب في الاحتفاظ بمساعده الحالي جلول زهير. أم يريد مساعدًا غير معروف؟ وقد يعود هذا التماطل أيضا إلى رغبة سعدان في إيجاد مدرب مساعد غير معروف على الساحة الكروية، مدرب لم يسبق له أن مارس كرة القدم من قبل، مدرب يشترط ألا يكون قد خاض المونديال من قبل، أو لعب إلى جانب بلومي وماجر وغيرهما، مثلما فعل عندما قام بجلب جلول منذ ثلاث سنوات تقريبا، حيث لم يكن أحدا آنذاك يعرف من أين أتى هذا الأخير، ولا غرابة إن أعاد سعدان الكرّة، وجلب مدربا آخر لم يسبق أن سمعنا به حتى يساعده في مهامه. عدم اتفاق “الفاف” وبيرة وضع بن شيخة في مأزق ومن الصدف أن المنتخب المحلي صار في أمسّ الحاجة الآن إلى مدرب مساعد، إذ وبعدما كانت توحي المؤشرات أنّ بيرة هو من سيساعد بن شيخة في مهامه، حدث ما لم يكن في الحسبان، ولم يحصل اتفاق بين بيرة ومسؤولي الفاف حول بنود العقد مثلما كشفنا عنه أمس، فوقع بن شيخة في ورطة وهو الذي كان قد ارتاح لقبول بيرة فكرة مساعدته في بادئ الأمر. هو بصدد البحث عن مساعدين وليس واحد وحسب الأخبار التي بحوزتنا فإن بن شيخة منذ أن بلغه خبر عدم الاتفاق بين الفاف وبيرة، شرع في البحث عن مدربين اثنين كي يساعداه في مهامه، وإلى حدّ الآن لم يهتد لإيجاد الأسماء المناسبة التي من شأنها أن تساعده في مهمته المستقبلية، والتي يتقدّمها بطبيعة الحال نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي سوف تنطلق في مطلع السنة المقبلة. لهذه الدرجة صار منصب المساعد منصبًا حسّاسًا؟ وإن كنا نرى أن كل طرف من حقه أن يحفظ حقوقه، فإننا نتساءل عن الأسباب التي جعلت من منصب المدرب المساعد منصبا حساسا للغاية، ففي المنتخب الأول صار تعيين المدرب المساعد قضية حقيقية، إذ أن كل الأسماء المقترحة على الطاقم الحالي كلها رفضت، وكلها كانت محل دراسة من طرف المعنيين بالأمر، يرفض فلان لأنه انتقد فلتان في دورة أنغولا، ورفض فلان لأنه قال كلاما غير جميل عن سعدان والمنتخب في جنوب إفريقيا، ورفض آخر لأن العلاقات بينه وبين الطاقم الحالي غير جيدة، وغير ذلك، لتطول العدوى المنتخب المحلي الذي يتواجد بمدرب وحيد منذ فترة، وقد يبقى كذلك إلى أجل آخر.