عبر رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة عن تفاؤله الشديد لدخول كرة القدم الجزائرية لعالم الاحتراف عن طريق أنديتها، التي بذلت -حسبه- جهودا كبيرة لتوفير كل الإمكانات اللازمة التي يتطلبها هذا العالم، مؤكدا على أن الاتحادية الجزائرية والرابطة الوطنية لكرة القدم مستعدتان لمساعدة كل الأندية التي تبدي استعدادها للالتحاق بمصاف الأندية المحترفة في الجزائر مستقبلا، من جهة أخرى قال إن الوقت الذي منح للأندية من أجل استيفاء كامل الشروط لدخول عالم الاحتراف كان قصيرا، لأن “الفيفا” هي التي اشترطت على كل الاتحادات المحلية أن تفرض نظام الاحتراف على أنديتها لتتمكن من المشاركة في المسابقات الدولية، القارية والإقليمية ابتداء من سنة 2011، وخلال كلامه مع القناة الإذاعية الثالثة ركز روراوة على ست نقاط مهمة في عالم الاحتراف وتحدث عن كيفية تطويرها ابتداء من الموسم المقبل. “سعيد بوصولنا إلى 32 ناديا محترفا“ أول نقطة خاض فيها روراوة كانت حول عدد الملفات التي قدمت على مستوى لجنة دراسة ملفات الاحتراف التي عينتها الاتحادية الجزائرية، لدراسة كل الملفات التي تضعها الأندية للموافقة عليها قبل ولوج الاحتراف، وقال إنه سعيد جدا لتمكن 32 ناديا جزائريا من استيفاء جميع الشروط والالتحاق بأول بطولة جزائرية محترفة، مؤكدا أن الاحتراف سيمكن كرة القدم الجزائرية من التطور وهو ما سيساهم في تقديم كرة قدم ذات مستوى رفيع يمكن الأندية الجزائرية والمنتخبات الوطنية من الحصول على أفضل النتائج في المستقبل القريب، وأعطى مثالا على ذلك النتائج التي حققها كل من وفاق سطيف وشبيبة القبائل في المنافسات الإفريقية، وقال: “شيء رائع أن نرى عددا كبيرا من الأندية الجزائرية تنجح في استيفاء شروط دخول الاحتراف، وهو ما سيساهم في تطور كرة القدم الجزائرية، ما من شأنه أن يساعد المنتخبات الوطنية والأندية لتحقيق نتائج أفضل في المستقبل القريب والدليل أن وفاق سطيف وشبيبة القبائل فهما ذلك ونتائجهما الأخيرة تتكلم وحدها”. “مصادر التمويل أهم عامل لنجاح الاحتراف” أما عن المصادر التي ستعتمد عليها الأندية الجزائرية لتمويل فرقها، فقد قال رئيس الاتحادية الجزائرية إن الإشهار سيكون من بين أهم المصادر التي يجب على الأندية واللاعبين أيضا الاستفادة منها، خصوصا على مستوى اللافتات التي سيتم وضعها داخل الملاعب أو على أقمصة اللاعبين أنفسهم، كما تحدث أيضا عن موضوع التذاكر حيث قال في هذا الشأن إن الاتحادية الجزائرية رفقة السلطات المحلية لكل بلدية، في إطار دراسة إمكانية استفادة الأندية من مداخيل بيع التذاكر التي تباع في كل مقابلة مع تحديد نسبة استفادة كبيرة من المداخيل لصالح الأندية، وطرح في نفس الوقت فكرة بيع الاشتراكات لصالح الأنصار مثلما هو معمول به في جميع أنحاء العالم، وأضاف: “أهم جزء من مداخيل الأندية سيكون عن طريق الإشهار في وسائل الإعلام الرياضية، وكذا بوضع لافتات الإشهار داخل الملاعب وعلى أقمصة اللاعبين، كما أن فكرة بيع الاشتراكات ستكون جيدة لضمان اكبر عدد ممكن من الأنصار”. “تنظيم الملاعب سيكون أولوية الأندية” أما عن مسألة تنظيم الملاعب وتوسيعها لاستيعاب عدد أكبر من الجماهير، فقد أكد روراوة أن هذا المشروع في يد الدولة الجزائرية التي تقوم بالدراسات اللازمة حتى تتم إعادة تهيئة جميع الملاعب التي تخص الأندية التي تنشط في القسم الوطني الأول، موضحا من جهة أخرى أن كل ملاعب أندية القسم الأول تتوفر على الأضواء الكاشفة وهو ما سيسمح بلعب المباريات ليلا، كما شدد على ضرورة استكمال جميع مراحل إعادة تهيئة الملاعب قبل بداية الموسم المقبل وأعطى مثالا على ذلك بملعب المحمدية بالحراش وملعب الخروب، وقال: “بالنسبة لموضوع إعادة تهيئة الملاعب الدولة الجزائرية تكلفت للقيام بالدراسات الفنية اللازمة حتى تتم إعادة تهيئة وتنظيم الملاعب قبل بداية الموسم القادم”. “احترام دفتر الشروط واجب لأن لجنة المراقبة ستنطلق في عملها بداية من الموسم القادم” كما أكد روراوة خلال حديثه للقناة الإذاعية الثالثة أن احترام دفتر شروط الاحتراف مهم جدا للأندية إذا أرادت أن لا تتعرض إلى العقوبات خصوصا وأن لجنة مراقبة حسابات الأندية ستنطلق في عملها بداية من الموسم القادم، وعبر في نفس الوقت عن استعداده لإعطاء المزيد من الوقت بالنسبة للأندية التي لم تكمل بعد ملفاتها بشكل نهائي خصوصا فيما تعلق الأمر ببناء الملاعب وترميمها وتوسيعها، مبديا سعادة كبيرة لتمكن عدد كبير من الأندية الجزائرية في وضع ملفاتها بشكل كامل وصحيح، وقال: “هناك عدد كبير من الفرق تمكنت من وضع ملفاتها بشكل صحيح وكامل، أما بالنسبة لأندية مولودية الجزائر، الحراش والخروب فلا يمكنني أن أطالبها ببناء ملاعب في ثلاثة أشهر”. “سنساعد الأندية على فهم الاحتراف وإيجاد مناصب عمل دائمة” من جهة أخرى، كشف رئيس الاتحادية الجزائرية عن برنامج خاص لتنظيم ملتقيات بحضور شخصيات تعمل في تسيير أندية أوروبية كبيرة حتى يتمكن رؤساء الأندية والمدربون من فهم معنى الاحتراف بشكل جيد وصحيح، وهو ما سيساهم -حسبه- في إيجاد مناصب عمل جديدة ودائمة داخل الأندية والتي من شأنها أن تساعد الفرق على العمل مثل باقي المؤسسات في شفافية مؤكدة، وقال: “سنعمل على مساعدة رؤساء الفرق والمدربين على فهم المعنى الصحيح للاحتراف وذلك بتنظيم ملتقيات بحضور عدة شخصيات كبيرة تملك تجربة طويلة في مجال تسيير الأندية وفهم معنى الشفافية، وكذا إيجاد مناصب عمل جديدة ودائمة لأن الفرق في حاجة إلى عمال يساعدونها في تنظيم عملها”