10 أيّام فقط تفصلنا عن انطلاق تربص المنتخب الوطني بالفندق العسكري لبني مسّوس، وأسبوعان فقط يفصلاننا عن المباراة الهامة التي ستجمعه بنظيره منتخب إفريقيا الوسطى لحساب الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا 2012... وهي المباراة التي سيكون فيها الفوز ضروريا لتدارك تعثر تنزانيا، والإبقاء على حظوظ التأهل إلى الغابون وغينيا الاستوائية قائمة، غير أنّ المعطيات في الوقت الرّاهن توحي أنّ مهمة الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة ستكون في غاية الصعوبة، إزاء ما يحدث للعديد من لاعبينا في مختلف البطولات الأوروبية مع أنديتهم، إذ أن هناك عناصر صارت خارج الحسابات بسبب الإصابات التي تعاني منها، وأخرى بسبب خيارات تكتيكية ومحدودية مستواها، وعناصر أخرى تشارك وتتلقى الهزيمة تلو الأخرى، وأخرى تعوّدت على تسخين كرسي الاحتياط، وهي كلها عوامل قد لا تخدم مصالح بن شيخة في بدايته، وقد لا تخدم مصالح المنتخب في هذه المباراة الهامة والهامة جدا، رغم أن العزاء الوحيد يبقى في العناصر التي تشارك وتتألق باستمرار مع أنديتها في سماء البطولات الأوروبية والعربية التي تلعب فيها. خسر ورقة زياني من البداية وقد يخسر ورقة الشاذلي ومن سوء حظ بن شيخة أنه خسر ورقة رابحة من الأوراق التي كان يراهن عليها، والأمر يتعلق بصانع الألعاب كريم زياني المصاب والمجبر على خوض عملية جراحية في أقرب الآجال، وقد يضطر إلى خسارة ورقة رابحة ثانية والأمر يتعلق بعمري الشاذلي الذي قد يغيب عن المباراة بسبب الإصابة التي تعرّض لها مؤخرا، وحتى إن عاد اللاعب في الوقت المناسب فإن مشاركته ستبدو مستبعدة لأنه يعاني من نقص فادح في المنافسة، جراء عدم مشاركته في عدد من مباريات ناديه “كايزر سلاوترن” الألماني مؤخّرا، وجراء غيابه المقبل عن التدريبات بسبب الإصابة، وهي عوامل لا تخدم بن شيخة بتاتا. لاعبون في خبر كان مع أنديتهم عامل آخر توحي كل المؤشرات أنه لن يخدم لا بن شيخة ولا “الخضر” ألا وهو عامل نقص المنافسة بالنسبة للعديد من اللاعبين، ونخص بالذكر صخرة الدفاع حليش الذي لم يلعب ولا دقيقة بعد في الموسم الجديد منذ انضمامه إلى “فولهام” الإنجليزي، ومعه مهدي لحسن الغائب عن أجواء المنافسة في “الليغا” الإسبانية مع ناديه “راسينغ سانتاندير”، حيث لم يلعب ولا دقيقة حتى الآن هو الآخر، ومعهما يأتي يبدة مكتفيا ب “75 دقيقة” فقط مع ناديه الإيطالي الجديد “نابولي” الذي أحاله مؤخرا مدربه إلى المدرجات وليس حتى على كرسي الاحتياط بسبب الانتقادات التي طالته وطالت الإدارة على ضمه إثر مردوده المحتشم في ظهوره الوحيد مع ناديه، ناهيك عن عناصر احتياطية أخرى لا تلعب بانتظام مع أنديتها في صورة المدافع بلعيد الذي لم يظهر كثيرا مع ناديه الفرنسي “سودون”. آخرون نتائجهم متواضعة ومتباينة مع فرقهم وفيما نجا البعض الآخر من كرسي الاحتياط، إلا أنهم يعانون من مشكل تباين النتائج مع أنديتهم، في صورة مصباح الذي كانت انطلاقته سيئة جدا مع “ليتشي” الإيطالي حتى الآن، ونفس الشيء بالنسبة لغزال الذي بعد فوز جيد مع ناديه باري في مطلع الموسم على جوفنتوس، تعثر مؤخرا في عقر داره، وذل أول أمس بخسارة ثقيلة على يد الإنتير، في مباراة ساهمت يده السحرية في خسارتها المهينة (تسبب في ركلة جزاء سجلها إيتو بعدما لمس الكرة باليد)، والأمر نفسه ليحيى عنتر الذي جاءت نتائجه مع بوخوم الألماني متباينة هذا الموسم رغم استفاقته وفوزه الأخير بثلاثية على “أرمينيا بلفيلد”. لحسن الحظ هناك من تسير معهم الأمور بشكل جيد ولحسن الحظ أن بن شيخة ستكون بحوزته أوراق أخرى رابحة تسير الأمور معها بشكل جيد مع أنديتها، سواء من حيث النتائج أو من حيث المشاركات، ونخص بالذكر على رأس القائمة بوڤرة الذي لا يكل وفريقه الاسكتلندي “غلاسكو رانجيرز” من الانتصار من جولة لأخرى في البطولة، بالإضافة إلى كأس اسكتلندا، فضلا عن تألقه أوروبيا في رابطة الأبطال الأوروبية، ناهيك عن مشاركاته الدائمة معه في كل إنجازاته، وفي صورة زياية المتألق مع إتحاد جدة السعودي، وبلحاج المساهم في الانطلاقة القوية لفريقه السد القطري في بدايته، وجبور الذي يمر بأزهى فتراته مع “آيك أثينا” في اليونان، وعبدون الذي اندمج بسرعة في ذات البطولة مع ناديه “كافالا”، ومجاني الذي صار عنصرا فعالا مع ناديه الفرنسي أجاكسيو بفضل صرامته في الدفاع والوسط، والذي حقق مشوارا طيبا في البطولة وكأس الرابطة الفرنسية معا، ولن نستثني بودبوز من ذلك رغم إقصاء ناديه سوشو المفاجئ من ذات المنافسة على يد لوهافر، لأن ما يقدمه اللاعب من صور ولوحات فنية كل أسبوع يرشحه لإعطاء الإضافة أمام إفريقيا الوسطى. “أوووف” عاد مطمور أخيرًا والأمر يريح المدرب تألق هؤلاء سيخفض نوعا ما من وطأة غياب العناصر المصابة، وغياب عناصر أخرى عن أجواء المنافسة، وتباين نتائج ومستوى لاعبين آخرين مع فرقهم، ولعل ما قد يخفف من وطأة ذلك أيضا عودة مطمور إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل، حيث شارك أول أمس في العشر دقائق الأخيرة من المباراة التي خسرها ناديه “بوريسيا مونشنغلادباخ” على أرضه أمام “سانت باولي”، وإن كانت الفترة قصيرة لتقييم ما قدّمه، إلا أن مجرد عودته في هذا الوقت بالذات سيخدم مصالح المنتخب قبيل لقاء إفريقيا الوسطى، بما أن الوقت سيكون في صالحه حتى يسترجع إمكاناته التي تجعل بن شيخة يراهن عليه، وتجدر الإشارة إلى أن مطمور كان قد غاب عن آخر مباراتين خاضهما المنتخب، أمام كل من الغابون وتنزانيا، وترك بغيابه فراغا رهيبا في التشكيلة. المحليون سيكونون في الخدمة ابتداء من الغد ولن يطرح المشكل بخصوص اللاعبين المحليين الذين سيكونون جميعهم في خدمة أنديتهم بداية من الغد، أي بداية من موعد انطلاق البطولة الوطنية في موسمها الجديد طبعة (2010/2011)، فحارسا المرمى زماموش وڤاواوي لن يكون هناك أي إشكال حول مشاركتهما منذ البداية مع فريقيهما مولودية الجزائر وإتحاد البليدة، والعيفاوي وجابو لن يكون أي إشكال حولهما أيضا، بما أنهما سيكونان ضمن التعداد الأساسي للوفاق مع انطلاق الموسم، مثلما كانا تحت الخدمة في مباريات رابطة الأبطال الإفريقية طيلة مشوارها. بن شيخة متعوّد على رفع التحديات في أحلك الأوقات وتكاد المعطيات تؤكّد لنا أن نصف التعداد يبدو في الخدمة بكامل قواه وطاقاته، والنصف الآخر خارجها، إما بسبب الإصابات أو نقص المنافسة جراء الجلوس على كرسي الاحتياط، وتباين النتائج والمشاركات مع أنديتهم، ومهما يكن فإن بن شيخة ورغم صعوبة المأمورية يبدو قادرا حسب العارفين بشؤون الكرة وحسب من يعرفونه جيدا على احتواء الوضع فور وصول اللاعبين جميعا إلى تربص العاصمة، ويبدو قادرا على شحنهم حتى يتمكنوا من الإطاحة بمنتخب مغمور لا حول ولا وقوة له في الحقيقة، فالرجل معروف بأنه رجل التحديات، وعلينا أن ننتظر منه أن يرفع التحدي رغم الإصابة التي يعاني منها هو الآخر، والألسن التي تطارده هنا وهناك والعين التي تلاحقه يوميا (أصيب في يده ووضع الجبس على إثرها).