“المستوى الذي ظهر به المنتخب أمام الغابون وتانزانيا صدمة عنيفة“ في البداية حدّثنا عن تجربتك مع فريق لخويا بالبطولة القطري؟ في البداية أشكر جريدة “الهداف“ على اهتمامها الكبير بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج سواء كانوا مدربين أو لاعبين. أما بالنسبة لسؤالك فأنا سعيد بتجربتي في البطولة القطري وهو تحدٍ كبير لأثبت نفسي بين المدربين الكبار، أعتقد أن الأمور تسير على أحسن ما يرام في أول تجربة لي في عالم التدريب، حيث تمكنت خلال بطولة كأس الشيخ جاسم وهي بطولة تنشيطية تقام قبل بداية البطولة من التغلب على أعرق الفرق مثل السد وصيف البطولة والريان بطل كأس الأمير والغرافة حامل لقب البطولة للموسم الماضي، لنتأهل بعدها للنهائي ولكن للأسف لم نستطع الفوز بالكأس أمام العربي. أما بخصوص بطولة البطولة العام فلقد مرّ عليها حتى الآن أربع جولات فزنا في ثلاث وانهزمنا في واحدة كانت أمام الغرافة، والفوز الأخير كان يوم الأربعاء الماضي أمام الوكرة بأربعة أهداف مقابل هدف، ونحتل حاليا الصدارة مؤقتا في انتظار ختام الأسبوع الرابع. هل أنت راضٍ عما قدمه الفريق حتى الآن؟ لست راضيا 100% ولكن الحمد لله الفريق في تطور مستمر ولن نكتفي بهذا القدر، أدرك أن فريقي ما زال لديه الكثير ليقدمه وأن هناك عملا كبيرا ينتظرنا، ولكن لا بد من التحلي بالصبر ومواصلة العمل. نملك فريقا جيدا يضم عناصر قوية، وإن شاء الله مع مرور الوقت سيتطور أداء الفريق بشكل أفضل مما نحن عليه حاليا ولدي ثقة في ذلك. هل تشعر بأن عليك ضغوطا من طرف المسؤولين عن فريقك بتحقيق لقب هذا الموسم؟ من طبيعتي أن أعمل في صمت ولا اعتقد أن هناك أي ضغوط. أي مدرب في العالم يطمح ويتمنى أن يفوز بالبطولات وأنا هنا من أجل تحقيق هذا الهدف، لقد قبلت مسؤولية تدريب الفريق وأدرك تماما أن المهمة ليست سهلة ولكن أنا على ثقة بإمكانيات فريقي وسوف أبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن الثقة التي وضعها فيّ المسؤولون عن الفريق. ما هو انطباعك عن البطولة القطرية بشكل عام؟ البطولة القطرية ليست سهلة كما يعتقد البعض، صدقني أن مستوى البطولة هنا جيد والبطولة قوية، الأندية القطرية تضم لاعبين على مستوى عال جدا وهناك لاعبون من أصحاب الخبرة الذين أضافوا الكثير للبطولة مثل أرونا ديندان، بكاري كوني وعبد القادر كيتا من كوت ديفوار ونذير بلحاج ومنصوري من الجزائر ومن كوريا الجنوبية تشو يونغ هيونغ ومواطنه لي جونغ سو وغيرهم من النجوم الكبار والأسماء المعروفة... لقد سبق لي أن خضت تجربة في البطولة القطري كلاعب مع الغرافة وأدرك جيدا أن الفوز بأي لقب يتطلب عملا جبارا وجهدا متواصلا . نعود للحديث عن منتخبنا الوطني والحدث البارز وهو استقالة المدرب سعدان من منصبه، هل تعتقد أن الاستقالة جاءت في وقتها أم تأخرت نوعا ما؟ في اعتقادي الشخصي كان على سعدان تقديم استقالته مباشرة بعد العودة من المونديال، لقد تأسفت كثيرا للطريقة والتوقيت الذي خرج فيه سعدان من المنتخب. اعتقد أن الفراق بين الاتحادية وسعدان لم يكن كما كان يجب أن يكون، لو استقال بعد المونديال لكان أفضل بكثير. كنا نأمل أن يعود المنتخب من جنوب إفريقيا بمستوى وأداء أفضل لكن حدث العكس أمام الغابون وتانزانيا، وهو ما كان صدمة كبيرة للجماهير وجميع المتتبعين الذين طالبوا وقتها باستقالة سعدان ونسوا ما فعله من قبل، رغم أننا كنا نتمنى أن يحقق الخضر نتائج أفضل في جنوب إفريقيا. هل تتوقع أنه كان بالإمكان المرور للدور الثاني بجنوب إفريقيا؟ نعم، نملك منتخبا قويا ولاعبين جيدين، ولكن كان ينقصنا تفعيل التكتيك خاصة على مستوى الهجوم، لقد ذهبنا لجوهانسبورغ من أجل تلافي الهزيمة وليس من أجل الفوز، خلال مباراتنا الأخيرة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية اكتفينا بالدفاع فقط باستثناء بعض الهجمات المحتشمة التي تعد على أصابع اليد، المنتخب وقتها ما كان لديه ما يخسره وأتصور أنه لو لعبنا بأسلوب هجومي وضغطنا على المنافس لكان بإمكاننا الفوز وخطف تأشيرة التأهل، ونفس الشيء حصل مع منتخب سلوفينيا الذي أتوقع أننا احترمناه أكثر من اللازم لنخرج من المونديال بنقطة يتيمة. اعتقد أن المشكلة التي وقع فيها المدرب هو أنه لم تكن هناك ردة فعل مباشرة بعد كل مبارة لتغيير أسلوب اللعب أو التكتيك، وهذا ما جعل المنتخب مطمع للمنتخبات المنافسة لنا وطريقة لعبنا محفوظة لدى الجميع. ما هو انطباعك عن الهزيمة أمام الغابون والتعادل مع تانزانيا؟ اعتقد أن الجميع يتحمّل المسؤولية بمن فيهم الاتحادية والمدرب واللاعبون. أنا شخصيا كنت أتوقع عودة قوية بعد المشاركة في كأس العالم، لكن اندهشت للمستوى الباهت الذي ظهر به المنتخب، أعتقد أن المشكلة التي واجهها المنتخب هي عدم مواصلة العمل والإكتفاء بما حققه في السابق وكأن المهمة انتهت... لم يكن هناك مواصلة في العمل وكأننا حققنا كل شيء. لقد عشنا نشوة المشاركة في المونديال ونسينا المستقبل، وهذا خطأ كبير وقع فيه المسؤولون، اعتقد أن هذا فكر الهواة وليس المحترفين. كثر كلام عن تركيبة المنتخب الوطني الذي تتكون تشكيلته من اللاعبين المحترفين في الخارج فقط، فما هو انطباعك كلاعب محترف سابق؟ للأسف هذه هي مشكلتنا، أتذكّر حتى عندما كنت لاعبا في المنتخب، وهذا الموضوع كان مطروحا بشكل مباشر أو غير مباشر. فلماذا هذه التفرقة بين اللاعبين، أتصور أن ما دام هؤلاء اللاعبون يملكون جواز سفر أخضر فهم أيضا يملكون الحق في اللعب للمنتخب، أين هو العيب إذا كان من يمثل المنتخب كلهم محترفين في الخارج ؟ أليس هؤلاء جزائريين؟ نحن بحاجة للاعبين يلعبون في أقوى البطولات الأوروبية ويتمتعون بمهارات عالية سواء كانوا محترفين أو محليين، المهم اللاعب الذي يتقمص قميص المنتخب تكون لديه القدرة لتقديم الإضافة والدفاع عن ألوان الجزائر، وإن كانت هذه السمة موجودة في اللاعبين المحليين ويملكون هذه القدرة فمرحبًا بهم في المنتخب. (نقاطعه) وهل تعتقد أننا لا نملك لاعبين محليين لديهم القدرة للدفاع عن ألوان المنتخب؟ لا، أنا لم أقل ذلك ولكن ما أقصده هو لماذا كل هذه الضجة والتفرقة؟ من هي أقوى البطولات الحالية هل البطولة الجزائرية أم الأوروبية؟ أكيد أنها البطولة الأوروبية، إذن هؤلاء اللاعبون المحترفون يملكون الخبرة أكثر. أنا لا أقلل من شأن اللاعب المحلي ومتأكد أن هناك لاعبين جيدين ولكن ليس كلهم. أعتقد أن من يقول هذا الكلام لا يبحث عن مصلحة المنتخب وإنما يريد فقط زرع الفتنة والبلبلة بين اللاعبين . لماذا لمّا تأهل المنتخب لكأس العالم لم يتحدث أي شخص عن هذه النقطة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ للأسف بعض الناس يبحثون عن أي تعثّر حتى يطعنوا الآخرين في إنتماءاتهم. ما هي النصيحة التي يقدمها بلماضي حتى يظهر المنتخب بمستوى ثابت ويتطور بشكل أفضل؟ نصيحتي المتواضعة أن لا نكتفي بما نصل إليه بينما يجب المواصلة والاستمرارية في العمل والعمل بجدية وبطرق احترافية حتى نصل لأفضل المستويات، يجب وضع استراتيجية علمية للارتقاء بالمستوى العام، لا بد من تطبيق الاحتراف، وأعتقد أن الاتحادية تتحمّل جزءا كبيرا في هذا السياق لأن اللاعب ما عليه إلا أن ينفّذ ما هو مطلوب منه، يجب أن تكون الاتحادية صارمة ولكن للأسف هذا الأمر غير موجود في ملاعبنا. لا بد من التفكير في المستقبل وليس تذكّر الماضي، صحيح أن كرة القدم لديها تاريخ وبصمة في مختلف البطولات العالمية والإفريقية، ولكن لا بد أن نفكر بجدية كيف نحقق نتائج أفضل. هل أنت مع المدرب المحلي أم الأجنبي؟ أنا لست مع ذلك ولا ذاك، أنا مع المدرب الكفء الذي يخدم المنتخب، صحيح أني لا أعرف عبد الحق بن شيخة الذي أتمنى له كل التوفيق والنجاح، ولكن أتمنى أن يكون هو الاختيار الأفضل. ما هي توقعاتك للخرجة الثانية للخضر مع إفريقيا الوسطى؟ قبل الحديث عن التوقعات اعتقد أن هناك طموحًا لا بد من الوصول إليه، المنتخب الجزائري قادم من المشاركة في أقوى البطولات العالمية ولا بد أن نلعب بعقلية الكبار وثقافة الفوز، أما عن توقعاتي فالمنطق يقول أن الخضر في أفضل رواق ولكن لا ننسَ أن منتخب إفريقيا الوسطى قادم من تعادل مهم أمام “أسود الأطلس“، ولذلك لا بد من توخي الحذر واحترام المنافس مع وضع طموح الفوز في عين الاعتبار.