سيخوض اتحاد العاصمة لقاء غاية في الصعوبة بعد غد عندما يتنقل إلى مدينة العلمة لمواجهة المولودية المحلية لحساب الجولة 23 من بطولة هذا الموسم، ولا يختلف اثنين على أن نقاط هذه المباراة غير قابلة للقسمة بحكم الوضعية الحرجة التي يوجد فيها الفريقان... وحسب ما وقفنا عليه بعد التقرّب من مدرب إتحاد العاصمة فإنه يحضر كل أوراقه من أجل الإطاحة ب “البابية” في عقر دارها والتأكيد على أن الإتحاد عاد بكل قوة ولا خوف عليه فيما تبقى من مشوار البطولة، لأنه ضيع بما فيه الكفاية ولا مجال لتضييع المزيد لأن البطولة دخلت مرحلتها الحاسمة حيث تريد كل الفرق حصد أكبر عدد من النقاط لتحقيق أهدافها المتباينة بين لعب الأدوار الأولى والبقاء في حظيرة الكبار. التحضيرات تتميز بجدية شديدة وما وقفنا عليه خلال تحضيرات رفاق دزيري طيلة هذا الأسبوع هو العمل بكل جدية من أجل العودة بالزاد كاملا من العلمة على الرغم من صعوبة المهمة، وبعد عودة عديد الأسماء إلى صفوف الإتحاد على غرار شكلام وخوالد بالإضافة بن علجية مهدي الذي يلتحق اليوم بتدريبات الفريق فإن هذا سيمنح المدرب سعدي عدة خيارات من أجل وضع التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها مباراة هذا السبت من أجل تحقيق الفوز. المعنويات مرتفعة وسعدي يسعى لاستغلالها ويتمتع اللاعبون بمعنويات مرتفعة حيث عادت روح الجماعة للفريق خاصة بعد التأهل في منافسة الكأس وتحقيق الفوز خارج الديار على حساب إتحاد الشاوية نهاية الأسبوع الفارط، وما لا شك فيه أن سعدي سيسعى إلى استغلال هذا العامل حتى يحضّر لاعبيه كما ينبغي لسفرية العلمة المحفوفة بالمخاطر لأنه يعلم بأن الأحسن تحضيرا من الجانبين البدني والنفسي هو الذي ستكون له الكلمة الأخيرة في الميدان. التركيز منصب على البطولة وحصد أكبر عدد من النقاط وكما أشرنا إليه من قبل فبعد التأهل في الكأس فإن تركيز الإتحاد منصب كله على البطولة حتى ينقذ الفريق ما يمكن إنقاذه خاصة أن زملاء دزيري ضيعوا نقاطا عديدة في مرحلة الذهاب، وبعدما اعتقد سعدي أن أشباله حفظوا الدرس جيدا عندما حققوا فوزا باهرا أمام شباب باتنة بسداسية نظيفة في أول جولة من مرحلة العودة فإنهم عادوا إلى نقطة الصفر بعد التعادل بطعم الهزيمة أمام الخروب ثم الخسارة في الدقائق الأخيرة في ملعب الوحدة المغاربية أمام شبيبة بجاية، فيما تبقى مباراة العلمة آخر فرصة لرفاق الحارس عبدوني للتدارك خاصة أنه لا تزال لديهم مباراة متأخرة أمام وفاق سطيف من أجل حصد أكبر عدد من النقاط. اللاعبون واعون بحجم المسؤولية ومن جهتهم فإن أشبال المدرب سعدي على أتم الاستعداد لمباراة العلمة من كل النواحي وهم الذين يدركون خطورة الوضع إذا تعثروا هذه المرة، وعليه فإنهم واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم لأن التعداد الثري الذي يضمه الفريق بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي وضعتها الإدارة بين أيدي اللاعبين لا تسمح لهم بلعب الأدوار الثانوية، وحتى المدرب سعدي أكد لنا عقب المباراة الأخيرة في أم البواقي على أنه لم يفقد الأمل في لعب الأدوار الأولى لأن كل الأوراق لا تزال في الميدان وهو ما حفز اللاعبين كثيرا حيث أكدوا لنا من خلال الاتصال بهم على أنهم يسعون للعودة بالنقاط الثلاث من العلمة ليردوا بطريقتهم على كل من شكك في قدرتهم على الذهاب بعيدا هذا الموسم في البطولة والكأس كذلك. وضعية الإتحاد صعبة في البطولة ولا مجال للخطأ لم يتوقع أشد المتشائمين قبل بداية الموسم أن يحتل فريق بحجم إتحاد العاصمة المرتبة 12 بعد مرور 23 جولة من البطولة، فالاستقدامات النوعية التي قامت بها إدارة الفريق بجلب أكثر من عشرة لاعبين في كل المناصب بالإضافة إلى التربص في مدينة “ليس” الفرنسية جعلت المتتبعين يتكهنون لرفاق دزيري بموسم كبير وعدم النزول تحت المراتب الأربع الأولى، لكن حقيقة الميدان أثبتت عكس ذلك لأن الفريق ضيّع نقاطا كثيرة كانت في المتناول سواء خارج الديار أو داخلها وفي كل مرة يعتقد سعدي أنه حقق الانطلاقة إلا ويعود للنكسات من جديد، وما ميز أكثر مشوار الفريق هذا الموسم هو كثرة التعادلات حيث وصل عددها إلى تسعة والمثير أنه في أغلبها كان الفريق يستحق الفوز. عليق حفّز لاعبيه بما فيه الكفاية أما فيما يخص رئيس الفريق عليق فإنه قد قام بكل ما عليه حتى يضع لاعبيه في وضعية مريحة وما يؤكد أنه يحرص على راحة فريقه هو تنقله إلى مدينة أم البواقي ومتابعة كل صغيرة وكبيرة هناك، و ما زاد اللاعبين تحفيزا أكثر هو جلوسه معهم أثناء إجراء اللقاء في كرسي الاحتياط وهو أمر لم يسبق لرئيس الإتحاد القيام به، وهو ما ساعد رفاق دزيري على تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور المقبل من منافسة الكأس ونزع عقدة الفوز خارج الديار في انتظار تجديد العهد مع الانتصارات خارج القواعد في منافسة البطولة والبداية من مولودية العلمة هذا السبت. منحة ب 6 ملايين “فيها بركة” تحفيزات كبيرة وضعتها إدارة الإتحاد للاعبيها حتى يحققوا نتيجة إيجابية في العلمة حيث حددت منحة الفوز ب 6 ملايين سنتيم وهي منحة معتبرة من شأنها أن تزيد اللاعبين تحفيزا على الرغم من أنهم واعون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وتحدوهم إرادة قوية من أجل العودة بالزاد كاملا من خارج القواعد حتى يؤكدوا على قوتهم وأن ما حدث لهم في الجولات الأخيرة ما هو إلا كبوة. وعلى عكس العديد من اللاعبين في الأندية الأخرى فإن لاعبي الإتحاد تلقوا كامل مستحقاتهم وبالتالي لا يملكون أي مبرر للإخفاق وفي حال تحقيقهم نتيجة إيجابية أخرى في العلمة وأمام شباب بلوزداد فإن الإدارة ستمنحهم الشطر الثاني من منح الإمضاء وهو ما ينتظره اللاعبون بفارغ الصبر. الإتحاد لم يحقق أي انتصار خارج الديار هذا الموسم وما يمكننا الإشارة إليه هو أن أصحاب الزي الأحمر والأسود لم يتمكنوا من تحقيق أي فوز خارج الديار هذا الموسم وهو ما يعكس الوضعية التي يوجد عليها الفريق حاليا والمرتبة التي يحتلها، لكن في الميدان الأمور مغايرة بحكم أن أداء اللاعبين لا يعكس النتائج التي حققوها وهناك من يعتقد أن الفوز على النصرية يعتبر خارج الديار لكنه ليس كذلك بحكم أن المباراة محلية ولعبت في العاصمة، أما فيما يخص الفوز على إتحاد الشاوية في ملعبه فهذا يدخل في إطار منافسة الكأس ولا علاقة له بالبطولة في انتظار الخبر السار في لقاء العلمة وما بعده من أجل تحقيق الوثبة قبل فوات الأوان. العلمة لم تحرز أيّ فوز في مرحلة الإياب آخر فوز للعلمة هذا الموسم يعود إلى شهر ديسمبر على أرضها وأمام جمهورها، حيث انهزمت في أربع لقاءات في البطولة ومباراة واحدة في الكأس، ولم تتمكن من الحصول على أيّ فوز. لكن النقطة الإيجابية في هذه الهزائم هو الإقصاء من منافسة الكأس التي أراحت كثيرا أبناء المدرب الهادي خزار، حيث سيتفرّغون للبطولة من أجل الخروج من منطقة الخطر، وربما يعوّلون على أول مباراة بعد الخروج من منافسة الكأس من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب الذي يؤهّلهم لضمان النقاط التي يتنافسون عليها على ملعبهم، وهو الأمر الذي يعتبر في غير صالح الاتحاد خصوصا أن أشبال سعدي أظهروا هشاشة في الكثير من المباريات بعيدا عن ملعب بولوغين. ----------------- شكلام وآيت واعمر خارج قائمة بن شيخة عرفت القائمة التي أعلن عنها المدرب الوطني للمحليين عبد الحق بن شيخة قبل لقاء ليبيا غياب اسم مدافع الإتحاد فريد شكلام بسبب خيارات المدرب ووسط الميدان حمزة آيت واعمر بسبب إصابته بتمزّق عضلي بحر الأسبوع الفارط أثناء تواجده في صفوف المنتخب، فيما احتفظ ب ريال علي الذي أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة بن شيخة وخوالد الذي يعتمد عليه كثيرا في وسط الميدان على الرغم من أنه ينشط في الجهة اليمنى من دفاع الإتحاد طيلة هذا الموسم. بن علجية يجري علاجًا عند لاحوسين دخل اللاعب بلال بن علجية في فترة نقاهة يريد من خلالها الوصول إلى المستوى الذي يؤهله لكي يستأنف التدريبات مع زملائه، اللاعب كان قد شعر بداية الأسبوع بآلام على مستوى الكاحل حالت دون مواصلته للتدريبات مع زملائه، ومن ثم الدخول في فترة علاج تحت إشراف طبيب الفريق عمر لاحوسين الذي منحه برنامجا بمعدل حصتين في اليوم ومن خلاله يريد اللاعب أن يكون جاهزا بداية الأسبوع المقبل من ثم يستطيع العودة إلى المنافسة الرسمية. وتدريبات في القاعة ولم يكتف اللاعب بن علجية الغائب عن اللقاءين الأخيرين ببرنامج العلاج مع طبيب الفريق، بل واصل العمل وفق برنامج آخر يهدف من خلاله البقاء في لياقة بدنية جيدة حتى لا يتأثر من فترة توقفه عن التدريبات العادية، ولهذا الغرض قام اللاعب بالتدرب بمعدل حصة واحدة في اليوم في القاعة التابعة للمعلب، وهو الأمر الذي سيمكنه من تعويض الغياب بتدريبات خاصة حتى يكون جاهزا عندما يستأنف التدريبات، ولا يبدأ من الصفر. -------------- بن علجية بلال:“انتظروني بعد لقاء العلمة، وأطلب من زملائي العودة بالفوز” كيف هي حالتك الصحية؟ كنت قد استأنفت التدريبات بعدما شعرت بتحسن لكن بمجرد عودتي إلى التدريبات عاودتني آلام خفيفة، وهو الأمر الذي جعلني استشير الطبيب وبعد الفحص تبيّن أنني بحاجة إلى بعض الراحة حتى أتمكن من العودة إلى التدريبات دون أدنى إشكال، كان بإمكاني مواصلة التدريبات، ولكنني رفضت المغامرة لأنني قد أدفع الثمن غاليا في المستقبل القريب ولذا فتضييع مباراة أخرى أفضل لي من اللحاق بمباراة واحدة وتضييع ما بعدها. كنت تبدو متحمّسا للعودة إلى المنافسة قبل أن تعاودك الآلام، فما هو شعورك الآن؟ من الطبيعي أن يتأثر اللاعب لمّا يحضّر نفسه للعودة إلى المنافسة وتعاوده الآلام، وبما أن الطبيب طمأنني بأن الإصابة ليست خطيرة، وهو ما جعل معنوياتي ترتفع من جديد ومتحمّسا للعودة إلى المنافسة قريبا، أنا أجري الفحوص والعلاج من أجل التواجد في المباراة المقبلة على ملعبنا، حيث أتمنى أن تكون لي الفرصة على أرضنا وأمام جماهيرنا التي نريد أن نعيد لها البسمة التي غابت عنها منذ مدة. إذن رسميًا ستغيب عن لقاء العلمة؟ أجل سأغيب عن لقاء العلمة ومن حسن حظي أنني لم أتدرب بعد أن عاودتني الآلام وإلا لكنت الآن في وضعية أعقد وقد أغيب مدة أطول من التي غبت فيها من قبل، ومن ثم فإنني سوف لن أتواجد مع زملائي في اللقاء المقبل، وأملي أن أكون جاهزا للمباراة الموالية التي لا أريد الغياب عنها كونها مباراة كبيرة أمام الجار شباب بلوزداد، وكل لاعب يريد لعب الداربي، لذا أتمنى أن أكون جاهزا وأساعد زملائي على تسجيل نتيجة إيجابية في تلك المباراة. لكن المباراة أمام العلمة محفوفة بالمخاطر كون المنافس في وضع لا يسمح له بالخطأ، فما قولك؟ أظن أن المباريات في مرحلة الذهاب كلها صعبة سواء تعلق الأمر بمنافس في وضعية غير مريحة أو بالنسبة لفرق في المراكز الأولى، كلنا نعرف أن هناك هدفين في البطولة لا ثالث لهما، فالفريق الذي يتواجد في وسط الترتيب يسعى لكي يكون مع الأوائل مع مرور الوقت، في حين أن الفريق الذي يتواجد مع أصحاب المؤخرة هدفه الأول والأخير هو الهروب من منطقة الخطر ولذا فالعلمة سوف لن تسهّل لنا المهمة ونحن أيضا لن نكون لقمة سائغة، وبالمناسبة أطلب من زملائي العودة بالفوز حتى ننهي فترة الأسابيع العجاف التي لم نحقق فيها انتصارات خارج قواعدنا. كنت قد أكدت رغبتك في لعب لقاء الكأس لو لا الإصابة، ربما سعادتك كبيرة بالتأهل الذي سيسمح لك بالمشاركة في الأدوار المقبلة؟ كل لاعب يريد لعب مباريات الكأس خاصة لمّا يكون اللاعب غائبا عن التشكيلة الأساسية منذ مدة، الفريق في وضعية لا تسمح بالخطأ وسعدت بالتأهل الذي عاد به زملائي من الشاوية، تمنيت لو كنت معهم، لكنني غبت عنهم وكما قلتم أملي أن أكون حاضرا في الأدوار المقبلة، وكما تعلمون مباريات الكأس هذا الموسم لها طعم خاص بالنسبة للاتحاد لأننا نريد الوصول على الأقل للنهائي حتى نتمكن من إنقاذ الموسم. تعني أن الاتحاد وضع الكأس نصب عينيه؟ أجل، فلم يبق لنا هذا الموسم إلا الكأس التي يريدها اللاعبون من أجل الرد على من شكّكوا في إمكانياتنا، نريد هذه الكأس حتى نهديها لأنصارنا المتعطشين للقب جديد، ونحن الشبان نريد تذوّق حلاوة التتويج بلقب ما، لأننا كنا شبانا وكنا نرى زملاءنا الحاليين يفرحون بالألقاب وجاء الدور لكي نفرح معهم بلقب ما ندخل من خلاله التاريخ ونحن شبان. لكن الكأس من الصعب وضعها كهدف، بما أن الأدوار إقصائية مباشرة؟ الاتحاد له تقاليد في الكأس، ولذا نحن نريد استغلال خبرة لاعبينا الكبار في السن، وحماسنا نحن الشبان من أجل الوصول إلى النهائي على الأقل، وإذا وصلنا إلى النهائي فإننا نكون حينها قد قطعنا نصف الطريق وعندها يبدأ التفكير الفعلي في اللقب، ولمَ لا ننهي الموسم أبطالا، ومن خلال هذا اللقاء يمكننا القول أن الاتحاد عاد إلى مصاف الكبار.