أولا : إن الزوجة من أهل بيت الرجل لأدلة صريحة من القرآن الكريم منها قوله تعالى عن سيدنا لوط عليه السلام : فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ [الأعراف : 83] فامرأة سيدنا لوط عليه السلام داخلة في أهله، وقوله تعالى عن سارة زوج سيدنا إبراهيم عليه السلام : قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ [هود : 73] وأهل بيت سيدنا إبراهيم عليه السلام هنا هي زوجته سارة، و قصة سيدنا موسى عليه السلام مع بنت شعيب عليه السلام في قوله تعالى : إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ [النمل 7] وأهل سيدنا موسى عليه السلام في الآية هي زوجته، وأدلة أخرى نكتفي بما سبق لأن الغرض هو إثبات أن الزوجة داخلة في أهل البيت وهذا بأدلة من القرآن الكريم. ثانيا : أن الزوجة من أهل البيت لأدلة صحيحة من السنة النبوية، منها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج فانطلق إلى حجرة عائشة فقال السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله لك فتقرى حجر نسائه كلهن يقول لهن كما يقول لعائشة " صحيح البخاري (256 ه) الجزء6 صفحة25″، وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعذرنا في رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا" صحيح البخاري (256 ه) الجزء3 صفحة146 "فهذه أدلة صحيحة من السنة النبوية على أن أزواج النبي هن من أهل بيته، والمصادر الأخيرة هي ملزمة لأهل السنة والجماعة، وكل شيعي يستدل بحديث الكساء الذي في صحيح مسلم نلزمه أو نرد إلزامه بهذين الحديثين. بعدما أثبتنا أن الزوجة من أهل البيت بأدلة من القران والسنة، لعل الشيعي الآن سيتهرب ويقول إنه يقر بكون الزوجة من أهل البيت لكنه لا يقر بدخولهن في الآية 33 من سورة الأحزاب، حينها نقول هذا أيضا مردود وسيتم إثبات أن نساء النبي من أهل بيته. ثالثا : يقول تعالى : (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) جاء في صحيح مسلم : أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء على فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، فالحديث صحيح ولا داعي لإكثار المصادر، لأن الخلاف في دلالة الحديث "فهم الحديث" لا في صحة الحديث. رابعا : لا ننكر دخول أهل الكساء (الرسول، علي، فاطمة، الحسن، الحسين) في قوله تعالى : (إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً) لكن ننكر تخصيصهم بالآية دون غيرهم، وهذا ما ادعاه الشيعي عندما قال (تثبت أنّ النبي حدّد هذا المفهوم في الآية بأصحاب الكساء) أقول بل كذبت على رسول الله، لأن الحديث يدخل أهل الكساء ضمن أهل البيت، ولا يجعل الآية خاصة بأهل الكساء دون غيرهم. خامسا : إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات من أهل البيت في الآية، وهذا بقرينة السياق يقول الله عز وجل : يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً [30] وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً [31] يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً [32] وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [33] وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً [الأحزاب : 34] فالآيات من 30 إلى 34 كلها في نساء النبي فلا حجة للشيعة بإخراج نساء النبي من أهل البيت ؟ لأن السياق كله فيهن قبل وبعد. سادسا : الدليل الثاني على دخول نساء النبي في الآية : أنهن سبب النزول، فبعد نزول الآية جمع النبي أهل الكساء ودعا لهم، ومنه فالآية سبقت الحديث وهذا دليل على أن حديث الكساء ليس سبباً للنزول، وسبب نزول الآية هن نساء النبي. سابعا : قول الشيعي (إن الرّوايات المتواترة في كتب الفريقين سنّة وشيعة) أقول بل كذبت، بالنسبة لكتب السنة فالحديث له طريقان طريق عائشة في مسلم، وطريق أم سلمة في السنن، فأين التواتر المزعوم ؟ أما من كتب الشيعة فلا يوجد لديهم ولا حديث متواتر عن رسول الله، بل كلها أحاد على فرض صحتها.