فيما نقل من الأخبار عبر بعض المواقع الالكترونية جاء ماسنقص حكايته في هذه الأسطر المعدودة: بالشعوذة، وقراءة الحظ، وادعاء معرفة الغيب يتصدى حزب ديني إسرائيلي لمنافسيه في الانتخابات العامة المقررة غدا الثلاثاء. هذه هي الوسيلة التي لجأت إليها حركة ''شاس'' الدينية المتطرفة لمواجهة الصعود المفاجئ الذي تظهره استطلاعات الرأي لحزب ''إسرائيل بيتنا'' اليميني في إطار السباق نحو البرلمان (الكنيست). فلم يكد يمر يوم من أيام الحملة الدعائية التلفزيونية للحركة دون أن يظهر الحاخام المشعوذ ''بابا باروخ'' المعروف بشعبيته في قراءة الحظ وادعاء معرفة الغيب؛ لتحذير المشاهدين من التصويت لزعيم ''إسرائيل بيتنا'' أفيجدور ليبرمان. وعزا باروخ تحذيره إلى أن ليبرمان يأكل الخنزير، ويأكل في مطاعم لا تلتزم بتعليمات الحاخامية الكبرى في إعداد الطعام، واعدا كل من يصوت لصالح ''شاس'' بالعمر المديد وبركات الحياة. ونقلت عنه صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية قوله: إن من يصوت ل''شاس'' سيحصل على الأجر من السماء, بينما من ينتخب ''إسرائيل بيتنا'' فإنه ينتخب الشر والشيطان، وسيعاقبه الله على ذلك، على حد تعبيره. وقد لايهمنا من أمر القوم شيء نجح الدين عندهم أو أفلحت العلمانية، لأن الكل بعد هذا سيتحد على أكبر الأهداف لديهم''أرض الميعاد'' ، الممتدة عندهم من النيل إلى الفرات، ضد أكبر عدو يجابهونه وهم الفلسطينيون ومن يسندهم من أصحاب البشرة السمراء أو البيضاء،كما لا يهمنا ماذكرته هذه الأنباء حسب تحقيق بثته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي قبل ثلاثة أشهر- من أن عددا كبيرا من زبائن باروخ من النساء، وتحديدا العوانس اللواتي يبحثن عن عرسان، وكثير من المصابين بالأمراض الخطيرة يتوجهون إليه للحصول على ''بركته''، ولمعرفة ما ينتظرهم. ورغم أن هذا الجمهور يتصف جميعهم بقصر الذاكرة؛ حيث كثيرا ما يتبين أن توقعاته ليست في محلها؛ ومن ذلك أنه في عام 1996 ظهر باروخ على شاشات التلفزيون وادعى أن الرب أبلغه أن السياسي شمعون بيريز سيتغلب على منافسه بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة، وكانت النتيجة عكس ذلك فإن الذي يدعو إلى الدهشة ويثير الاستغراب، والذي يعد حقا من المفارقات أن معظم من يتوجهون للحاخامات المشعوذين في إسرائيل بشكل عام هم من العلمانيين وليسوا من المتدينين تحديدا، ومن مختلف الطبقات. ولعل الذي يعلق في أذهان معظم الإسرائيليين هو التقاط كاميرا التلفزيون الإسرائيلي صورا لرئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الخارجي (الموساد) الأسبق، داني ياتوم، وهو يهم بدخول منزل الحاخام الراحل كدوري، أحد أبرز حاخامات الشعوذة في القدسالمحتلة؛ لمعرفة مستقبله بعد أن تقاعد من الموساد وقرر خوض غمار السياسة. فهل حب الإنسان معرفة ماسيحصل له في المستقبل ، وخوفه من المجهول الذي ينتظره هو الذي يؤزه أزا لخوض غمار عالم الدجل والشعوذة لاستعلام دجاجلة الدين قبل أن يجمعه الغد بدجاجلة السياسة أم أن تفسير هذا الفعل يحتمل وجها آخر ؟