اشتُهر أجدادنا بالفَراسة، وآباؤنا بالفروسية، واشتهرنا نحن بأننا فرائس، لهذا يُقال منحنَى تاريخي فهو متقوِّس كظهر شيخٍ نجديّ هرِم، وليست صدفةً أن يتنكّر الشّيطان للكفّار بزي "شيخ نجدي" فلا فرق بين الشياطين وشيوخ نجد، وقد أزدري بلدي من قمة رأسها إلى أخمص قدميها، ولكنّني لن أرحّب بأي أجنبيّ يشاركني هذا الشعور، وكلّما زادت تكاليف شيء نقص الاقبال عليه، إلاّ الحياة في الجزائر رغم الغلاء نحن نتكالب عليها. ونحن نعيش أزهى عصور الحرية حيث يمكنك ان تضيف أي شيء للساندويتش طالما ستدفع ثمنه ويمكنك ان تنزع أي شيء من المكونات الأساسية فيه طالما ستدفع نفس الثمن، وهذا ما يفسر عدم تأثرنا بارتفاع او انخفاض أسعار النفط لهذا لا تقاس الحرية عندنا بالإمكانيات المتوفرة او الخيارات المتاحة او المسؤولية المترتبة بل تقاس بكمية الجبن في الساندويتش او بالمتر قماش تحت الركبة او فوقها، فالعالم خصص للموضة دور ازياء ونحن خصصنا لها مراكز العلم ودور العبادة وهنا دعني اسالك كم كان سعر البرنت الخام عند نهاية التداول و اقفال بيتزريا الحي اليوم ؟ وعندنا أنت حر في اختيار الصدر او الفخذ لكن لا تختار الدجاجة ومع هذا الطبيب ينصحني بالتعديل على الاكل لأسباب صحية، وبعض الدول تعدل على الساعة لأسباب جغرافية، اما دولتنا فتكتفي بالتعديل على الحكومة لأسباب مجهولة، لذلك سأبدل الفخذ بالصدر ولن أبدل الدجاجة ولا حتى التوابل لأنها من العادات والتقاليد وثوابت الامة. وسأعدل أيضا على المقال وأجعل له مقدمة ثانية، فلقد نسيت ان اقول لك ان اكبر صدمة للرجل هي حين يكتشف ان الجنس يختلف عن ما في الافلام الإباحية، وللمرأة حين تكتشف ان الحب يختلف عن ما في الافلام الرومنسية، وللسعودية حين تكتشف ان محاربة الارهاب تختلف عن ما في افلام ام بي سي أكشن، وبهذا يكون هذا المقال بمقدمتين رغم اننا لا نحتاج للمقدمات اصلا فهو كوزارة الخارجية منصب واحد برجلين للإعراب عن صمت والتزام الحياد ..المقال انتهى هنا يمكنك ان تعيد قراته او ان تنتقل للمقال الذي يليه ..شكرا