حضور "سنبل" والفخراني وغياب نور الشريف هل ينجح إبراهيم صدّيقي في مهمّته؟ تتّجه الأنظار، مساء اليوم، إلى عاصمة الغرب الجزائري؛ حيث سيُرفع الستار عن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، العائد بعد غياب قصير، بآمال كبيرة. ويشارك في المسابقة الرسمية 38 فيلمًا من 17 بلدا عربيا، بينما ستكون تركيا ضيف شرف المهرجان. محمد. ح
من المفارقات أن مهرجان وهران للفيلم العربيّ ظلّ يُعقد كلّ سنة، منذ انطلاقته عام 2007، بمناسبة تظاهرة "الجزائر عاصمة للثقافة العربية"، حتّى وإن لم يستقرّ في تاريخ محدّد، ولم يتوقّف إلاّ في عهد وزيرة الثقافة السابقة نادية لعبيدي (دورة 2014). أيًّا كانت الأسباب التي دعت إلى تأجيله، فإن التاريخ سيحفظ بأن الحدث السينمائي غاب في عهد الوزيرة الآتية إلى قصر هضبة العناصر من عالم الإخراج السينمائي، وكانت المساهمين في تأسيسه، إلى جانب محافظه الأسبق حمراوي حبيب شوقي. إذن، سقطت دورةٌ واحدة من رزنامة المهرجان، وسط حديث عن السعي لإطلاق دورة استثنائية ثانية، خلال هذه السنة، بقسنطينة "عاصمة الثقافة العربية"، وهو الأمر الذي لم يُحسم بعد. أيًّا كان، يعود المهرجان السينمائي إلى وهران بطاقم جديد، يترأّسه مدير الأخبار السابق بالتلفزيون الجزائري، الشاعر إبراهيم صدّيقي، الذي لم يُعرف عنه سابق اشتغال أو اهتمام بالفن الرابع، لكنّه يحظى بالمقابل- باحترام في المشهد الثقافي والفني ويُشهد له بالخبرة والكفاءة والمهنية. ومع هذه العودة، تعود آمال عريضة أقلّها إعادة وهران إلى واجهة السينما العربية وبعث الحياة في مشهدها السينمائي الذي يتحرّك لأيّام معدودة، خلال المهرجان، ثمّ يتوقّف بعدها، حيث تظلّ قاعات السينما، على قلّتها، مغلقةً طيلة أيّام السنة. ويعوّل المهتمّون على أن تشكّل إعادة بعث المهرجانات السينمائية العديدة على المستوى الوطني أحد المحفّزات لتأهيل قاعات السينما. وهو الرأي الذي يتبنّاه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي قال إن مهرجان وهران أتاح تأهيل وعصرنة ثلاث قاعات للسينما وهي "المغرب" و"السعادة" ومتحف السينما لوهران "سينيماتيك"، مذكّرًا بأنه من بين 400 قاعة سينمائية بالجزائر؛ لا تزال نحو 95 بالمائة منها مغلقة وغير مستغلّة. على الصعيد الفنّي؛ يُنتظر أن تشارك في المسابقات الرسمية للمهرجان، الذي اختار شعار "الواقع في دور البطولة"، 17 دولة عربيّة ممثّلة ب12 فيلمًا روائيًّا طويلاً و14 فيلما روائيا قصيرًا و12 فيلما وثائقيا. ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الناقد السينمائي اللبناني الشهير، إبراهيم العريس، الذي يخلف المخرج المصري علي بدر خان، الذي اعتذر عن السفر إلى الجزائر، بسبب وعكة صحيّة، وتضمّ اللجنة أيضًا كلاّ من باية الهاشمي من الجزائر وكمال كمال من المغرب وزهرة مصباح من ليبيا، إلى جانب خالد الزدجالي من سلطنة عمان ومحمد باسوتسو من تركيا. في حين يرأس المخرج محمد حازورلي لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الوثائقية الإعلامي نور الدين عدناني. ويحتفي المهرجان، الذي يستمرّ إلى غاية 12 جوان الحالي، بالسينما التركية التي تشارك بثلاثة أفلام من بينها "حلم الفراشة"، الذي حصل على عدد كبير من الجوائز في مهرجانات عدة؛ حيث تحظى السينما التركية بركن ضيفة شرف الدورة وذلك باستضافة بعض وجوهها وصناعها على غرار الممثل سليم بايراكتر المعروف فنيا باسم "سنبل أغا" من خلال مشاركته في المسلسل التاريخي التركي "حريم السلطان". كما يكرّم المخرج الراحل عمّار العسكري وسيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة. ويسجّل المهرجان حضور نخبة من الفنانين العرب؛ على غرار يحيى الفخراني ومحمود حميدة وليلى علوي، في حين اعتذر الفنان نور الشريف الذي يشارك فيلمه "بتوقيت القاهرة" في المسابقة الرسمية، بسبب ارتباطه بإجراء بعض الفحوصات الطبية. ويوسّع المهرجان فعاليات دورته الحاليّة إلى الولايات المجاورة لوهران، من خلال تنظيم قوافل سينمائية وعروضاً في سيدي بلعباس مستغانم وعين تموشنت. كما يشهد المهرجان، بالموازاة مع العروض السينمائية، تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والإعلامية أبرزها الملتقى الدولي "السينما والرواية" وصالون السينما والتلفزيون.