1 – الحريق (لا علاقة له بدار السبيطار) لطالما كانت علاقتنا بالجذر اللغوي "ح-ر-ق" علاقة تصدير واستيراد فقد استوردنا سياسة الأرض المحروقة والنابالم الحارقة أيام الاستعمار وصدرنا بواخر المحروقات وزوارق الحراقة بعد الاستقلال، ولولا حالات حرقة الأعصاب في أيام مباريات كرة القدم لقلت أن أول استخدام غير معد للتصدير في الجزائر لهذا الجذر هو المناداة بحرق الكتب الدينية كتب التفسير وكتب ابن تيمية. نحن لا نبحث عن اعتناق أفكار تسير بعقد دينية تسمح بحرق الطيار حي ولكن نبحث على الركوب بأي عقد بحرية تسمح لنا بأن نحرق مع التيار للحياة، ولا أحد منا يراهن على التدين إلا المتسولون أمام المساجد ولا أحد يراهن على التمدن إلا المتسولون أمام المطاعم، فوحدهم هم يعرفون حقيقة انتماء هذا المجتمع، أما نحن الذين يحسبنا الجاهل مواطنون من التعفف فآفة الدين عندنا قبل أن تكون في علمنا وعملنا به هي في إدراكنا لمقاصده وغاياته فتضييعنا للمقاصد جعل المساجد التي كانت جوامع تجمع الناس للخير وجامعات تخرج العلماء والرياضيين والفلاسفة إلى مجرد صالات أيروبيك لممارسة الرياضة، وحولها من مراقد للأولياء والصالحين إلى مراقد لكسالى الصائمين في رمضان الذي ضاع بدوره مع ضياع مقصده من أن يحس الغني بالفقير إلى أن يغتني من بيع لحوم الحمير. ومن يشاهد العالم الآن يعتقد أن اول ما أنزل في القرآن اذبح لا اقرأ وأن النبي كان جزارا لا تاجرا وأن مهمة المتدينين ليست إرشاد الناس إلى هداية الله بل إرسالهم إلى عذابه، بينما يحارب الشرق لأجل من فوق السماء يحارب الغرب لأجل ما تحت الأرض فأتباع دين المنفعة لا يفرقون بين من يعبد الله (أهل البترول) أو من يعبد إنكولانكولو (أهل الماس) أو من يعبد قرون استشعار أنثى صرصور الحقل (مادام أهل ثروة ما) ومتخلف عاجز عن حماية نفسه وحمايتها. يتبع …