تكسرت أحلامنا على صخور الفساد والتطرّف، فتحولت إلى حبات وهم ملقاة على شواطئ الخيبة تعبث بها رياح الحقد فتلقح قلوبا قاسية، فيجهض العقل والمنطق وتحمل أوطاننا سِفَاحّا وتضع جيلا عدميا يترهبن في معابد الموت والدمار … كتائب الذبح تولي وجوهها شطر الأفق الرمادي حيث تتجمع السحب السوداء منذرة بموسم الفتن، يبتهلون الطاغوت ويعدونه بقرابين الدم .. انقلبت الموازين وحرفت شريعة الله فتحول عيد الفطر بسحر الحقد الأعمى إلى عيد أضحى! هوس البغدادي ومن قبله كابوس ابن لادن بإقامة خلافة الوهم جعل أبناءنا قرابين تنحر تقربا لأرباب التقسيم الجديد وأحفاد سايس بيكو … إنه موسم الحصاد المر، الآلة الوحيدة التي نستطيع الكتابة عليها بكل ثقة صنع في العالم الإسلامي هي آلة الاٍرهاب والدمار! إن شبح الموت يرقص على جثثنا من بغداد إلى جنوبسيناء وكأننا كتبنا رسالة وداع لهذا العالم وقطعنا الحبل الذي يربطنا بحضارة الإنسان. إنني أسمع لعنات جيل لم يولد بعد، يلعن فشلنا في إقامة دول المؤسسات وإنشاء مجتمعات متزنة يحيا فيها الإنسان ! سيسأل أحفادنا عن سر إخفاقاتنا وسبب نزولنا من قطار التاريخ في محطة اليأس والجمود. لأول مرة في تاريخ البشرية يرى الإنسان على المباشر صوتا وصورة الحقبات التاريخية السوداء بربريتها وهمجيتها والمسلم هو من يتقمص الدور بكل براعة وإتقان، تجز الرؤوس أمام عدسات الكاميرات عالية الجودة وتحت صيحات الله أكبر، كنا نسمع عن وحشية أتيلا وجنجيس خان ها نحن نعيش بربرية الأسد والسيسي! إن كانت وحشية الأولين بنت الإمبراطوريات فبربرية رؤسائنا حطمت الأوطان… تزوج الفساد بالتطرف فكانت شر أمة أخرجت للناس، فدولة البغدادي هي بنت حكامنا …. ببقائهم هي باقية وتمتد.