حاورته: سهام حواس بزغ نجم الإعلامي الشاب سفيان مراكشي كواحد من الإعلاميين الشباب الذين أطلقوا العنان لموهبتهم عبر أثير الإذاعة الوطنية، رفع سقف التحدي عاليا ليثبت أن قول الكلمة وصنع الرأي يحتاج لعقل يفكر وموهبة تستحق أن يحجز لها مكان ضمن الكبار. كيف كانت الانطلاقة ومتى بدأ صوت سفيان مراكشي يبحر عبر الأثير ؟ انطلاقتي الإعلامية بدأت منذ 2009 حينها سنحت لي الفرصة دخول مبنى الإذاعة الوطنية كانت أمنية أدركت صعوبة تحقيقها منذ البداية لكن إصراري كان كبيرا في أن أكون واحدا من الإذاعيين الجزائريين، رفعت التحدي لكي أضمن مكانا لي في ذلك الوقت رفقة طاقم القناة الأولى، وضعت التميز هدفا نصب عيني وبعد ثلاثة أشهر فقط استطعت الفوز بمسابقة نجمة للإعلام التي أثبتت بها أنني أستطيع أن أبعث صوتي عبر الأثير لكل البيوت الجزائرية وأنا على ثقة بإمكانية تقديم الجديد والمفيد والعمل المتكامل. ولماذا الإذاعة تحديدا ؟ الإذاعة عشقي الأول والأخير رغم أني فكرت في الالتحاق بالتلفزيون أو الصحافة المكتوبة إلا أن سحر الإذاعة والميكروفون كان أقوي من أي سحر آخر، التحقت بقسم الأخبار وعملت في الإنتاج، قدمت العديد من الروبوتاجات داخل الجزائر العميقة عبر حصة رهانات التي استطعنا خلالها الوصول إلى عمق الجزائر، جبنا 20 ولاية كل تلك التجربة الغنية منحتها لي الإذاعة التي تمنحني الحافز دوما لأبدع وأقدم الجديد. هل يحد انتماؤك للقطاع العمومي من حريتك في التعبير ؟ لا أعتقد أن حرية التعبير مرهونة بالقطاع العمومي أو الخاص في التلفزيون أو الإذاعة، هناك خط مرسوم لا يمكن تجاوزه لكن هذا لا يعني أن القطاع العمومي أقل حرية لأننا نعالج الكثير من القضايا والظواهر التي تعشش في المجتمع دون أي وجل، من جهة أخرى أعتقد أن القطاع الخاص له جانب من الحرية قد تكون أكثر بحكم ظروف معينة أو توجهات أصحاب تلك القنوات، أما هامش الحرية فيتفاوت من وسيلة لأخرى، ويضيق ويتمدد من منبر لآخر، والحقيقة أن الصحف الكبيرة أو القنوات الإعلامية الكبيرة في الجزائر تمنح للصحفي قدرا كبيرا من الحرية، فبقدر ما تمنحه من حرية للصحفي بقدر ما تصنع التميز. وما رأيك في التعددية الإعلامية وبروز ظاهرة الجرائد المتلفزة ؟ الانفتاح الإعلامي أو التعددية الإعلامية في الجزائر ظاهرة صحية يجب تشجيعها، فكلما تنوعت مصادر الأخبار تنوعت معها أراء وأفكار الشارع الجزائري، لكن يبقى ذلك التعدد مرهونا باحترام الآخر فالصحافة مسؤولية قبل أن تكون حرية، ولبلوغ النجاح على القنوات الفضائية يجب قطع أشواط كبيرة في تكوين الصحافيين في هذا المجال لتكوين خزان بشري يعتمد عليه، فالقطاع الإعلامي اليوم مرهون بتكوين رجاله قبل أي شي آخر وهو ما حرص عليه الوزير حميد قرين الذي خصص ميزانية كبيرة لتكوين الصحفيين في القطاع العمومي، والجزائر معروفة بوجوه إعلامية بارزة وأسماء كبيرة بحيث تعد الجزائر من أهم البلدان المصدرة للكفاءات الإعلامية في الوطن العربي. أن تكون مراسلا صحفيا معناه أن تتقيد بخط القناة التي تعمل لصالحها حتى وإن اختلفت مع مبادئك ؟ مهنة المراسل الصحفي هي من أصعب المهن الإعلامية وأكثرها ثقلا فالمراسل الصحفي ملزم بتتبع كل ما يحدث وإرساله إلى القناة التي يتعامل معها، والمشكل أن الكثير من القنوات الأجنبية تفرض نوعا معينا من الأخبار على مراسيلها لتغطيته، لكني أنا كمراسل قناة الميادين أعمل على توجيه أنظار المشاهد العربي لما يحدث في الجزائر وفق مبادئي التي أؤمن بها ولا يمكنني بأي حال من الأحوال إرسال صورة سلبية عن الجزائر، أعتقد أن المراسل الصحفي يحمل على عاتقه مهمة "حماية الجزائر" خاصة في ظل التوترات التي تحصل في المنطقة العربية، فالإعلام اليوم قادر أكثر من أي وقت مضى على صد أي هجمة قد تتعرض لها البلاد.