نورالدين ختال أفشلت الجزائر أمس مشروعا مصريا- إماراتيا لتسليح الجنرال الليبي خليفة حفتر، مجنبة بذلك الشعب الليبي الشقيق تداعيات تبني الخيار العسكري لحل الأزمة في البلاد، وذلك خلال أشغال اجتماع للمندوبين الدائمين بجامعة الدولة العربية. واشتمل الرد الجزائري على تصريح تفسيري حول الفقرة الرابعة من القرار والخاصة بمساعدة ليبيا عسكريا، حيث طالبت الجزائر بأن يندرج هذا المطلب ضمن السياق السياسي والحل التوافقي المنشود من قبل المجتمع الدولي باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية من خلال الحوار التوافقي بين الأشقاء الليبيين بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مواجهة التحديات والمخاطر. واشتمل القرار على تصريح تفسيري من الوفد الجزائري حول الفقرة الرابعة من القرار والخاصة بمساعدة ليبيا عسكريا، حيث طالب الوفد الجزائري بأن يندرج هذا المطلب ضمن السياق السياسي والحل التوافقي المنشود من قبل المجتمع الدولي باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية من خلال الحوار الشامل التوافقي بين الأشقاء الليبيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مواجهة التحديات والمخاطر باعتبارها المؤهلة للقيام بالمهام السيادية لكل جيش وطني والمساهمة الفعالة في محاربة الإرهاب وبالتالي الحصول على الدعم والمساعدات الأمنية والعسكرية. وهذا التفسير الذي جاء عكس ما تشتهي الإرادة المصرية، الإماراتية، الأردنية التي كانت تسعى لتسليح حكومة "طبرق" على حساب المؤتمر الليبي العام وحكومة طرابلس، بينما الجزائر تصر على تسليح حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، وهذا الطرح يقطع أحلام الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بتولي رئاسة الجمهورية تحت نيران دبابات الجيوش العربية، كما فتح هذا التحفظ الباب أمام الحلول السلمية التي كانت ولا زالت ترافع من أجلها الجزائر خلال اللقاءات الليبية التي تمت بفندق الأوراسي، وأشار التفسير إلى ضرورة الحوار الشامل التوافقي بين الأشقاء الليبيين، بينما يفضل الطرف الأخر تسليح جماعة حفتر وحل الخلافات عن طريق السلاح. وعقد مجلس الجامعة العربية صباح أمس، اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الأردن، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وسبل مواجهة الإرهاب، وحضر الاجتماع كل من وزير خارجية ليبيا، محمد الدايري، والأمين العام للجامعة العربية. وكان مندوب ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية عاشور بوراشد قد دعا إلى عقد اجتماع طارئ، بعد سيطرت تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق في سرت الليبية، ثم قيامه بأعمال إرهابية ضد جماعات موالية لبرلمان طبرق ولخليفة حفتر. ويسعى برلمان طبرق المعترف به دوليا إلى حشد الدعم العربي من أجل إيقاف تمدد التنظيم المسلح داخل الأراضي الليبية. وقتل حوالي 30 مدنيا في الاشتباكات الأخيرة بين تنظيم الدولة وجماعات مسلحة من مدينة سرت، ووفق الإعلام الليبي فقد صُلب 12 مواطنا آخرا وفصلت رؤوسهم عن أجسادهم من قبل الإرهابيين بينما تمت تصفية 22 جريحا كانوا داخل أحد المراكز الطبية بالمدينة. وقد أعرب المجتمع الدولي عن مخاوفه من أن تأثير أعمال العنف التي تشهدها ليبيا على دول الجوار والمنطقة ككل وأن تتسبب في عرقلة الحوار الوطني الذي تقوده الأممالمتحدة لحل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد. ونظم عدد من الجالية الليبية في مصر، وقفة احتجاجية أمام مقر جامعة الدول العربية للتنديد بالمذابح التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية في سرت الليبية، وهذا قبل دخول المندوبين إلى مقر الجامعة، وهذه الوقفة تدخل في إطار حكومتي القاهرة وطبرق في الضغط على جماعة الدول العربية لتسليح حفتر.