ستشهد الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الخميس المقبل، اجتماعا حاسما لوزراء الخارجية العرب مع وزراء الدفاع العرب، بشأن تشكيل القوة العربية المشتركة، خاصة بعدما أكدت أن تفعيل القوة العربية المشتركة لا يحتاج موافقة كل الدول، لتضرب الجامعة العربية بموقف الجزائر المتمسك والداعم للحل السياسي للأزمة الليبية، والرافض للتدخل العسكري، وكذا بموقف المبعوث الأممي برناردينو ليون الذي أكد أنه لا توجد حلول عسكرية في ليبيا، عرض الحائط. من المرتقب أن تعلن الجامعة العربية، الخميس المقبل، عن تشكيل القوة العربية المشتركة، بعدما أنهت الاستعدادات لانعقاد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والدفاع العرب بمقرها، تنفيذا لقرار القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ شهر مارس الماضي، حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد عناصر هذه القوة من الجنود العرب 40 ألف جندي، إضافة إلى ألف طيار حربي وثلاثة آلاف عنصر من القوات البحرية، وستكون القاهرة مقر القيادة. وقال المستشار العسكري للأمين العام للجامعة العربية، اللواء أركان حرب محمود خليفة، إن هناك دولا أرسلت موافقة فعلية، دون أن يسميها، مؤكدا في الوقت ذاته أنه أيا كان العدد الذي سيقوم بالتوقيع على البروتوكول سيتم تشكيل القوة العربية وليس إلزاما أن تكون القوة بإجمالي كل الدول العربية. وفي السياق، أكدت مصادر “الخبر” أن كلا من الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت واليمن والأردن والمغرب أعلنوا موافقتهم على تشكيل القوة. وبينما تتمسك الجامعة العربية بتشكيل القوة العربية المشتركة، وتطالب الحكومة الليبية المؤقتة بتدخل عسكري دولي على أراضيها، لمحاربة “داعش” والجماعات الإرهابية، تنادي الجزائر بضرورة الحل السياسي، وكانت قد تقدمت في اجتماع المندوبين الدائمين الأخير حول ليبيا، بتصريح تفسيري بشأن الفقرة الخاصة بمساعدة ليبيا عسكريا، بحيث “يندرج هذا المطلب ضمن السياق السياسي والحل التوافقي المنشود من قبل المجتمع الدولي، باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية”، موضحة بأن موقفها “لا يمثل تحفظاً على القرار، بل مجرد تفسير وتوضيح لوجهة النظر الجزائرية”. في نفس الوقت، دعا مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، جميع الأطراف الليبية للانخراط في العملية السياسية وأن يقدموا مداخلاتهم وأن يقبلوا القرارات التي سيتخذها اللاعبون السياسيون لحل للأزمة، مشددا على أن الأممالمتحدة تريد حلا سياسيا وأنه لا توجد حلول عسكرية في ليبيا. هذا ومن المقرر أن يناقش اجتماع الخميس مشاريع البنود التي سيعدها المندوبون الدائمون في اجتماعاتهم التحضيرية يومي 11 و12 سبتمبر المقبل، ويتصدرها: صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وبند حول الاعتداءات الحوثية وقوات صالح على الشعب اليمني، والإرهاب والمجازر التي يرتكبها تنظيم “داعش” في الأراضي الليبية، والتطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وتفعيل مبادرة السلام العربية.