يبكي بعض الجزائريين و ليس كلهم على "طاس اللبن " المسكوب رغم اقتناعهم أن ما اندلق على الأرض لا مجال لعودته فهذه سنة الله في خلقه و في اعتلاء المناصب و النزول منها طوعا أو كرها و فيما البعض الآخر يتشفى في "ذهاب" صانع الرؤساء و تلطم الخدود و وسط تفكير بالفرار خارج الحدود لا أحد يسأل أين هو صانع الجزائر المعافاة في اقتصادها و تعليمها و صحتها و زراعتها و رفع قمامتها و وفرة كهربائها و بطاطتها و طماطمها !!.. ذهب "صانع الرؤساء" و لم يأت بعد صانع الجزائر الخارجة نهائيا من حالة الإعاقة السياسية و التنموية التي أصابت مفاصل الدولة منذ أكثر من خمس عشريات مضت و ها نحن لا نزال في بلهنية نتلمس طريقنا وسط ظلام دامس بعد أن ضاعت الشرعية و المشروعية فلا الثورة أتمت أهدافها و لا أهداف دولة الإستقلال حققت روح الثورة حتى بات الجيل الذي حكمها عبئا على الجزائر بما رحبت و احتوت من ثروات و عمق استراتيجي ووفرة في المادة الرمادية !.. فأين هم صناع الجزائر ؟ التي هي دون شك ليست في حاجة إلى صانع الرؤساء و لا ل"مفبرك" الوزراء الذين يلعبون معه الكرة و لا من يسهرون معه حول طاولات "الدومين" ..فهذا البلد القارة بحاجة لجيل و نخب على مستوى الاقتصاد و السياسة و المجتمع المدني يحرك الكوامن المعطلة و يعيد له "حمرة الوجه" بعد أن شحبت ملامحها و اصفرت حتى باتت قريبة من غرفة الإنعاش و هي لا تزال في ريعان شبابها أوليس بلدنا شاب لم يتجاوز عمره 63 سنة !! أوليس من حكموه أو من حكموا باسمه و باسم ثورته أكبر عمرا من جزائر الاستقلال فهم في السبعينيات و الثمانينيات بل شاخوا جميعهم و الجزائر لا تزال يانعة بل أرادوا لها أن تشيخ مثلهم و تذوي و راودوها عن مستقبلها بهن ماضيها و حاضرها!! الجزائر كما يتفق الجميع بل العدو قبل الصديق ليس بلدا فقيرا من حيث الموارد و الثروات فهي من أغنى دول العالم لكنها للأسف فقيرة إلى مؤسسات تعمل بعيدا عن مزاجيات الأشخاص و قاماتهم طويلة كانت أم قصيرة حتى لا تصبح إستقالة مسؤول أو إقالته زلزالا يهدد مصير البلاد و العباد وفقا لمنطق "طاق على من طاق"!!..