في جولة سريعة على الصفحات الأولى لجرائدنا الجزائرية اكتشفت كم هي منحازة ل"للموسطاش واللحى والوجوه الرجالية الحليقة" سواء الوسيمة منها أو الكئيبة ..كم هي صحافتنا سواء المعربة أو المفرنسة منحازة إلى الجنس الذكري ! فقط الرجال من يحتكرون الصفحات الأولى ل"الجرنان الجزائري" و حتى صفحات الأسرة والمجتمع تستعين إن فعلت بصور نساء أجنبيات! فلماذا تغيب النساء (حرائر الجزائر) وصورهن عن الصفحات الأولى، أليس في مجتمعنا وزيرات ومثقفات ورياضيات ونساء أعمال وفنانات وقياديات ومبدعات بل أين هو نصيب المرأة العادية من الإعلام؟ .. حاولت عبثا في الأيام الماضية أن أشاهد على الأقل وجوها نسائية على الصفحات الأولى للجرائد الجزائرية العمومية والخاصة والمعربة والمفرنسة والعريقة منها والحديثة الغنية منها والمفلسة، فلم أعثر سوى على وجوه حفظنا تجاعيدها وتضاريسها عن ظهر قلب ..فقط سعيداني ومزراق أو ربراب وحداد وبن حديد وعمار غول وأحيانا طرطاق(بصورته الحقيقية والمزيفة) والقايد صالح وسلال مع جاب الله وبوتفليقة عبد العزيز والسعيد وبن فليس وبلعيد عبد العزيز طبعا دون أن ننسى طليبة وتبون .. ونادرا ما تطل علينا لويزة حنون وبن غبريط ومعهما نعيمة صالحي أو الوزيرة الأنيقة إيمان عدى فرعون! والغريب أيضا أن كتاب الأعمدة من هم من الرجال في أغلبيتهم وكأن الرأي والتحليل والتحايل هو حكر لهم دون "القوارير" اللائي أوصانا بهن الرسول الأكرم خيرا ولا أجد كثيرا من الأسماء النسائية في عالم أعمدة الرأي ما عدا الزميلات الموقرات حدة حزام ومسعودة بوطلعة وإيناس نجلاوي وأسماء قليلة أخرى لا تحضرني الآن وفيما مضى فاطمة رحماني وغنية عكازي وقبلهن أحلام مستغانمي حفظ الله أقلامهن وحفظهن من الإقصاء و"الدعش" الذكوري !. أطالع مع بعض الصديقات والأصدقاء من الإعلاميين العرب أحيانا صحفنا الجزائرية على "الأونلاين" وكثيرا ما طرح علي السؤال التالي (لماذا تبدو جرائدكم خشنة هل النساء في مجتمعكم مقصيات من العمل العام!) طبعا حينما أرد بالنفي وأحدثهم عن أمجاد حرائرنا من الملكة ديهيابنت تابنة(الكاهنة) إلى فاطمة سيد أحمد (نسومر) كاسرة شوكة جنرلات الاستدمار فرنسا وصولا إلى جميلات الثورة ونساء الاستقلال أرى في عيونهم عدم تصديقهم لي وهم يرون معي وجهيْ مزراق أو بوجمعة كرنان لا تفارق صفحات جرائدنا ..!! إقصاء يشترك فيه المحافظ والعلماني والليبراني والإخواني والإيديولوجي و "البزناسي"..رجاء رفقا بالقوارير