لم تخطأ العين مشهد الراية الجزائرية في الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، حملها الشباب رفرافة عالية في مواجهاته الدامية مع الاحتلال الصهيوني . تزينت مواقع التواصل الاجتماعي فخرا بهذا.سأل أحدهم على " الفيس بوك " صديقه الفلسطيني عن سر حمله العلم الجزائري خلال الاشتباكات مع الصهاينة فقال.. لا تسألونا عن ذلك ..نحن نستمد منه القوة بعد الله عز وجل، نتذكر أن الجزائريين طردوافرنسا شر طردة بعدما احتلت البلد 130 سنة، نتعجب عندما نسمع أنكم قدمتم أزيد من مليون ونصف مليون شهيد.. النتيجة أن باب الحرية لايدق إلا بأيد مدرجة بدماء الشهداء ، حيث أن ورقة الطريق معروفة ومعادلتها بسيطة .. فلايفل الحديد إلا الحديد ..انتفاضة السكاكين تعبيرعن غضب شعبي عفوي ،، المعوقات أمامه كبيرة ،، ابتداء من السلطة الفلسطينية التي تماهت مع الكيان الصهيوني في إدانته لهؤلاء الشباب الذين يجابهون الآلة الاستعمارية الغاشمة بصدور عارية .. وصولا إلى الأنظمة العربية الساكتة عن المنكر كشيطان أخرس ، أوتلك العميلة التي يرفرف علم الاحتلال الاسرئيلي في سماء عواصمها .. أو تلك المنافقة التي تلعب مع الفلسطينيين لعبة الوجوه المتغيرة. لن يبق في الواد غير أحجاره .. عقيدة راسخة في ذهني وأعتقد أنها كذلك في عقل كل جزائري ،، مفادها أن فلسطين ستتحرر مهما طال الزمان أو قصر .. بذلك وعد الشهداء وعلى ذلك وقعت إرادة الشعب الحقيقية. كان بلفور وعدا مشؤوما ،، وكانت الخيانات والأسلحة الفاسدة والمؤمرات على هذا الشعب الصامد، وكان الطعن في الظهر. وجاء وعد أوسلو كسراب يحسبه الضمآن ماء. ستتجدد أوسلو بوساطات دولية أخرى ونفاق إعلامي غربي، فتغطية الإعلام الأمريكي والفرنسي للانتفاضة الفلسطينية تزورالحقائق وتقلبها رأسا على عقب ..تتحول عندها إلى مجرد وسيلة تستنسخ ادعاءات جيش الاحتلال وتروج لها ، في الوقت الذي تتبع الشرطة الإسرائيلية نهج الإعدام الميداني بحق الشبان الفلسطينيين. حينها يتحول الصدر العاري أو السكين إلى آلة حرب مدمرة ، ويصبح الرشاش والقتل العلني مجرد حادثة. أشرطة الفيديو المتاحة للجمهور تظهر إطلاق النار المباشر الذي يتعرض له الفلسطينيون ابتداء من " فادي علوان" وليس انتهاء بعد. ولكن الصحافة الغربية ومن خلال مراسليها تلوي عنق الحقيقة ، تتلاعب بالصورأو تركز على بعض الشهادات المزورة لليهود في القدسالمحتلة.تعيد بث أو نشر كلام وتصريحات الشرطة الإسرائيلية. تخصص عشرات التقارير لما تسميه (موجة العنف الأخيرة). إلا أنها لاتخصص لصوت الفلسطينيين إلا مساحة ضيقة ذرا منها للرماد في أعين المشاهدين المفتونين بادعاءاتها المهنية والاحترافية. بالعودة إلى قصة الراية الجزائرية في شوارع القدسالمحتلة. شاهدناها عالية وافتخرنا. طبعا شاهدها العدو الصهيوني وأخذ علما بها ، وسجلها في دفاتره وذاكرته التي لاتنسى.. نعرف أن له صولات وجولات في تعكير صفو بلادنا، ومحاولة زعزعة استقرارها. علينا هذه المرة أن نجزع أكثر ، فالذريعة جاهزة واليهود عباقرة في استغلال الذرائع.