ارتفعت حصيلة المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى 14 شهيدا ومئات المصابين وذلك منذ اندلاع المواجهات قبل أكثر من أسبوعين، وسط مطالبات باستمرار الهبة الشعبية لنصرة القدس حتى تتراجع الإدارة الأمريكية عن قراراتها بشأن المدينة المقدسة. شيع الفلسطينيون، أمس، في قطاع غزة جثمان محمد محيسن الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال الجمعة، أثناء المواجهات في المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة. واستشهد فلسطينيان الجمعة، وأصيب نحو سبعمائة آخرين برصاص الاحتلال أثناء المواجهات مع قوات إسرائيلية في مناطق متعددة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة والقطاع. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، أن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار الخاص بالقدس كان» انتصارا كبيرا لفلسطين وفشلا ذريعا للولايات المتحدة». قال المالكي، في تصريح لإذاعة صوت فلسطين، أمس، إن مشروع القرار كان «موجها ولأول مرة ضد السياسة الأمريكية وليس ضد الاحتلال إسرائيلي»، مضيفا انه «ورغم كل التهديدات والضغوط والابتزاز، إلا أنه حظي بدعم 128 دولة». أضاف، إن» 4 من الدول التسع التي عارضت القرار هي دول تملك الولاياتالمتحدة الحق القانوني للتصويت نيابة عنها، وبالتالي فإن الولاياتالمتحدة لم تتمكن من حشد سوى 3 دول لجانبها هي طوغو وهندوراس وغواتيمالا « . وبالنسبة للدول التي تغيبت عن الجلسة، اعتبر المالكي أنها فعلت ذلك ل»حماية نفسها من التهديد الأمريكي وحتى لا تصوت ضد الحق الفلسطيني». من جانب آخر أكد المالكي أن «في جعبة القيادة الفلسطينية مجموعة من الخطوات تنوي التقدم بها خلال الأيام والأسابيع المقبلة»، مشيرا إلى أن التحركات «ستستكمل على صعيد الأممالمتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجنائية الدولية». أوضح وزير الخارجية الفلسطيني، أن القيادة «ستتابع ملف الاعترافات بدولة فلسطين تحديدا مع الدول الأوروبية»، معربا عن أمله بأن تشهد الأسابيع والأشهر المقبلة «اختراقا في هذا المجال». عضوية كاملة من جانبه، كشف وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية، تيسير جرادات، أن السلطة الفلسطينية بصدد وضع خطط جديدة بشأن القدس. أكد أن الفلسطينيين سيطالبون الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كاملاً، وعاصمتها القدس الشرقية، بحسب قرارات مجلس الأمن الدولي. ووقع ترامب في 6 ديسمبر قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، الذي يعكس اعتباره القدس عاصمة للاحتلال لإسرائيلي، في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولقيت رفضا دوليا. صوتت 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، لصالح قرار يدعو الولاياتالمتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، فيما اعترضت 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت لصالح القرار الذي استبقته واشنطن بالتهديد بوقف المساعدات المالية التي تقدمها لتلك الدول. يشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين فلسطين والعدو الاسرئيلي. من جهته، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في كلمة له بمؤتمر القدس العلمي الحادي عشر، أمس، أن هناك معلومات عن توجه واشنطن للاعتراف بيهودية إسرائيل وضم المستوطنات إلى القدس وشطب حق كالعودة، داعيا للإعلان عن انتهاء اتفاقية أوسلو وتفجير الانتفاضة.