آمنة/ب توالت جرائم اختطاف الأطفال مؤخرا، في الجزائر بشكل مرعب، أثار الرأي العام وتركه في حالة ذهول وجعل الأولياء يعيشون حالة من "الفوبيا" والخوف على فلذات أكبادهم، إلا أن الملاحظ أيضا، أن سبب الاختطاف لم يعد يقتصر على الاعتداء والقتل، بحيث أخذت ظاهرة اختطاف الأطفال صبغة جديدة تعكس إقحام البراءة في النزاعات العائلية وتصفيات الحسابات مع استعمالهم كورقة ضغط. بعد حادثة قتل الطفل عبد الرحيم، التي هزت الرأي العام الجزائري، خصوصا بعد اكتشاف أن الجاني كان والده الذي قتله ببرودة و ألقاه في الغابة لتلتهمه الحيوانات، والتي تؤكد روايات أنه قام بفعلته انتقاما من طليقته وأصهاره، جاءت حادثة اختطاف الطفل أمين الذي حرر من قبضة صديق والده بعد أن استخدم كأداة للابتزاز والضغط على الوالد. * عبد الرحمن عرعار: لابد من الوصول إلى آليات تمنع الاختطاف قبل وقوعه وضّح عبد الرحمن عرعار، رئيس شبكة "ندى" لحماية حقوق الطفل في تصريحه للحوار، أن اختطاف الأطفال في الجزائر انتشر بشكل واضح، حتى أنهم باتوا يستعملون كورقة ضغط على الأولياء، وبالتالي تهدد حياتهم بالخطر، ومن الممكن أيضا أن يتعرضوا لمشاكل صحية وضغوطات نفسية، وعليه فإنه من المفروض أن تكون أي نزاعات عائلية أو خصومات شخصية بعيدة عن استعمال الأطفال كورقة ضغط للوصول إلى المبتغى، مشيرا إلى آخر حادثة وقعت من هذا النوع وهي اختطاف الطفل أمين الذي عاد إلى بيته سالما، بعدما وقع ضحية نزاع والده مع صديقه، وحتى نسلم من حوادث شبيهة، شدد رئيس شبكة "ندى" على ضرورة نشر الوعي لدى الناس. وعن حالات مماثلة عانت من الاختطاف، أشار عبد الرحمن عرعار، إلى أن شبكة "ندى" رافقت مؤخرا، حالة لابتزاز تعرضت له فتاة قاصر من طرف أستاذها الذي استغلها وحرضها على الهروب من البيت العائلي، وحادثة كهذه تسمى "اختطاف" بلغة القانون، وفعلا تمكن رجال الشرطة من استرجاع الفتاة وتخليصها من الأستاذ المحرض. هذا، ولا يمكن أن تظهر انعكاسات حوادث الاختطاف، حسب عبد الرحمن عرعار، إلا بعد فترة من التحرير، خاصة إذا تعرض الطفل إلى الضرب أو الشتم أو إلى أي انتهاك، فإن ذلك كفيل بإخلال توازنه وسيصعب اندماجه من جديد في الحياة الطبيعية، كما أن الطفل إذا تضرر في الصغر سيفكر في ردة فعل سلبية في المستقبل. ولتفادي وقوع حوادث اختطاف مماثلة والتوقف عن استعمال الأطفال كورقة لتصفية النزاعات العائلية والحسابات الشخصية، يرى المتحدث ذاته، ضرورة القيام بعمل متتالي، مشيرا إلى أن قضية الوقاية من الجريمة لابد منها، ولابد من الوصول إلى آليات قبل وقوع الاختطاف تمنع حدوثه أصلا، ويجند لأجلها الجميع، مضيفا إلى أن وعي الأولياء يعتبر أهم نقطة في الموضوع، ولابد عليهم أن لا يجعلوا أبناءهم عرضة لمثل هذه الحوادث الخطيرة.