أكد أمس رئيس شبكة ندى وعضو اللجنة المكلفة بوضع إجراءات لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال، عبد الرحمان عرعار، أنه سيتم الإسراع في إصدار القوانين والتدابير المستعجلة خاصة تلك المتعلقة بالتبليغ والإنذار والوقاية من الجريمة لمكافحة ظاهرة اختطاف الأطفال، مضيفا أنه سيكون هناك اجتماع آخر خلال الأيام المقبلة للمصادقة والتفصيل في التدابير خاصة بعدما تم دراسة كل المقترحات وتسجيل تكامل وتقارب في وجهات النظر حول أسباب ومسببات ظاهرة الاختطاف خلال اجتماع يوم الخميس الماضي. وقال عبد الرحمان عرعار، أنه يوجد وعي "على مستوى وزارة الداخلية بضرورة تطبيق هذه التدابير الاستعجالية في أقرب الآجال، ونحن كمجتمع مدني طالبنا بضرورة وجود مقاربة عميقة من الناحية الأمنية والاجتماعية بإشراك العائلة والأطفال في حد ذاتهم من خلال نشر ثقافة التبليغ والإنذار باستعمال كل وسائل الاتصال والتواصل حتى نجعل من الأطفال هم المدافعين عن أنفسهم وزرع بداخلهم سرعة البديهة في حال مواجهتهم لوضعيات خطيرة في المجتمع". وفي ذات السياق أضاف عبد الرحمان عرعار أن هناك عملا متواصلا من قبل اللجنة المشتركة للتنسيق ومتابعة الملف على مستوى الحكومة والمكونة من فوجين حيث هناك فوج مكلف بالوقاية والتحسيس وفوج مكلف بقضية الردع والقوانين والتي - حسبه - يجب إعادة النظر فيها وخاصة في قانون العقوبات . كما أوضح عرعار أن 80 بالمائة من أسباب تفشي جريمة الاختطاف وقتل الأطفال هي أسباب اجتماعية، مضيفا أن توتر العلاقات الأسرية أدى إلى تشنجات وتعصب في المجتمع الجزائري هذا ما ولد بداخل البعض أحاسيس بالحقد والانتقام وراح ضحية ذلك الأطفال. وأشار رئيس شبكة "ندى" في هذا الجانب أن عدم وصول السياسات الاجتماعية للوسط العائلي خاصة العائلات التي تعاني من المشاكل والنزاعات أدى إلى ارتكاب الجريمة بعيدا عن الأعين وهذه الفئات الهشة أصبحت تشكل نسبة كبيرة في مجتمعنا حيث هناك عدد كبير من الأطفال يعيشون بأحادية الوالدين نتيجة للطلاق أو الخلع هذا ما يخلق عدم توازن في تنشئتهم الاجتماعية وفي تكوينهم وفي علاقاتهم . كما دعا عبد الرحمان عرعار إلى أهمية تنظيم الفضاء العمومي للطفل لتفادي استغلاله من قبل المنحرفين والمدمنين من خلال الانفتاح على وظائف اجتماعية جديدة باعتماد برامج تنشيطية على مستوى هذه الفضاءات والمساحات الخضراء وهذا عامل مهم لمساعدة العائلات على حماية أطفالهم .