خرج أمس رئيس جهاز الأمن والاستعلام، الجنرال عثمان طرطاق، إعلاميا لأول مرة منذ تعيينه على رأس أهم جهاز أمني في البلاد منتصف سبتمبر الماضي، خلال أشغال اجتماع الأفريبول الذي عقد بفندق الأوراسي بالعاصمة، وهو ما يؤشر على تغير سياسة إدارة جهاز المخابرات بعد إقالة الرئيس السابق الجنرال محمد مدين الذي كان يتعمد عدم الظهور إعلاميا لإضفاء نوع من الغموض على شخصيته وجهازه الذي عمر فيه ربع قرن من الزمن. وظهر طرطاق جالسا في الصف الأول على يمين المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري، وهو ما يؤكد رغبته في الظهور العلني في ظل وجود تغطية صحفية كبيرة، ويمكن رصد عدة رسائل يكون قائد المخابرات الجديد يريد إيصالها لعدة جهات، مفادها أن جهاز الأمن والاستعلام بات مجرد جهاز أمني يعمل تحت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي. ومن المؤكد أن الصور التي شاهدها ملايين الجزائريين في التلفزيون كسرت حواجز ومسحت أساطير طالما بقيت في أذهان الجزائريين عن قيادات الدياراس. الجنرال عثمان طرطاق بظهوره الإعلامي أمس يكون قد أكد أن الإدارة الجديدة لجهاز المخابرات ستعتمد سياسة غير التي كانت معتمدة في ال 25 سنة الماضية، وذلك بإزالة الغموض والهالة التي كانت تحاط بالجهاز وقياداته. إطلالة الرجل الأول في جهاز الأمن والاستعلام تأتي في الوقت الذي كثر الحديث فيه عن إنهاء الكيان الموازي الذي اتهم الأمين العام للأفلان عمار سعداني الجنرال المعزول من على رأس المخابرات محمد مدين بقيادته طيلة 25 سنة الماضية. وكانت "الحوار" قد أشارت في وقت سابق إلى أن الرجل الأول في جهاز الأمن والاستعلام عثمان طرطاق المدعو بشير، يعتزم الظهور إعلاميا أمام الرأي العام في كل اللقاءات المتعلقة بجهازه، وذلك لتأكيد أن الجهاز هو مجرد آلية تعمل في إطارها القانوني الذي يحدده الدستور، ولا تتدخل في السياسة لا من قريب ولا من بعيد. يشار إلى أن الجنرال طرطاق كان مستشارا أمنيا لدى الرئيس بوتفليقة قبل توليه منصبه الجديد خلفا للجنرال توفيق الذي أحيل للتقاعد قبل أكثر من شهرين، وقام الأخير مؤخرا بتوجيه رسالة يطالب فيها بإنصاف مساعده السابق الجنرال حسان المدان ب 5 سنوات سجنا نافذا من طرف المحكمة العسكرية بوهران، وهي الرسالة التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية باعتبارها الخرجة الأولى للجنرال محمد مدين طيلة 25 سنة. مراد. ب اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد ل "الحوار": الظهور العلني للجنرال طرطاق خطوة ايجابية في استكمال بناء الدولة الوطنية استحسن اللواء المتقاعد والخبير الأمني عبد العزيز مجاهد ظهور رئيس جهاز الأمن والاستعلام عثمان طرطاق إعلاميا لأول مرة منذ تعيينه قبل ثلاثة أشهر خلفا للجنرال المقال محمد مدين، معتبرا ذلك خطوة من الخطوات الإيجابية في استكمال بناء الدولة الوطنية. وقال مجاهد في اتصال هاتفي مع "الحوار" إن الظهور لهذا المسؤول الأمني الكبير إعلاميا وأمام الرأي العام يؤكد أن الجهاز سيعمل في القادم بكل شفافية، وليس هناك أي شيء يخفيه، وهو بطبيعة الحال شيء إيجابي ويدل على أن خطوة عملاقة قطعتها الجزائر في طريقها لبناء دولة وطنية. يشار إلى أن رئيس جهاز الأمن والاستعلام السابق الجنرال محمد مدين المدعو توفيق تعود على عدم الظهور إعلاميا حيث لم يتم تداول أي مقطع فيديو أو صور واضحة له طول فترة خدمته على رأس جهاز المخابرات، وهو ما كسره أمس الرئيس الجديد لأقوى جهاز أمني في البلاد الجنرال عثمان طرطاق المدعو بشير بظهوره خلال أشغال اجتماع الأفريبول الذي عقد بفندق الأواراسي في العاصمة. مراد. ب