سامية/حميش عبر المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عن انشغاله لما آلت إليه أوضاع آلاف العائلات الجزائرية التي تقضي ليال بيضاء في العراء في عز الشتاء، مشيرا إلى أن أزمة السكن مازالت إحدى أهم المشاكل التي عجزت كل الحكومات المتعاقبة في البلاد عن حلها، وفشلت كل السياسات المرتبطة بالقطاع من تخفيف حدتها. سلط تقرير للرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان الضوء على معاناة سكان حي الرملي بواد سمار ببلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية بئر مراد رايس كنموذج من العائلات التي تبيت في العراء، بعد الإخطار الذي تقدمت به العائلات المقصية إلى هواري قدور تطالب فيه تدخل الرابطة لحل مشكلة إقصائها من السكن، حيث يعيش المقصيون مشردين في العراء، بعدما حرمتهم السلطات المعنية من أسقف تحمي أجسادهم، رغم أنهم قدموا كل الوثائق التي تثبت عدم استفادتهم سابقا من أي سكن أو إعانات مالية من قبل الدولة، ورغم امتلاك أغلبهم لبطاقات إثبات الإقامة منذ 20 سنة بهذا الحي. أطفال دون ال14 يجمعون الحطب للتدفئة وبحسب ما جاء في تقرير الرابطة، أن هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان قد تنقل إلى الحي المذكور لمعاينة وضعية العائلات المقصية، وحسب أقوال المقصيين إن عملية تهديم وترحيل كانت نقمة على العائلات التي تم إقصاؤها بعد أن وجدت نفسها تبيت في العراء، فعمليات الترحيل التي مست حي الرملي تم معها تهديم أكواخهم القصديرية وتركتهم في انتظار الرد على الطعون، هذا الأخير الذي تماطلت المصالح الولائية فيه بعد أكثر من ثلاثة شهور من تهديم سكناتهم وتركتهم مشردين على قارعة الطرقات، "أين وجدنا عشرات من الخيم البلاستيكية داخلها أطفال صغار وهم ترتعشون من برودة الطقس، مع أمهاتهم اللواتي يفترشن الكرطون فوقه قطع الأقمشة البالية على الأرض، في حين أطفال بعمر الزهور لا يتعدى عمرهم 14 سنوات يبحثون عن الكرطون والحطب من أجل إشعاله بحثا عن الدفء الذي يفتقد داخل تلك الخيم من البلاستيك، من منا له القدرة أن يتحمل البرودة الطقس والصفيح وكذلك سقوط الأمطار ؟ في مشهد أقل ما يقال عنه إنه في بلد إفريقي منكوب من الحروب أو الزلازل، بعد أن تم تهديم سكناتها الفوضوية بدون مراعاة ضمير الإنسانية أو لديهم المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية نحو المواطنين". * 200 تلميذ محروم من الدراسة دون وجه حق كما أشار تقرير الرابطة إلى توقف أزيد من 200 تلميذ عن الدراسة في حي الرملي ببلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية بئر مراد رايس منذ 12 أكتوبر 2015، ولم تتحرك أي جهة لمعالجة هذا الوضع الخطير بالنسبة للأطفال. والجدير بالذكر حسب أرقام غير رسمية بأن هناك أزيد من ثلاثة آلاف عائلة تبيت في الشارع على مستوى الجزائر العاصمة، على سبيل المثال لا الحصر منها حي الرملي لواد السمار، قاطنو 5 جويلية الفوضوي بباب الزوار، حي الباخرة المحطمة ببلدية برج الكيفان، حي العقيد بوقرة بالأبيار، حي "أزور" القصديري في زرالدة، الحي السكني "كوريفة" بالحراش، حي قصبار دوبوني الكائن على مستوى بلدية باش جراح …..الخ. * 9500 عائلة تم طردها من العاصمة دون تعويض وأشار ذات التقرير إلى أن عدد المقصيين من السكن يتجاوز أكثر من 9500 عائلة، والبعض منهم تم طردهم من سكناتهم التي تم تهديمها بدون تعويض، على سبيل المثال لا الحصر بشارع 04 ملياني بلحاج جيلالي على مستوى الجزائر الوسطى، أظهرت لنا العائلات المقصية عقود ملكية تعود إلى سنة 1954. للإشارة، أكد تقرير الرابطة بأن عدد السكن الفوضوي والهش على مستوى الجزائر العاصمة قبل 2015 كان يتراوح أكثر من 72 ألف سكن.