رابطة حقوق الإنسان تحذر من وضعها اللاانساني وتدعو السلطات إلى التحرك 3 آلاف عائلة مقصية من السكن تبيت في العراء في عز الشتاء دق المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ناقوس الخطر، لما آلت إليه أوضاع آلاف العائلات تقضي ليال بيضاء في العراء في عز الشتاء، مؤكدة بان أزمة السكن في الجزائر أصبحت أحد أهم المشاكل التي عجزت كل الحكومات المتعاقبة في البلاد على حلها، وفشلت كل السياسات المرتبطة بالقطاع من تخفيف حدتها، و باتت أحد أهم عوامل التوتر الاجتماعي ومصدر كثير من الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر. وأوضحت الرابطة في تقرير تلقت "اليوم" نسخة منه، بأن "العائلات المقصية في حي الرملي واد سمار ببلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية بئر مراد رايس دعت الى تدخل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، حيث استغاث المقصيون والمشردون في العراء، بأنهم لم يعرفوا سبب إقصائهم، بعدما حرمتهم السلطات المعنية من أسقف تحمي أجسادهم، رغم أنهم قدموا كل الوثائق التي تثبت عدم استفادتهم سابقا من أي سكن أو إعانات مالية من قبل الدولة ، رغم امتلاك أغلبهم لبطاقات إثبات الإقامة منذ 20 سنة وبعضا منهم من يملك وثائق مرخصة بالبناء ويسكن في حي الرملي منذ 1975، مشيرين إلى أنّ العملية عرفت تلاعبات واضحة استفاد فيها أشخاص غرباء لا يمتون بصلة لهذا الحي.
عائلات منكوبة تفترش"الكارطون"، تتدفأ بالحطب وتبيت في الخيم وفي هذا الصدد، تنقل هواري قدور الامين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الى حي الرملي ببلدية جسر قسنطينة لمعاينة وضعية العائلات المقصية.
وحسب أقوال المقصيين، فإن عملية التهديم و الترحيل كانت نقمة على العائلات التي تم إقصاؤها بعد أن وجدت نفسها تبيت في العراء ، فعمليات الترحيل التي مست حي الرملي تم معها تهديم أكواخهم القصديرية وتركتهم في انتظار الرد على الطعون، هذا الأخير الذي تماطلت المصالح الولائية فيه بعد أكثر من ثلاثة شهور من تهديم سكناتهم وتركتهم مشردين على قارعة الطرقات، حيث وجدنا عشرات من الخيم من البلاستيك داخلها أطفال صغار وهي ترتعش من برودة الطقس، مع أمهاتهم يفترشن الكرطون فوقه قطع الاقمشة البالية على الأرض، في حين أطفال بعمر الزهور لا يتعدى عمرهم 14 سنوات يبحثون عن الكرطون و الحطب من أجل إشعاله بحثا عن الدفء الذي يفتقد داخل تلك الخيم من البلاستيك.
فمن منا له القدرة أن يتحمل البرودة الطقس والصفيح وكذلك سقوط الأمطار؟ في مشهد أقل ما يقال عنه إنه في بلد إفريقي منكوب من الحرب أو زلزال، بعد أن تم تهديم سكناتها الفوضوية بدون مراعاة ضمير الإنسانية أو لديهم المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية نحو المواطنين.
توقف أزيد من 200 تلميذ عن الدراسة في حي الرملي بسبب الإقصاء كما استغربت الرابطة توقف أزيد من 200 تلميذ عن الدراسة في حي الرملي ببلدية جسر قسنطينة التابعة للمقاطعة الإدارية بئر مراد رايس منذ 12 أكتوبر 2015، ولم تتحرك أي جهة لمعالجة هذا الوضع الخطير بالنسبة للأطفال. وبحسب العارفين بخبايا ملف السكن على مستوى الجزائر العاصمة فان عدد المقصيين من السكن يتجاوز أكثر من 9500 عائلة، وبعض منهم تم طردهم من سكناتهم ثم تهديم بدون تعويض رغم أنهم يمتلكون عقود ملكية قبل الاستقلال، وهي في حالة جيدة على سبيل المثال لا الحصر بشارع 04 ملياني بلحاج جيلالي على مستوى الجزائر الوسطى، حيث 05 عائلات نمن المقصيين أظهرت لنا الملكية تعود إلى سنة 1954.
السلطات مطالبة بالتحرك والتدخل من أجل انتشال العائلات كما ذكر لنا أحد منتخبين في المجلس الشعبي الولائي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي رفض ذكر اسمه في التحقيق بان عدد السكن الفوضوي و السكن الهش على مستوى الجزائر العاصمة قبل 2015 كان يتراوح أكثر من 72 ألف سكن.
كيف تم توزيع 84 ألف وحدة سكانية التي خصصتها الحكومة للبناءات الهشة و الفوضوية في حين أن عبد القادر زوخ والي ولاية الجزائر العاصمة قال بان مصالحه أحصت 72 ألف سكن الهش و الفوضوي ، يعني هناك 12 ألف وحدة سكانية لم توزع أو ربما حولت إلى وجهة أخرى عوض السكن الهش والفوضوي ؟
ونددت الرابطة بما أسمته "باللاوعي و اللامبالاة لمسؤولينا وعدم الاكتراث بمعاناة ومصير المواطنين المقصيين بعد هدم بيوتهم في عز الشتاء، مطالبة الحكومة بالتدخل الفوري لتنفيذ وعودها و مكين المستفيدين من حقهم بعد تهديم بيوتهم وتشريدهم، وأنه لابد من حماية المطرودين والمقصيين بتوجيههم إلى مراكز الإيواء الى حين إيجاد حلول لهذا المشكل، ويدرسون النتائج السلبية التي تترب عن هذا الإقصاء، موجهة نداءها إلى وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، سيما هلال الأحمر الجزائري بمساعدة هذه الشريحة لأنها تدخل في مهامها التي أنشئت من اجلها قبل فوات الأوان.