يبدو أن وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت قد نجحت في إقناع التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين في تعليق الإضراب الوطني والاعتصام الذي كان مرتقبا تنظيمه اليوم، حيث وجهت دعوة إلى النقابة تدعوها من خلالها لتعليق الإضراب والجلوس على طاولة الحوار مجددا يوم الأربعاء القادم لمناقشة المطالب التي لا تزال عالقة، مؤكدة عزمها على حل كل المشاكل لتجنيب قطاع التربية المزيد من الاحتجاجات. وأعلنت أمس التنسيقية المنضوية تحت لواء نقابة "الأسنتيو" عن تعليق إضراب 25 جانفي بعد إجماع أعضاء المكتب الوطني الذي عقد اجتماعا طارئا فور تلقيه دعوة الوزيرة مساء السبت بولاية سطيف، وخلص الأعضاء بعد مفاوضات شاقة وعسيرة إلى قبول دعوة بن غبريت للجلوس على طاولة الحوار مرة ثانية يوم الأربعاء 27 جانفي على الساعة العاشرة صباحا بمقر الوزارة، حتى تتكفل بالمطالب التي جاءت في بيان التنسيقية رقم 02-2016 وملحق البيان المؤرخ في 18 جانفي 2016. وفي هذا الشأن، أكد محمد واضح رئيس التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين في تصريح ل "الحوار"، بأن قرار تعليق الإضراب الخاص بشهر جانفي جاء لإظهار النية الحسنة للتنسيقية في حل المشاكل العالقة، وأضاف يقول إن الكرة أضحت اليوم في ملعب وزيرة التربية إلى غاية يوم الأربعاء، واستبيان ما سيسفر عنه اللقاء الثنائي في قضية مساعدي التربية. ولفت المتحدث الانتباه إلى أن تعليق الإضراب مقتصر على إضراب شهر جانفي، حيث يبقى الإضراب الدوري المبرمج ساري المفعول آليا خلال 25 من شهر فيفري وما يليه، وربط قرار تجميد الإضراب بشكل نهائي بمدى استجابة الوصاية للمطالب المرفوعة استعجالا، وهدد بالمناسبة بالتصعيد في شكل هذه الحركة الاحتجاجية إذا لم تسارع وزارة التربية لإيجاد حلول عملية استعجالية للمساعدين التربويين المصنفين في الرتب 7 و8 الآيلة للزوال، وتثمين الخبرة المهنية للمشرفين التربويين على غرار هيئة التدريس. كما طالب واضح وزيرة التربية بن غبريت بالكف عن سياسة التمييز والكيل بمكيالين عند التعامل مع مختلف أسلاك قطاع التربية، ودعاها إلى تلبية مطالب جميع الأسلاك المشروعة وليس الاقتصار على هيئة التدريس التي لطالما حققت مكاسب اجتماعية ومهنية لا تضاهي باقي موظفي القطاع، وأكد عدم تنازلهم عن المطالب المشروعة والثابتة التي تضمّنتها بياناتها، والداعية إلى ضرورة إيجاد الحلول التشريعية المعقولة والمناسبة، وفي الأمد المنظور إلى جملة المطالب والانشغالات. وإلى ذلك، ثمنت التنسيقية دعوة الوزيرة وأشادت بحراك مساعدي التربية الذين هبّوا لإنجاح التحضيرات المحلية والوطنية لإضراب واعتصام 25 جانفي، متعهدة بالمقابل بأنها ستكون في مستوى التطلعات والآمال التي تنشدها قواعدها المؤمنة بعدالة قضيتها وحتمية انتصارها بما يكفل العدالة والإنصاف في تطبيق القوانين والرخص الاستثنائية على الرتبة ومنتسبيها. نسرين مومن