نعم مرحبا بالأزمة التي تجلي الحقيقة بالصدق وتضع التملق والمحاباة والكذب. مرحبا بالأزمة التي ترفع العمل وتضع الكسل والتواكل والاتكال على الدولة فتعيد الإتقان في العمل سلوكا والجدية أثنائه ممارسة. مرحبا بالأزمة التي تنقب عن بدائل للريع النفطي وتفتح آفاقا واعدة نحو الفلاحة والسياحة. مرحبا بالأزمة التي تعيد للعلم والعلماء مكانتهم وتبوء الكفاءات الموقع اللائق ليهتدى بآرائهم وينصت لمقترحاتهم. مرحبا بالأزمة التي تستحث المواطن على ترشيد نمط حياته فيستهلك بغير تبذير وينفق في غير إسراف. مرحبا بالأزمة التي تنمي لدى الشباب الرغبة الجامحة في كسر وهم البطالة والبحث بجد عن عمل شريف، لا يهم عائده المادي، بقدر ما يهم تحقيق الكفاف و الاستغناء عن الآخرين. مرحبا بالأزمة التي تدفع الطبقة السياسية –معارضة وموالاة– للجلوس سويا على أساس قاعدة الحد الأدنى من التوافق، ووفقا لمبدأ الجزائر فوق كل شيء، فنحصن بذلك الجبهة الداخلية بتعزيز الشعور بالانتماء للوطن وتكريس قيم التضحية. مرحبا بالأزمة التي تسرع وتيرة محاربة الفساد ومحاصرة بؤره وتتصدى للمفسدين العابثين بمقدرات الأمة وتعجل مسائلتهم. مرحبا بالأزمة التي يلد من رحمها منتوج فلاحي وفير في الوادي والمنيعة وعين الدفلى ومعسكر وبجاية وجيجل… لا يعرف بعد طريقه للتسويق أو التصدير. مرحبا بالأزمة التي تكرس ثقافة التضامن بين أبناء الشعب وتحضهم على التعاون والتكافل. مرحبا بالأزمة التي تنمي التمسك بقيم الأمة وأصولها مع الانفتاح على ثقافات الغير في غير تنكر أو استنساخ إنما في تميز واعتزاز. مرحبا بالأزمة التي توسع هامش الحريات وترفع سقف حرية التعبير والتي لا تنضبط إلا باحترام الآخر والتزام الأنظمة و القوانين. مرحبا بالأزمة التي تلد الهمة وتجلي الغمة وتطرد الظلمة لتوقظ الأمة من سبات طال وأوشك أوان انبلاجه.