اعتبر المكلف بالعلاقات الخارجية في حركة المقاومة الاسلامية حماس، أسامة حمدان، النموذج الجزائري أحسن خيار يمكن للمقاومة الفلسطينية أن تتحتذي به من أجل تحرير الارض المقدسة من براثن الكيان الصهيوني، الذي لا يمكن التفاوض معه أو الاعتراف به، مؤكدا في نفس السياق أن الحركة تعمل في الوقت الحالي على ترتيب عدة زيارة رسمية لدول عربية واسلامية على راسها الجزائر، وذلك في خظم اعادة بناء العلاقة بينها و بين محيطها الذي لا يمكن للمقاومة أن تعمل بمعزل عنه أكد الممثل عن حركة حماس الفلسطينية أسامة حمدان وجوب الاستعانة بالنموذج الجزائري في كفاحه ونضاله ضد الاستعمار الفرنسي، لمقاومة الاحتلال الصهيوني، موضحا أن ذلك يحتاج إلى الوفاق الوطني ووحدة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الارتباط بالعمق الحيوي والاستراتيجي والعمل على تجريم الكيان الصهيوني على مستوى العالم. أوضح أسامة حمدان أن موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية رافق الثورة المعاصرة منذ انطلاقها في ال 65 ولا يزال كذلك حتى يومنا هذا، مؤكد أن هذا الدعم له طعم وذوق خاصين كونه مقدم من طرف الجزائر حكومة وشعبا، وأضاف المتحدث أن ما يجري في المنطقة يغري الاحتلال الصهيوني على القيام بتجاوزات وإجراءات لم يتجرأ عليها سابقا، سواء فيما يخص الاستيلاء على الأقصى أو العمل على تهجير أكبر جزء ممكن من الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، موضحا أن الخيار الوحيد هو مقاومة هذا الاحتلال بكل أشكال المقاومة التي تتمثل ذروتها في المقاومة المسلحة، كما أوضح أسامة حمدان أن سعي المقاومة اليوم هو إشراك المجتمع برمته في المقاومة، كما كان الحال إبان الثورة التحريرية بالجزائر، أين ساهم المجتمع بكل أطرافه في محاربة الاستعمار الفرنسي سواء برفض المجتمع التعامل معه ودعم الثوار حاملي السلاح حتى اضطر إلى الرحيل، بعدما قدمت الجزائر مليون ونصف مليون شهيد. وأضاف ذات المتحدث أن فلسطين بحاجة إلى وفاق وطني ووحدة مهما اختلفت الآراء، بالإضافة إلى الارتباط بالعمق الحيوي والاستراتيجي الذي يعتبر من أسرار الصمود، مشيرا إلى أن الأمة لطالما ساندت القضية الفلسطينية وقدمت لها الدعم خاصة على مستوى الشعوب، كما اعتبر أسامة حمدان تجريم الكيان الصهيوني على مستوى العالم ضروري، لا سيما بعد اعتداءه على قطاع غزة والحرب التي شنها في ال 2014، كما أشار إلى تجربة العديد من شعوب العالم في المقاومة على غرار الفيتنام التي أجبرت الاحتلال الأمريكي على مغادرة أراضيها، تماما كما انسحب الاحتلال الصهيوني من جنوبلبنان بفعل المقاومة، وعليه اعتبر المتحدث استمرار المقاومة في فلسطين التزام سيظل قائم، لكنه بحاجة دائمة إلى الإسناد والدعم، مشيرا إلى أن الجزائر لم تقصر في ذلك، لكن مع ازدياد التحديات فإن فلسطين في حاجة إلى جهد أكبر.
* بدأنا في ترميم العلاقة مع مصر أشار أسامة حمدان في رده على سؤال متعلق بعلاقة حركة حماس مع الدولة المصرية، أن العلاقة مع مصر كانت قائمة في كل المراحل، سواء في وقت الرئيس السابق حسني مبارك وحتى قدوم الرئيس السابق محمد مرسي، وعندما تغير الوضع حرصنا للحفاظ على هذه العلاقة لأن دور دول الجوار مهم جدا في دعم القضية الفلسطينية، وأضاف بدأنا في ترميم العلاقة مع مصر ونأمل أن تسير الأمور كما ينبغي لأننا بحاجة إلى الدور المصري في أن يكون داعما في مجمل القضايا العربية، وفي رد عن سؤال متعلق بالسعي إلى فتح معبر رفح، أكد المتحدث أننا نأمل أن يفتح ونسعى مع مصر إلى ذلك.
* نحتاج إلى موقف عربي لإدانة الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية أوضح الممثل عن حركة حماس الفلسطينية، أسامة حمدان أنه وبعد التوقيع على محكمة جرائم الحرب الدولية، قرر أو مازن الدفع حول قضية الإعدامات الميدانية بالأدلة صورة وصوتا، موضحا أن الأمر بحاجة إلى موقف على المستوى الرسمي العربي للوصول إلى نهاية تدين الكيان الصهيوني، كما أشار إلى وجود ملف عن تجارب الأدوية على السجناء، أما في موضوع النفايات فقد أكد وجود بداية للتحرك، لكن الإمكانيات محدودة في هذا الشأن كون العلماء الفلسطينيين موزعون على كل المعمورة. وبخصوص تكريم الأستاذة الفلسطينية كيان لحوب، فأكد أنها فخر لفلسطين، كونها قدمت نموذج عن الأستاذ وأثبتت أن في هذه البيئة قدرة على الإبداع رغم محاولات القمع، والقول بأن زوجها يناضل مع المقاومة وإذا كان ذلك صحيحا فإنه يضيف فخرا إلى تفوقها.
* "حماس" تسعى لترتيب زيارة رسمية إلى الجزائر بيّن أسامة حمدان في رد على سؤال صحفي، نية حركة حماس في ترتيب زيارة رسمية إلى الجزائر، يشارك فيها وفد قيادي يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة، وأضاف نحن نقدر ما قدمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للقضية الفلسطينية ودفاعه عن الشعب الفلسطيني، تماما كما نقدر لرئيس الوزراء ووزراء الخارجية الدور الذي يلعبونه في مساندة فلسطين، وأضاف نحن نعتبر مكانتنا محفوظة ومقدرة في الجزائر. وعن التحاور مع القيادي مروان البرغوثي من السجن، فقد أكد المتحدث أنه في سنة ال 2006 جرى حوار وتوصل إلى وثيقة عرفت بوثيقة الأسرى، وقّع عليها وصار اسمها حركة الوفاق الفلسطيني وقد أقرت انه على الرغم من التباين بيننا في البرامج نبقى متوحدون في الأهداف، وجعلنا الهدف هو برنامج الحد الأدنى وهو إقامة دولة فلسطين بما وقع في 4 حزيران، وأن هذا الهدف لا يلغي برامج الفصائل الفلسطينية.
* الحل ليس في التفاوض مع إسرائيل ولكن يكمن في ازالتها أكد أسامة حمدان أن مطلب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر هو مطلب شعبي، لأنه لا بقاء لفلسطين في وجود الكيان الصهيوني، لأنه كيان قائم على الاغتصاب والاعتداء ولا بقاء لدولة تقيم إلى جنبه، كما أكد أن هدف الاحتلال هو التخلص من الشعب الفلسطيني وينتهج طريقه بفرّق تسد، وأضاف في ظل هذا الموضوع لا بد من وجود حوار مع حركة فتح لا سيما مروان البرغوثي، مشيرا إلى أن الأمر لم ينضج بعد، لكن بدأت تتبلور الصورة وسيتم الإعلان عن البرنامج وأهدافه وخطوطه العامة، وعن الاختلاف مع السياسي الفلسطيني ياسر عبد ربه، فقد أكد المتحدث أن الاختلاف لا يمنع وجود حوار بيننا، لأننا نواجه احتلال وفلسفتنا في ظله هي أننا بحاجة إلى ديمقراطية تشاورية بإشراك كل الأطراف، لأن القصف والعدوان الصهيوني يطال الجميع ويهدد الجميع، ما يجعلنا بحاجة إلى شراكة وتوافق وطني في إطار ديمقراطي. واختتم ممثل حركة حماس مروان حمدان مداخلته بالإشارة إلى أن ما يجري في فلسطين محاولة إسرائيلية لإيصالنا إلى مستنقع اليأس، مؤكدا أنه ينبغي اتخاذ القرار في هذه الحالة على أساس المبدأ وهو أن لا يكون للاحتلال مستقبل، مؤكدا أن أبناء وحفدة من أقاموا هذا الكيان بدؤوا يفقدون الثقة في هذا الكيان، بدليل أبراهام بول الذي كان رئيس لكنيسة الاحتلال الصهيوني، وقد دعي قبل ثلاث أعوام إلى ندوة حول مستقبل إسرائيل، إلا انه اعتذر عن المشاركة في خطاب مكتوب يقول فيه لا أعتقد أن تكون إسرائيل موجودة سنة 1935، وغيره من أبناء وحفدة من أوجدوا هذا الكيان واعترفوا مؤخرا أن ما يقوم به جريمة في حق الإنسانية، ما يدفعنا إلى التفاؤل بأن هذه الأرض ستحرر إن شاء الله.
* نعمل على اعادة ترميم العلاقة محيطنا قال القيادي و المكلف بالشؤون الخارجية لحركة حماس الفلسطينية أسامة حمدان، أن علاقات حركة حماس مع دوال الأمة العربية و الإسلامية مبنية على قواعد و على أسس ثابتة وواصل حديثه في الموضوع قائلا أن هذه العلاقة مع البيئة الخارجية أي دوال الأمة العربية و الإسلامية مبنية بالدرجة الأولى على مدى دعم القضية الفلسطينية من البعض منها و تقريب وجهة النظر مع البعض الأخرى اتجاه موقفها معها. كما أكد المتحدث في السياق نفسه على التزام حركة حماس بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدوال التي تعيش أزماتها الداخلية، موضحا في هذا المجال أن حلولها للألم التي تتصدع منها يوجد في فتح قنوات الحوار و الجلوس إلى دائرة المفاوضات، مؤكدا في نفس الوقت على أن الحركة تتعامل مع محيطها الخارجي في علاقتها على أسس الحفاظ مصالح الأمة و عدم الخروج من دائرة هذه الأخيرة في كل الظروف و في هذا الصدد أشار حمدان ، على الحركة بصدد إعادة ترتيب العلاقات مع دولة إيران من اجل إعطاء دفع أخر لها بعد إن عرفت نوع من التراجع في الآونة الأخيرة لاعتبارات سياسية و إقليمية و الشيء نفسه بالنسبة للعلاقات التي تجمع الحركة مع مصر و سوريا و المملكة السعودية ، مذكر بعمقها مع الحركة التي تحرص دائما الحفاظ علاقتها التي ترابطها بالمؤسسات الرسمية التي تتعامل معها لاسيما مع الدوال التي كانت و ماتزال تدعم القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني المضطهد من طرف الاحتلال الإسرائيلي.
اعادة إحياء المصالحة الوطنية على الأبواب ..حمدان * حماس لا تتحمل مسؤولية الانقسام نفى القيادي للحركة حماس حمدان أسامة على أن تكون حماس وراء الانقسام الحاصل في السلطة الفلسطينية موجها أصابع للاحتلال الإسرائيلي المدعم من الولاياتالمتحدةالأمريكية. و القضية في الأصل بحسبه ليس مسألة وجود حماس ام لا لكن الهدف منه هو مسح الشعب الفلسطيني من الوجود، و يضيف قائلا على أن إسرائيل لاترغب بوجود وحدة وطنية فلسطينية فالفكرة تزعجها و لن ترضى بالوحدة أبدا لأنها ترى أنها تمثل تهديدا عليها و عليه فإنها تسعى جاهدة و بكل الطرق المتاحة بين أيديها لإبقاء الانقسام سيد الموقف من اجل القضاء المقاومة وجر الشعب الفلسطيني إلى مستنقع اليائس وأن معالجة بحسب المتحدث حالة الانقسام يستدعى معالجة الإشكالات الحقيقية التي أدت إليها، فعلى الرغم من كل محاولات إنهاء الانقسام إلا أن كثيراً من العقبات كانت تعترض سبيل هذه المحاولات وتعرقل مسارها. وهو ما يعني أن جذور المشكلة لا تتوقف عند حدود الاختلاف على إدارة شؤون السلطة ومؤسساتها، ومن جانب آخر فإن إغفال أسباب الانقسام الحقيقية وعدم السعي لحلها يزيد من تعقيد المشهد، ولن يؤدي الى الاستقرار ويرى أسامة حمدان في شأن الموضوع على أن الخلاف يتمركز أساسا حول البرامج السياسية للقوى الفلسطينية، غير أن هذا الكلام ينطوي على خلط بين المواقف الأساسية المتعلقة بالثوابت، وبين البرامج السياسية المتعلقة بالأساليب والبرامج وفي هذا السياق فلا بدّ من التأكيد أن أحد أهم المشاكل في الساحة الفلسطينية كان الخلط بين الأمرين لتمرير كثير من التنازلات فيما يتعلق بالثوابت. في الوقت نفسه صرح القيادي على أنه سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى عقد لقاء ثلاث لدراسة جميع المستجدات و ستكون متبوعة بلقاء أخر مع كل من خالد مشعل و أبو مازن نهاية الشهر القادم من اجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني لبناء حكومة توافقية و بتشارك جميع الإطراف مهما كانت توجهاتهم الفلسفية و الإيديولوجية من اجل مصلحة القضية الفلسطينية. تغطية: جمال مناس، امينة بولعلوة