ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    بوريل: مذكرات الجنائية الدولية ملزمة ويجب أن تحترم    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة الجزائرية نموذجنا لتحرير فلسطين
نشر في البلاد أون لاين يوم 29 - 08 - 2016

يشرح عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية"حماس"، أسامة حمدان، الذي يزور الجزائر، في حواره الذي جمعه مع يومية "البلاد"، الوضع في فلسطين، وبالأخص في القدس وقطاع غزة المحاصر، في ظل استمرار التصعيد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل عمليات الاستيطان و اقتحام المقدسات الفلسطينية واعتقال المواطنين، إلى جانب انعكاسات التطورات الأمنية والسياسية التي تشهدها دول الجوار والعالم على القضية الفلسطينية و على توجهات الرأي العام الإقليمي والعالمي.
تجربة الجزائر تقول إن أي شعب يستمر في المقاومة سيصل إلى التحرير
الشعب الجزائري فلسطيني الهوى
إسرائيل استولت على 62 بالمائة من أراضي الضفة الغربية لإسكان 600 ألف مستوطن في 2016
سنشارك في الانتخابات البلدية رغم أن أبو مازن خرق الدستور وقرر تنظيمها دون مشاورتنا
البعض ينظر إلى مقاومة حماس على أنها عبء
أهلا بك أستاذ أسامة حمدان في بلدك الثاني الجزائر.. دعني أولا أسألك عن واقع البيت الفلسطيني وبالأخص الوضع في المسجد الأقصى وقطاع غزة ؟
لا شك أن الوضع الراهن في فلسطين هو مشهد يواصل فيه الكيان الإسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني، سواء من خلال مواصلة الاعتداء على مدينة القدس والمقدسات ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى، ليكون جزءا منه للصهاينة وهو يحاول أن يستولي على ما مساحته نصف المسجد الأقصى، وإدخال المستوطنين والمتطرفين إلى المسجد الأقصى للقيام بشعائر دينية، و يقوم أيضا بقمع انتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، إلى جانب سعيها لفرض منطق" لا وجود لحل سياسي لقيام دولتين "فلسطين- إسرائيل " في المنطقة، بل هناك مشروع إسرائيلي باتجاه تطبيع العلاقات مع المنطقة العربية ومن ثم على العرب أن يستوعبوا انه ليس مطلوبا من الإسرائيليين التسليم بوجود حق بقاء الفلسطينيين.. في المقابل هناك جهد فلسطيني في المقاومة سواء في غزة أو في الضفة الغربية وهي المقاومة التي نرى أنها تتطور بشكل نعتقد أنه مناسب.
لقد شهد العالم على مدار ال8 الأشهر الأخيرة حراكا فلسطينيا شعبيا لمواجهة الاحتلال والاستيطان ولا يزال هذا الحراك ربما دون مستوى الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى والثانية ولكن نحن نعتقد بأن هذا الحراك من شانه أن يتطور، لان المقاومة أثبتت نجاعتها في فرض منطقها على الاحتلال الذي لا يحترم وعوده.
هل تكثيف عمليات الاستيطان سبب انتفاضة الفلسطينيين في الضفة؟
نعم لأن الوضع خطير في الضفة، حيث تم تسجيل 600 ألف مستوطن في الضفة الغربية سنة 2016، استولوا على 62 بالمائة من مساحة أراضي الضفة التي نهبها الكيان الصهيوني وهو ما يمثل معدل 10 أضعاف بعد مرور 25 سنة على معاهدة أوسلو، بعدما كانت عام 1993 لا تتجاوز ال7 بالمائة و تحصي تواجد 70 ألف مستوطن سنة1993، و أحيطكم علما بأن وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان يسعى لتشييد أسوار على مساحة 70كلم من أراضي المنطقة بغرض عزل المناطق الفلسطينية وفصل البلدات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية.
هل الحفريات الإسرائيلية مستمرة في المسجد الأقصى؟
لاسرائليون يخططون للاستيلاء على المسجد الأقصى أو جزء منه، لم يعودوا يتحدثون لا عن حفر الأنفاق ولا عن إقامة شعائر تحت المسجد الأقصى، ولا أخفيكم علما بأن الوضع حقا خطير ويستدعي موقف موحد للعرب والمسلمين يقول لإسرائيل إن المساس بالمسجد هو اعتداء على هذه الأمة بأسرها.
ما تقييكم لوضع غزة تحت الحصار الإسرائيلي؟
أود أن أعلمك بأن الاحتلال الصهيوني يضيق الخناق على قطاع غزة بهدف صناعة حل للقضية الفلسطينية يقوم على منطق الأمر الواقع، وهو ملخص يتضمن تهويد كامل لمدينة القدس.
"حماس وفتح".. الإخوة الفرقاء لم تتوصلوا إلى حل توافقي فكيف تطمحون إلى استقطاب الرأي العام الدولي لدعم القضية الفلسطينية؟
محقة، منطق صحيح الذي ذكرتيه ولا يختلف فيه اثنان، دائما الوحدة في مواجهة الاحتلال ضرورة وليست اختيارا ولذلك نحن منذ البداية رفعنا شعار واضح "لابد من وحدة للشعب الفلسطيني، وإن كانت اجتهادات سياسية مختلفة "، وسأكون صريحا معك، توجد مشكلتان تحولان دون المصالحة أولهما ضغوطات خارجية كبيرة إقليمية ودولية تمنع هذه المصالحة و قد سمعنا من أشقائنا عبارات تقول "إن مثل هذه المصالحة إذا وقعت فإن الدول المانحة سوف تقطع المساعدات، وأيضا تقول "إن وقعت المصالحة إسرائيل سوف تحاصر رام الله كما هو الوضع في قطاع غزة". كما لا يخفى عليكم التهديد الذي وجهه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي لأبو مازن (محمود عباس) بتخييره بين العلاقة مع حماس أو مع إسرائيل، ومع الأسف يجري الاستجابة لهذه الضغوط. أما نحن على مستوى حركة المقاومة الإسلامية فقد رفضنا هذه المساومات.
التخوف الإسرائيلي مفهوم ولكن لماذا ترفض الدول العربية توحد الصف الفلسطيني؟
الولايات المتحدة تدعم موقف إسرائيل في كل ما تفعله وبالتالي تضغط على دول كثيرة ليكون لها دور في تعطيل المصالحة الفلسطينية.
هل تحملون محمود عباس مسؤولية فشل استئناف المصالحة مع فتح؟
دعيني أقولها صراحة "طول مدة الانقسام أوجدت شيئا من الخلل في الثقة، نحن وقعنا اتفاقا واضحا في2011 فيه حلول لكل المشاكل، ولكن حتى اليوم تجري عملية عرقلة لتجسيد هذا الاتفاق في قضايا ذات طابع إشكالي على غرار نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، يأتي أبو مازن فيقول أنا أوافق على ذلك ولكن أنا من أحدد من اختار من الفصائل، الفصائل تقول إن الحكومة تعني أن تسمي الفصائل مرشحين في الحكومة يمكن لرئيس السلطة أن يعترض على اسم، ولكن لا يعني هذا أن يختار ويحدد من الفصائل من يريده في الحكومة أو أن يقول "أنا لا أريد أسماء قيادية في الحكومة من حماس أو من الجهاد لأنها متهمة بالإرهاب في أمريكا أو أوروبا، هذا المنطق بأن تخضع الحكومة للمعايير التي يريدها الأمريكي أو الأوروبي أو الإسرائيلي أمر مرفوض.
ونحن على مستوى حماس قدمنا تنازلات كبيرة من أجل تحقق المصالحة وقد قبلنا أن لا يكون رئيس الوزراء من حركة المقاومة الإسلامية، رغم أننا نملك الأغلبية في المجلس التشريعي وقبلنا بأن لا نكون الأغلبية في الحكومة، رغم كل هذا أبو مازن خرق الدستور وتجاوز كل الاتفاقيات بدعوته للانتخابات البلدية دون إعلام باقي الفصائل على غرار حماس، لكن نحن رحبنا بالمبادرة وسنشارك فيها ونحن نحضر لها بالتنسيق مع فتح، و ما زلنا ننتظر أن يقرر وفد فتح الذي انسحب من لقاء قطر العودة للمفاوضات فنحن نرحب بها في أي لحظة.
هل هذا يعني أنكم ستشاركون في الانتخابات البلدية؟
نحن نحضر للانتخابات البلدية المقررة في ال8 أكتوبر القادم والتي ستجري في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، ودون شروط لأننا معنيون بدفع الأمور نحو الأمام ولنؤكد للجميع أن المصالحة مستمرة، ونأمل أن تتم هذه الانتخابات في شفافية حقيقية و في مصداقية، رغم تسجيلنا في الأيام الماضية لبعض الشوائب، ولكن نحن حريصون على أن تكون البيئة السياسية الفلسطينية ذات طابع ديمقراطي وأن تكون الديمقراطية سلوكا عميقا لدى الشعب الفلسطيني الذي يقرر اختيار القيادة ومن يمثله، لا سيما وأننا نواجه احتلالا ولابد أن تكون قيادة تحظى بثقة الشعب والشارع الفلسطيني.
الأنفاق ومعبر رفح وغيرها... ملفات تلغم الأجواء مع الطرف المصري، هل من حل في الأفق؟
أقول يجب أن نفرق بين مسألتين... توجد أنفاق تتعلق بعمل المقاومة وهناك أنفاق ذات طابع تجاري، تعمل على تخفيف الحصار عن الشعب الفلسطيني من خلال نقل البضائع وما يحتاجه الفلسطينيون، وأود أن أقول أن الأنفاق التي تتعلق بالمقاومة" أنفاق سرية لا يعرفها الاحتلال ولا غيره، ربما اكتشف بعضها خلال المواجهات والعمليات التي استخدمت ضد قواته في عام 2014، لكن الإسرائيليون كلما حاولوا ان يكتشفوا الأنفاق يخفقون لأنه حتى الآن لا توجد آليات أو تقنيات تمكن من اكتشاف الانفاق، والمجاهدون لا يزالون يحفرون الانفاق بشكل نعتقد أنه مناسب وإن شاء الله سيكون له دور في تطوير فعل المقاومة. أما فيما يتعلق بالأنفاق التجارية، فإننا نستعملها لكسر الحصار، ولا شك أنها كانت معروفة لأنه يتم من خلالها ادخال البضاعة وما إلى ذلك.
و قد تمكن الاحتلال بالتنسيق مع الجانب المصري من إغلاق نسبة كبيرة من الأنفاق، المؤسف أننا طبعا نحن نتطلع دائما إلى أن يكون من يسندنا في مواجهة الاحتلال أشقائنا العرب والأولى منها جيراننا، من الطبيعي أن يؤذيك الاحتلال .. هو سلوكه كله مؤذي للشعب الفلسطيني، لكن غير الطبيعي وغير المفهوم وغير المقبول أيضا أن يأتي الأذى من أشقائنا العرب ومن جيراننا على وجه الخصوص، ومن المفروض أن يكون تسيير معبر رفح"عربيا عربيا"الفلسطينيون على جانب والمصريون على الجانب الآخر، ويفترض أن يقال بوضوح كامل نحن نرفض التدخل الإسرائيلي في معبر رفح.
السيسي صرح منذ أيام فقط أن معبر رفح يُفتح بطلب من الرئيس الفلسطيني محمد عباس، ما تعليقكم؟
هذا تصريح بإشكاليتين أولا هو معبر ومن المفروض أن يكون مفتوحا ولا يحتاج إلى طلب، لأنه معبر يوجد بين دولتين جارتين. أما المسألة الثانية فإن هذا التصريح محاولة لاتهام أبو مازن، أنه هو من يحاصر قطاع غزة، معنى ذلك أن إغلاق معبر رفح مستمر لأن أبو مازن لم يطلب أو لم يرغب في الفتح، ومن المفروض أن يوضح محمد عباس هل هو شريك في حصار قطاع غزة، وهل هو شريك في إغلاق المعبر.
وهل تتوقعون أن يبقى المعبر مغلقا حتى في وجه الحجاج هذه السنة ؟
حتى اللحظة لا يوجد ما يؤكد أن المعبر سيفتح للحجاج، هناك إشاعات تتحدث عن فتح المعبر أمام الحجاج على مدار ثلاثة أيام ونحن نأمل أن تكون صحيحة، رغم ذلك لا زلنا نواصل الجهود مع الجانب المصري لفتح معبر رفح بشكل سليم، لكن يؤسفني أن أقول إن هذه الجهود حتى الآن، لم تحقق أي شيء منذ مطلع عام 2016، نحن نتكلم عن 8 أشهر تقريبا، 240 يوما فتح معبر رفح خلالها 21 يوما فقط، وهذا الرقم لا يكاد يذكر إذا تحدثنا عن وجود مليوني شخص في قطاع غزة، 13 ألف حالة مرض تحتاج إلى السفر خارج غزة للعلاج في الخارج.
هل ترون أن نظام السيسي يعاقبكم، لا سيما بعد إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الإرهاب وأنتم محسوبون عليها؟
مشكلة المعبر هي مشكلة قائمة منذ زمن حسني مبارك، لكنها كانت أقل حدة، إذ كان المعبر يفتح 10 مرات في الشهر. ومن جهة أخرى إذا كانت هناك أزمة داخل مصر بين أطراف سياسية ما علاقة الفلسطينيين وما علاقة حماس، نحن لدينا علاقات مع كل الحركات السياسية المصرية وليس مع الإخوان فقط، لو اشتبكوا مع الناصريين والقوميين بعدها، يقولون إن حماس لديها علاقة بهذين الحزبين ثم يعاقب الشعب الفلسطيني، هذا منطق غير مقبول، فلا يصح عكس الخلافات الداخلية المصرية على القضية الفلسطينية.
أوضح أن العلاقات الثنائية مع مصر هي دون المستوى المطلوب ودون الطبيعي، مصر دولة في الجوار ودائما من يكون في الجوار يجب أن تكون العلاقة معهم في أفضل صورها، مع الأسف ليست هذه هي الحالة، هناك أزمات داخلية تؤثر على الوضع ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون هناك فصل في الأزمات الداخلية، ويجب أن تكون العلاقات الثنائية علاقة دعم وعلاقة تأييد لمواقف الشعب الفلسطيني المقاومة للاحتلال. وأقول إن غلق معبر رفح دعم لإسرائيل.. ومن يظن أن إغلاقه يمكن أن يؤدي إلى تراجع موقف حماس في الاستمرار في المقاومة فهو واهم، حركة حماس عندما اختارت المقاومة، اختارتها عن وعي واختارتها وهي تدرك أنها خيار الشعب الفلسطيني وأبرز مثال على ذلك الانتخابات التي حصلت عام 2006، كنا في انتفاضة من 2000 إلى 2005، خسر فيها الفلسطينيون شهداء وجرحى وأسرى وجاءت الانتخابات في 2006 واختار الشعب المقاومة لأنه أدرك أن المقاومة هي الحل الوحيد لدحر المحتل الإسرائيلي وهو المؤشر المهم حول مكانة المقاومة عند الشعب الفلسطيني، أذهب بعيدا لأوضح لكي أن الفصائل الأخرى التي حققت مقاعد لم تستطع أن تحقق هذه النسبة من المقاعد لو لم يكن للذين تقدموا للانتخابات تاريخ في المقاومة ضد الاحتلال.
ألا ترون أن الوضع الذي تشهده المنطقة من حروب داخلية في سوريا ولبنان والعراق وغيرها جعل القضية الفلسطينية قضية هامشية بعدما كانت مركزية؟
أنا أعتقد أنه حتى هذه القضايا التي تتحدثين عنها في سوريا وغيرها، الداعمين للكيان الصهيوني وتحديدا الولايات المتحدة والغرب، يثيرون عمدا هذه النزاعات ويصبون عليها الزيت لأنهم أدركوا أن هذه النزاعات من شأنها أن تلهي الأمة عن قضيتها المركزية، وبالتالي تدع جراحات هذه الأمة تكبر، نحن نقول إنه رغم هذه الجراحات، يجب أن لا ننسى ان القضية الأساس هي قضية فلسطين، ليس لأن الفلسطينيين أو أرضهم مميزة ولكن لأنها قضية أمة ومثل هذه النزاعات هي من تكرس إسرائيل القوة الأكبر في المنطقة، فإذا تحقق ذلك سيكون خطرا على الأمة كلها وليس على فلسطين فقط.
أيام الاحتلال البريطاني وعلى مدار 30 سنة قمع الفلسطينيين وبنيت قوة عسكرية للكيان الإسرائيلي ثم خلفه الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 إلى اليوم، ورغم أنه حقق انتصارات عسكرية لكنه في المحصلة لم يستطع أن يهزم الشعب الفلسطيني و لا يزال الشعب حتى اليوم مقاوم بعد أكثر من 66 سنة من الاحتلال. كما أن تجربة الجزائر تقول إن أي شعب يستمر في المقاومة سيصل إلى التحرير، ونحن نرى أنه ما دامت المقاومة مستمرة نحن على أبواب التحرير إن شاء الله.
ولكن هل أثرت هذه الأحداث صراحة على القضية الفلسطينية؟
للأسف في ظل هذه الأزمة، البعض يذهب للتطبيع مع إسرائيل وهذا يؤثر على المقاومة الفلسطينية، البعض بات ينظر للمقاومة على أنها عبء، وتركت أثرا على حماس لأن البعض يحاول أن يحدد حماس معه آو ليست معه، وهي إذا كانت على علاقة جيدة مع بعض خصومه، هي إذن ليست معه، أنا أقول يجب أن نخرج جميعا من هذه الأزمة.
نحن أمام خيارين إما نستغرق داخل هذه الأزمة ونحن أمام حروب وفتن في الأمة تستمر أكثر من 30 عاما وفي النهاية لن يكون فيها منتصر، وإما أن نقول إنه يوجد عدو واحد هو الكيان الصهيوني، يجب أن توجه كل الطاقات لمواجهته، إذا نجحنا في هذه النقطة أعتقد سننجح في الخروج من أزماتنا الداخلية.
ما تعليقكم على تطبيع العلاقات بين تركيا والكيان الصهيوني؟
بلا شك لا يمكن أن نؤيد التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال... ونحن نعتقد أن جزءا من مقاومة الكيان الصهيوني مقاطعة التعامل معه، لكن نقدر أيضا أن الدول لديها اعتباراتها، وبالتالي نحن حريصون على أن نطور العلاقات الفلسطينية التركية إلى مستوى يكون لتركيا دور أكثر تأثيرا لصالح القضية والشعب الفلسطيني، الأتراك يبذلون جهدا كبيرا في إطار تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني على المستوى الإنساني وعلى مستوى المساعدات وعلى مستوى الإغاثة، لكنه دور لا يزال محدودا في القضية الفلسطينية، ونعتقد أنه لو تكاثفت الجهود العربية والإسلامية اتجاه القضية الفلسطينية، سوف نحقق مسألتين:
1-تحقيق حصار حقيقي على إسرائيل "اقتصادي وسياسي"
2-وهم أيضا يستطيعون تقديم موقف سياسي حقيقي للفلسطينيين وهذا سوف يؤدي إلى تحقيق إنجازات، و نحن نسير سيرا حثيثا لتطوير العلاقة مع تركيا، وهي الآن تأخذ بعدا إيجابيا وممتازا، ونأمل أن نصل بهذه العلاقة إلى المستوى الذي يكون لتركيا دور أكبر وأكثر تأثيرا على إسرائيل لدعم الشعب الفلسطيني.
أردوغان فرض على الجانب الإسرائيلي بعض الشروط تخدم الجانب الفلسطيني، هل تثمنون موقفه؟
لا شك أن الطموح التركي كان أكبر مما تم فرضه ونحن سمعنا ذلك من الجانب التركي صراحة، كان لديهم شروط أعلى، لكن عوامل السياسة أدت إلى الشروط التي أعلنت، لا شك أن هذه الشروط تخدم الشعب والقضية الفلسطينية، لكن تجربتنا مع إسرائيل أنها تكذب ولا تفي بالوعود، وهنا أمل أن يكون الموقف التركي موقفا فاعلا لتنفيذ هذه الشروط وتطبيقها، وإذا حصل إخلال إسرائيلي بها أيضا نأمل أن يكون للأتراك موقف حازم.
علاقاتكم مع حليفكم حزب الله اللبناني، كيف هي؟
عدونا المشترك هو الكيان الصهيوني وعلاقاتنا جيدة، رغم أنه حصل تباين في وجهات النظر اتجاه بعض ما يجري في المنطقة، لكن هذا لا يفسد علاقتنا مع عناصر المقاومة ولا يمكن لأحد إنكار تاريخ المقاومة الذي كان قائما بين حماس وحزب الله، نعتقد أن علاقتنا جيدة وتسير بما يرضي الطرفين.
العالم العربي مقسوم إلى قطبين "شيعي وسني"، ألم يؤثر هذا على علاقتكم مع حزب الله وإيران؟
العدو الواضح للأمة الإسلامية هو الكيان الصهيوني وأي محاولة لصناعة أزمات جديدة من شأنها تقوية الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وبالتالي تصبح قادرة على التصرف خارج حدود فلسطين وتتمدد وقد سبق له وأن تمدد.
هناك مكونات لهذه الأمة يجب أن نجد الصيغة التي تجعل مكونات هذه الأمة قادرة على العيش سويا دون صراع داخلي.
هناك خلاف في الموقف بين حماس وإيران بخصوص القضية السورية؟
نعم هناك خلاف في هذا الموقف، لكن نحن في حماس نجحنا في أن نركز على أن الصراع الأساسي مع الاحتلال، وأن وجود الاختلافات لا يجب أن يعطل الصراع مع إسرائيل، دون أن يعني ذلك أنه لا توجد حوارات ونقاشات حول ما نجد أننا مختلفون حوله.
الم يؤثر تسريب فيديو الدكتور موسى أبو مرزوق على علاقاتكم مع إيران؟
جرت معالجة هذا الموضوع ونجحنا مع الطرف الإيراني في إيجاد حل له.
هل يخدم رفع العقوبات عن ايران، المقاومة الفلسطينية؟
أعتقد أنه لا زال من المبكر الحديث عن انفتاح إيجابي للغرب اتجاه ايران، ولا أعتقد أن الغرب سيمضي في هذا الاتجاه لاعتبارات كثيرة، لهذا أؤكد أن ما نعول عليها لمواجهة الكيان الصهيوني هي قدراتنا الذاتية كشعب وكأمة ووهي كافية إذا وجهت في الطريق الصحيح لتحقيق ما نريده.
هل الدعم الجزائري المادي لفلسطين كاف؟
دعيني أقول إن مواجهة الاحتلال يطلب المزيد من الدعم، لكننا نقول إنه لا يوجد تقصير من الجانب الرسمي الجزائري فهو دعم منتظم وملتزم وحتى على المستوى الشعبي، فالشعب الجزائري فلسطيني الهوى، لكن هناك طموح فلسطيني بأن يزيد الدعم، وأضيف بأن المنطقة فقدت الدور الجزائري في العشرية السوداء، لكن بعد تعافي الجزائر هناك أمل في المنطقة وليس عند الفلسطينيين وحدهم، بل عند الشعوب الأخرى في عودة الدور الجزائري الذي كان مشهودا في دعم القضية والوحدة العربية وإيجاد حلول للكثير من الخلافات. ونحن نطمح إلى دور أكثر تأثيرا للجانب الجزائري، القادر على ممارسة دور دبلوماسي سواء على صعيد المصالحة الفلسطينية أو على صعيد مقاطعة الكيان الصهيوني وعلى تحريك الموقف العربي لصالح هذه المواقف.
كلينتون أم ترامب الأقرب لقضية فلسطين ؟
أظن أن أي من المترشحين لن تكون له مواقف إيجابية اتجاه القضية الفلسطينية، ترامب يصرح علنا بكراهيته للإسلام والمسلمين والعرب، وفي حملته الانتخابية كانت مواقفه سلبية اتجاه المنطقة العربية ومن بينها القضية الفلسطينية، و هيلاري كلينتون تفاخر بعلاقتها الطيبة مع الكيان الصهيوني، لكن أنا هنا أطرح مسألة أخرى، لماذا نتوقع دائما أن الامريكان سيلعبون دورا إيجابيا اتجاه قضيتنا وننتظر أن يأتي رئيس أمريكي ويخدم القضية الفلسطينية، لماذا لا نقول إننا نحن من نخدم قضيتنا، كعرب وأننا نحن القادرون على تحقيق أهدافنا بأيدينا وإن حصل هذا، فإنه هو الذي سيحدث تغييرا حقيقيا في مواقف الكثير من الدول، ما نشهده اليوم من مقاطعة في أوروبا في أمريكا اللاتينية في إفريقيا للكيان الصهيوني للبضائع ومنتوجات المستوطنين، ومن إدراك في الغرب على مستوى الشعوب لطبيعة الكيان الصهيوني العدوانية والعنصرية والاستعمارية، هذا لم يكن سابقا، هذا جاء نتيجة لجهودنا وتضحياتنا وهذا التغيير هو جزء من عملية الدبلوماسية وحتى الجالية العربية والمسلمة في الغرب مطلوب منها أن تلعب أدوارا وأن تندمج في مجتمعاتها اندماجا صحيحا، وأن لا تتخلى عن قيمها وأن تلعب أدوارها اتجاه قضايا الأمة، لا سيما القضية الفلسطينية، وبالتالي تؤثر على الحكومات.
آخر كلمة..
رغم كل التحديات ورغم كل الآلام نحن ما زلنا نعتقد أن تحقيق النصر ممكن، بل هو قادم إن شاء الله تعالى، عدونا رغم كل الجبروت الذي يملكه يتراجع، ونحن رغم الفرق في قوتنا عن قوة العدو فإننا نحقق تقدما مكلفا من شهداء ودماء ولكن في نهاية المطاف نحقق تقدما حقيقيا يثبت الحق الفلسطيني ويدفع العدو إلى التراجع، في هذا الصراع الأمة وقفت إلى جانبنا، وكان لها دور كبير في دعم المقاومة الفلسطينية، والشعب الجزائري كان له دور في دعم القضية الفلسطينية والحكومة الجزائرية أيضا، المطلوب اليوم المزيد من الدعم، والمزيد من التأييد لهذه القضية، لأنها قضية عادلة وناجحة، هناك إنجاز على الأرض .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.