نظمت مؤسسة فنون وثقافة بالتنسيق مع المركز الوطني في الأنتربولوجيا الاجتماعية والثقافية بمسرح الهواء الطلق العادي فليسي أول أمس، يوما دراسيا حول عميد المسرح الوطني الجزائري ''محيي الدين بشطارزي، مسار وخطابات''. وقال رضوان محمدي مدير فنون وثقافة بالمناسبة إنه يجدر بنا أن نستذكر في كل مرة من كان لهم الفضل في رفع الفن الجزائري، مؤكدا أن مؤسسته تعكف على تنظيم هكذا لقاءات لتكون همزة وصل بين جيل اليوم والجيل القديم الذين أثبتوا وجودهم المادي رغم الظروف العصيبة التي عايشوها، فأنتجوا أعمالا فنية عظيمة ساهمت بدورها في رسم معالم الفن العربي في شكله العام. من جهته دعا الأستاذ الحاج ملياني إلى ضرورة تشكيل فريق بحث يعنى بعملية جمع كل الأعمال الخاصة بهذه القامة الفنية والثقافية وإعادة تسجيلها ووضعها في أقراص مضغوطة لحمايتها من الاندثار، مضيفا أنه لا يسعنا الحديث عن المسرح الجزائري دون التطرق إلى اسم رجل خلد بصمته في تاريخ المسرح الجزائري، فغدا نجما ساطعا أنار ضوؤه سماء الجزائر، في وقت استعملت فيه فرنسا الاستعمارية كل الطرق والأساليب الوحشية لتصفية اعمدة الفن الجزائري على راسهم بشطارزي محيي الدين بشطاري، هذا الفنان الذي ساهم في تكوين 48 فرقة مسرحية جابت أركان الجزائر العميقة رغم ملاحقة فرنسا له ولم يمنعه ذلك من أن ينشر الفكر الثقافي وسط الجزائريين واعتمد اللهجة العامية في كل عروضه لإيصال فكرته إلى المتعلم والأمي معا. أنتج محيي الدين بشطارزي عام 1937 حسب الحاج ملياني حوالي 17 أغنية تناولت مواضيع شتى في الحب والسياسة وكلها -يضيف ملياني- قد أسست للهوية الجزائرية منها: ''العاشقة''، '' النيف''، '' حب الرياسة''، كما أجرى ملياني مقارنة بين مسرح الأمس الذي استطاع أن يجمع أواصر الجزائريين وزرع فيهم حب التردد على قاعة العروض في ظل نقص الإمكانات وملاحقة العدو الفرنسي للممثلين وتعرض فرقهم للحل في أكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يثبط من عزيمة هؤلاء الذين حملوا هم تثقيف الجزائريين مهما بلغ بهم الأمر وبين مسرح اليوم الذي سخرت له كل الوسائل ومع ذلك لم يرق إلى مصاف المسارح العالمية. وفي سياق مماثل اعتبر أحمد شنيقي أستاذ بجامعة عنابة ان محيي الدين بشطارزي هامة فنية أتقنت كل أنواع الفنون بجدارة سيما المدح والحوزي والعروبي والأندلسي مبرزا اسهاماته من اجل الحفاظ على التراث الموسيقي من خلال تأليفه لأكثر من 400 قطعة موسيقية، كما احترف الغناء وفن التمثيل المسرحي ذي الطابع الأوروبي إلا أنه أضفى عليه القوة واللمسة الشعبية وادخل عليه تعابير جديدة فرضت نفسها بسهولة على الساحة الدرامية الجزائرية. ودعا الحاج ملياني الى ضرورة أرشفة التاريخ الفني المادي وغير المادي من افلام وتسجيلات صوتية ومذكرات وشهادات شفهية لحمايتها من الضياع.