أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أنه لا يملك أي مشكل أو خلاف شخصي مع عمار سعداني الذي وصفه ب"الأخ والزميل"، مؤكدا أن الأفلان حليف استراتيجي يملك خطا سياسيا واحدا مع الأرندي رغم الاختلاف في طريقة التجسيد، معتبرا في سياق مغاير أن الجزائر لا يمكنها قطع العلاقات مع فرنسا بسبب تاريخ البلدين الثقيل، واصفا الداعين لسن قانون تجريم الاستعمار ب "الديماغوجيين"، محذرا من الوضعية الاقتصادية التي تعيشها البلاد، ولم يستبعد إمكانية اللجوء إلى الاستدانة الخارجية قريبا. قال، أحمد أويحيى، أمس، في ندوة صحفية عقدها بمقر حزبه الوطني ببن عكنون، إن "الأرندي" لم يدعم مبادرة الجدار الوطني بسبب خلاف في وجهات النظر مع "الأفلان"، موضحا أنه ليس لديه أي مشكل مع الأمين العام للعتيد عمار سعداني، الذي وصفه ب"الأخ والزميل"، ليشدد خطابه ويقول إن الأفلان حليف استراتيجي ويملك خطا سياسيا واحدا، رغم الاختلاف في طريقة التجسيد، وأن "زميلي سعداني تكلم أمام كافة محافظي حزبه، وقدم لي التهاني بعد انتخابي أمينا عاما"، الأمر الذي فهم على أن صراع الرجلين قد ولى.
* سعداني قدم التهاني والأفلان حليف استراتيجي وشدد أويحيى: "عدم التحاقنا بالجدار الوطني سببه ليس خلافا مع إخواننا في الأفلان، أو مع طرف موجود في هذا الحزب، قراءتنا وربما يختلف معنا الغير، ونحن في الأغلبية ولنا ممثلون في الحكومة وفي المجالس المنتخبة دورنا الأول هو حماية البلاد وتنسيق عملنا في هذه المؤسسات، أما أن نجمع ثلاثين أو أربعين حزبا، بالإضافة إلى مئات الجمعيات وننظم مهرجانا لنندد بشيء، فنقول إن طريقة عملنا تختلف مع هذا الطرح، مع احترامنا لكافة الأطراف المشاركة في هذه المبادرة، ونتمنى لهم كل التوفيق والنجاح، إذا كانت هنالك وقفة ضد موضوع معين كما وقفنا سابقا في مساندة القضية الفلسطينية أو التنديد بحرب غزة سابقا، في حدث وطني أو دولي يهم الشعب الجزائري، نستطيع أن نقول نعم، لكن وفق عمل مهيكل فإن رأينا يختلف تماما". وفيما يخص رجوع شكيب خليل وزيارته للزوايا، تمسك أويحيى بنفس موقفه السابق، معتبرا إياها عودة مواطن جزائري لبلده، قائلا: "لقد تكلمت عن الموضوع طويلا وليس لدي ما أضيفه".
* إدخال إصلاحات على قانون العمل والاستثمار ضرورة وفي إجابته عن سؤال يتعلق بالوضع الاقتصادي والمالي للبلاد، قال أويحيى إن الوضع المالي الحالي صعب، واحتمال اللجوء للمديونية الخارجية قائم، وربط بين وجود المال الفاسد وسياسة الاستيراد القائمة منذ سنوات، واعترف أويحيى بأن الشركات العمومية المنتجة تعيش وضعا صعبا، بسبب السوق الموازي، في حين طالب بإدخال إصلاحات على قانوني الاستثمار والعمل: "إن الجزائر تمر بأزمة اقتصادية خانقة، وأن الحكومة تواجه هذا الظرف بكل جهد معنوي لتجاوز المرحلة بأخف الأضرار، خاصة أن الدولة فقدت أكثر من 70 بالمائة من مداخيلها السنوية".
* على الديماغوجيين الكف عن استعمال التاريخ سياسويا وفيما يخص الصورة التي نشرها مانويل فالس حول شخص الرئيس بوتفليقة على حسابه على تويتر، قال خدام الدولة إن "استهجان السلطات الجزائرية تغريدة فالس على تويتر مرده أن ما قام به الأخير سلوك غير لائق"، واصفا من يطالبون بقطع العلاقات مع فرنسا وسن قانون تجريم الاستعمار ب "الديماغوجيين": "القضية بين دولة تسمى الجزائر وأخرى تسمى فرنسا، العلاقة بينهما مثقلة بتاريخ رهيب ومنهم من لم يسمح لنا بالاستقلال، هذا الماضي بطبيعة ثقله موجود في علاقتنا، والمصالح بيننا وبين فرنسا لا ينكرها إلا ديماغوجي، علاقة اجتماعية، علاقة جوار، هذا كله يجعلنا على علاقة دائمة مع فرنسا"، مشيرا إلى أن الرئيس بوتفليقة أول من رفع قضية تجريم الاستعمار سنة 2005، معتبرا أن "الاعتذار ليس هو الحل"، متسائلا: "لماذا لم يسن الرؤساء السابقون قانونا يجرم الاستعمار؟، ليجيب "لأنهم اقتنعوا بأن ليس الاعتذار هو الحل، ولكن بناء الدولة"، معتبرا أن الحديث عن تجريم الاستعمار استعراض عضلات، داعيا الأحزاب التي قال إن الكثير منها لن يعجبها كلامه ب"الكف عن استعمال التاريخ كقضية سياسوية، وأنه لا يوجد لا أفلان، لا أرندي، لا حمس ولا غيرهم، ولكن توجد الجزائر، وبناء بيتها هو انتصار ثان على فرنسا". بالمقابل، حذر مدير ديوان الرئاسة من تحركات قوى أجنبية قال إنها تريد تصفية حسابات مع الجزائر، ووصف زعيم حركة "الماك"، فرحات مهني، ب"المرتزق لدى هذه القوى". نورالدين. ع