دافع الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، بقوة عن العلاقات الجزائرية الفرنسية، واعتبر "الحالة الفيتنامية" الحل الأمثل للتعاطي مع قضية الماضي الاستعماري، التي كثيرا ما تسببت في تسميم العلاقات بين الجزائر وباريس. أويحيى وفي أول "خرجة" إعلامية له بعد انتخابه أمينا عاما ل"الأرندي" نهاية الأسبوع المنصرم، توقف مطولا عند الجدل الذي يطبع العلاقات الجزائرية الفرنسية، مشددا على ضرورة بقاء هذه العلاقات عند مستوى يضمن الحفاظ على المصالح المشتركة التي تجمع البلدين. ولأجل ذلك، لم ير مدير الديوان برئاسة الجمهورية، فائدة من مطالبة فرنسا بالاعتذار عن الماضي الاستعماري، وذلك في رد على سؤال ل"الشروق"، متسائلا عن الجدوى من رفع مطلب من هذا القبيل. وقال أويحيى: "المصالح الموجودة بين الجزائروفرنسا لا ينكرها إلا ديماغوجي.. كم من جزائري موجود في فرنسا؟ هناك علاقات اقتصادية، علاقات جوار بين البلدين. المدة بين العاصمة وبيربينيون (مدينة جنوبفرنسا) لا تتعدى 40 دقيقة. هذا يحتم أن تكون العلاقات الثنائية قائمة، ولو كان فيها الحلو والمر..". وأضاف مؤكدا على حساسية العلاقات الثنائية: "هناك من الفرنسيين من احتفل بيوم 19 مارس (موعد وقف إطلاق النار)، لكن هناك من رفضوا ذلك، لأنهم يعتبرون هذا التاريخ رمزا لهزيمتهم في الجزائر.."، وتابع متسائلا: "هل ستوقف تغريدة فالس عجلة العلاقات الجزائرية الفرنسية؟ طبعا هذا غير ممكن"، مشيرا إلى أن ما نشره الوزير الأول الفرنسي لصورة الرئيس بوتفليقة عبر حسابه في تويتر "فعل يفتقد للباقة". وعن مصير مقترح قانون تجريم الاستعمار المجمد على مستوى الغرفة السفلى للبرلمان، ومساعي بعض الأطراف السياسية لإحيائه من جديد في ظل الأزمة الدبلوماسية القائمة بين البلدين، مضى أويحيى يقول: "نأتي الآن للتاريخ ومشروع القانون. أجيبك بكلام سمعته في 2010.. الأخ رئيس الجمهورية هو من رفع هذه القضية في 2005، عندما بادروا في فرنسا بتمجيد الاستعمار (قانون 23 فيفري)، لكن السيد الرئيس مجاهد ورائد جيش التحرير ومسؤول في الدولة الجزائرية منذ الاستقلال، والأخوة كثير منهم من ترأس البلاد، بن بلة ومن بعده بومدين الذي كان قائد جيش التحرير الوطني قبل أن يكون رئيس دولة.. لماذا لم يسارع هؤلاء في حرارة الاستقلال لطلب الاعتذار من فرنسا؟ لا شك أنه كانت لديهم قناعة مفادها أن الاعتذار ليس هو الحل..". وتابع: "يجب التفكير في بناء بلادنا قبل الحديث عن اعتذار فرنسا.. وهنا أقول كلمة قد لا تعجب الكثير، ربما البعض جعل من المسألة (اعتذار فرنسا) استعراض عضلات، يجب ألا نجعل من التاريخ مادة سياسوية.. هناك دولة اسمها الجزائر فيها أكثر من أربعين مليون نسمة وأكثر من مليونين و300 ألف كلم مربع..". وانتقد الرجل الأول في "الأرندي" التسييس الزائد عن اللزوم لبعض القضايا، ومنها اختيار الرئيس سويسرا لإجرائه الفحوص الطبية بدل فرنسا مؤخرا، مشيرا إلى أن القاضي الأول سبق له أن عالج بجنيف السويسرية. وسئل أويحيى عن شكيب خليل، لكنه رفض الخوض في القضية مجددا، غير أنه لم يستبعد أن يلبي دعوة العدالة في حال ما طلبته للشهادة، كما قال، وتفهّم تغيب غريمه في حزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، عن حضور المؤتمر الخامس للحزب، قائلا: "أنا أيضا لم تسعفني الظروف لحضور المؤتمر العاشر للأفلان"، كما لم يفوت الفرصة لمهاجمة فرحات مهني رئيس ما يعرف بحركة استقلال منطقة القبائل، واتهمه بالعمل لصالح أجندات أجنبية وتهديد الوحدة الترابية للبلاد ووصفه بالمرتزق.