ما زالت رؤوس 37 مجاهدا جزائريا معروضة في "متحف الإنسان" بباريس من بينهم محمد لمجد بن عبد المالك المعروف بالشريف بوبغلة، والشيخ بوزيان وغيرهم من شهداء جزائريين استشهد معظهم أثناء الثورات الشعبية، ومن يومها لا تزال رؤوسهم في باريس في انتظار استرجاعهم إلى أرضهم الأم، حسب آخر الإشارات القادمة من وزارة المجاهدين. بعد عشرات العرائض الموقعة من طرف مؤرخين وصحفيين وباحثين من أجل دفع الجزائر إلى الضغط على فرنسا كي تستعيد رفات المجاهدين، وبعد سنوات من التلكؤ والانتظار غير المبررين، أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني أول أمس بأن قضية إعادة جماجم المقاومين الجزائريين الذين استشهدوا في بداية الحقبة الاستعمارية الفرنسية والذين يحتفظ برفاتهم في متحف الإنسان بباريس "متكفل بها من طرف الدولة" دون أن يقدم تفاصيل أكثر حول كيفية ووقت استرجاع رؤوس الشهداء. وكشف الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش ندوة بالمتحف الوطني للمجاهد بمناسبة الذكرى ال 171 لمحرقة قبيلة أولاد رياح في جبال الظهرة بولاية مستغانم، أن قطاعه "يسعى حاليا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية، من أجل التكفل الأنجع بهذه المسألة التي يعود تاريخها إلى أكثر من قرن". وتجدر الإشارة إلى أن "الأستاذ الجامعي إبراهيم السنوسي قد بادر بإطلاق عريضة إلكترونية لجمع التوقيعات من أجل المطالبة بإعادة رفات هؤلاء المقاومين إلى الجزائر". وتعود هذه الرفات التي هي أغلبها جماجم صلبة للشهداء: محمد لمجد بن عبد المالك المعروف باسم شريف "بوبغلة"، والشيخ بوزيان قائد مقاومة الزعاطشة (منطقة بسكرة) في سنة 1849 وموسى الدرقاوي، وسي مختار بن قديودر الطيطراوي. ومن ضمن هذا الاكتشاف أيضا هناك الرأس المحنطة لعيسى الحمادي الذي كان من ضباط شريف بوبغلة، وكذا القالب الكامل لرأس محمد بن علال بن مبارك الضابط والذراع الأيمن للأمير عبد القادر. وأمام ثقل هذه الأسماء وتأثيرها الكبير في تاريخ الثورات الشعبية، ندد العديد من المهتمين بالتاريخ بتأخر الجزائر في الشروع في تجسيد كل الإجراءات اللازمة من أجل استرجاعهم وتكريمهم. تجدر الإشارة إلى أن المؤرخ فريد بلقاضي هو من كشف سنة 2011 عن وجود رفات المقاومين الجزائريين في متحف الإنسان بباريس منذ سنة 1880. ج. خ