يعتزم أبو جرة سلطاني وزير الدولة والرئيس السابق ل "حمس" إطلاق مبادرة سياسية خلال الأسبوع الأول لشهر سبتمبر، وتأكد حسب مقربين من الرئيس السابق لحمس أن المبادرة تتعلق بالأوضاع داخل البيت _الحمسي _ وتفاعلات النقاش داخل "حمس " حول التوجه السياسي ومواقف رئيس الحركة وتصريحاته وأيضا الموقف من الانتخابات التشريعية والعلاقة بين الحركة والسلطة، على اعتبار الخلافات الظاهرة بين سلطاني والموالين له ومقري حول الخيارات السياسية التي انتهجتها حمس منذ انتخاب مقري رئيسا لها. وتقوم مبادرة سلطاني حسب نفس المصادر على الدعوة إلى لقاء وطني تشاوري لكل أبناء حمس لمناقشة مصير الحركة وخط السير الذي تنتهجه منذ مجيء مقري في محاولة من أنصار سلطاني لكبح ما يعتقدونه تطرفا من مقري في جر الحركة إلى أقصى درجات المعارضة، بينما عرفت حمس بالتوازن منذ نشأتها في التعاطي مع الأحداث. وحسب مقربين من أبو جرة سلطاني فإن الغرض من المبادرة هو دق ناقوس الخطر الذي يتهدد حمس –حسبهم- من خلال خروجها عن النهج الذي رسمه مؤسسها الأول المرحوم محفوظ نحناح، ولن تحدد المبادرة الخطوات التي ينبغي اتخاذها بل تركت ذلك لفحوى المشاورات التي سيدعى إليها أبناء حمس بكل اختلافاتهم حتى أولئك الذين انسحبوا أو انشقوا لسبب أو لآخر حسب ذات المصدر. وحسب ذات المصدر فإن العديد من المحيطين بسلطاني شرعوا في لقاءات تشاورية لضبط الآليات التي ستتم بها المشاورات، فيما لا يستبعد أن يتحول اللقاء إلى دعوة مباشرة إلى مؤتمر استثنائي يناقش كل الخلافات داخل حمس. ويلوم سلطاني ومن يدور في فلكه الرئيس الحالي لحمس عبد الرزاق مقري أنه أفقد الحركة توازنها وتطرف ومال كل الميل في تصريحاته ومواقفه بشكل لا يمت لتاريخ ومواقف الحركة بصلة، وتطرف أيضا في التعاطي مع السلطة والمعارضة معا من خلال قطع حبال الود مع السلطة التي كانت حمس جزءا منها لعقود. بينما يلوم مقري ومن معه سابقه على رأس الحركة أنه يريد العودة بالحركة إلى خيار المشاركة في السلطة الذي يعتقد مقري أنه استنفذ مبرراته وفشل فشلا ذريعا في الحفاظ على وعاء الحركة، ولذلك فضل مقري الاتجاه صوب المعارضة بغرض استرجاع الوعاء الانتخابي الذي يعتقد أن حمس فقدته بوجودها في الحكومة، وينتظر أن تحدث مبادرة سلطاني الطوارئ سواء داخل حمس أو خارجها على اعتبار أنها المرة الأولى التي تنفجر فيها الأوضاع إلى حد الدعوة إلى لقاء تشاوري خارج إطار مجلس الشورى الوطني، فيما لا أحد يتكهن بموقف مناضلي حمس وإطاراتها من دعوة كهذه من شأنها أن تخلط الكثير من الأوراق وتعيد الخلافات داخل حمس إلى مربعها الأول الذي بسببه انقسمت إلى أكثر من ثلاثة أرباع حزب كل يدعي وصلا بالمرحوم نحناح ويقول إنه الامتداد الطبيعي لنهجه.