أفاد الرئيس الأسبق لمجلس شورى حمس، وعضوها حاليا، عبد الرحمن سعيدي، بأن “لقائي مع قيادة الأفافاس بشأن مبادرة ندوة الإجماع الوطني جاء تلبية لدعوة خاصة وصلتني من الحزب بمعية الرئيس الأسبق للحركة أبو جرة سلطاني، وتنفيذا لمبادئ مؤسسها محفوظ نحناح التي تكرس الحوار للخروج من الأزمات، وماعدا ذلك هو تعارض مع الخط التأسيسي لحمس”. تحاشى عضو مجلس الشورى ل”حمس”، عبد الرحمن سعيدي، ذكر اسم رئيسه عبد الرزاق مقري، لدى حديثه مع “الخبر”، أمس، بخصوص تصريح سلطاني الذي ذكر فيه أن لقاءه بقيادة الأفافاس يتقاطع مع مبادئ الشيخ محفوظ نحناح، قائلا: “كلام سلطاني كان واضحا، فلما التقينا أنا وهو مع قيادة الأفافاس بخصوص مبادرة الإجماع الوطني، لمسنا من خلال مقاصدها أنها تركز على مبادئ تقاطعت مع مبادئ الشيخ نحناح عند الأزمات والصعوبات”. وتابع سعيدي: “الكل يعلم من أنباء الحركة (يقصد بالأساس مقري)، أن الشيخ نحناح كان دائما يدافع عن الحوار ويقول إن الجزائر للجميع ويبنيها الجميع حفاظا على سلامتها، ومتمسّكا ضمن المبادئ السياسية بأن تكون “حمس” طرفا في أي حل لأنّنا حركة تنبذ العنف والتشتيت، وهذا وجدناه عند الأفافاس، أضف إلى ذلك أنه حزب عريق ونعرف جيّدا مسيرته السياسية”. وعن سؤال عمّا إذا كان مقري قد حاد عن مبادئ نحناح برفضه مبادرة الأفافاس، أجاب سعيدي: “الخط والمبادئ التي أسسها الشيخ الراحل محفوظ نحناح هي مسؤولية الجميع، لأنه خط تأسيسي للحركة، وصحيح أنه يمكن في القضايا السياسية والتعاطي معها أن يكون هناك اختلاف، لكن يترك حسمه للوقت، وفي الحركة تعرض علينا أشياء تتوافق مع مبادئنا لا يمكن رفضها لأنه تناقض وتعارض مع منطلقات الحركة”. وتابع المتحدث في ذات الإطار: “حمس حركة سلمية ترفض العنف وتدعو للحوار، والمشاركة في مبادرة الأفافاس لا تعارض تصور الحركة ولا تمس بأساسياتها ومنطلقاتها، وهذا ما ينبغي أن نذكر به أنفسنا دائما في “حمس”، وأنا ابن الحركة ومناضل فيها أؤمن بالحوار التوافقي، فعبقرية الحركة ليست في الخلاف وإنّما في التوافق”. وسألت “الخبر” سعيدي إن كانت مشاركته بمعية سلطاني في مشاورات الإجماع الوطني استهدافا لرئيس الحركة مقري، فأجاب: “إجابتي عن هذا السؤال سأكون أنا المعني بها أولا ولكل أبناء الحركة وبمن فيهم رئيسها وليست نابعة من موقع إعطاء الدروس، فأنا لم أستهدف مقري ولا أي أحد في الحركة، فمشاركتي كانت في حدود مبادئ “حمس” التي أسسها الراحل محفوظ نحناح”. وواصل عضو مجلس الشورى: “أنا لم أنتحل أي صفة في لقاء الأفافاس، وإنّما شاركت انطلاقا من إيماني بالاتصال والاستماع للغير، ومن شاء أن يقرأ مشاركتي ضمن سياق آخر فأنا لست مسؤولا عن أي قراءة، فأنا أعرف نفسي من أكون ومواقفي معروفة باعتباري ابنا لحركة “حمس”، وتصرفت من منطلق مبادئي عندما وجهت لي دعوة خاصة من الأفافاس، أما الصفة التي على أساسها وجهت لي الدعوة، فالمعني بالرد هي قيادة الأفافاس”. وعن العلاقة مع مقري بعد اللقاء وتداعيات تصريح سلطاني، قال المتحدث: “علاقتنا مع رئيس الحركة عادية، وقد التقينا (سعيدي وسلطاني) ووضحنا له وجهتنا نظرنا، وبالعكس تماما مشاركتي رفقة سلطاني في مشاورات الإجماع الوطني انطلقت من باب التنوع والثراء اللذين تتميّز بهما “حمس” بحكم قدراتها، وليس لأي أحد الحق في الحجر على الأفكار داخل الحركة”.