كنت مستغرقا في التأمل أمام شاشة الحاسوب حتى فاجأني الفاهم بفوضويته المعهودة إلى ما تنظر ؟ قلت: ولم تسأل؟ قال:أظنك تنظر لغادة حسناء ؟ قلت: إنها بديعة. قال: هل تعرفها منذ زمن طويل قلت: يا الفاهم لم تتدخل فيما لا يعنيك بديعة جزائرية قحة من سلالة الأصيلات، جمالها لا يحتاج إلى توصيف ونسبها معلوم بين الأقران، تعرفت إليها منذ أسبوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن منذ عرفتها يخيل إلي أنني أعرفها منذ زمن بعيد. لم أكن لأكتم إعجابي بها والذي مافتئ يتحول حبا دفاقا ملأ عليا تفكيري، تعذر كتمانه ولأن من كتم علته مات بها أبوح به على الرغم من أن زوجتي حياة لن يعجبها وصفي وسوف تصدع رأسي لأن غيرتها لا حدود لها كما حبها لا شطآن له .
لكن المهم أن بديعة ذاع صيتها منذ أن ظهرت في أزهى حلة فتزاحم حولها المعجبون وغارت منها الحسان وانبهر بها الشباب كما الشيوخ وتنافسوا في طلب ودها والفوز بوصلها ومعرفة موطنها.
قال الفاهم: وهل فازوا بودها وظفروا بما أرادوا ؟ قلت: يا الفاهم لقد ذهب تفكيرك بعيدا بديعة هي الطابعة الثلاثية الأبعاد الجزائرية الصنع 100/100. أبدعتها أيدي جزائرية خالصة وصقلتها أنامل ماهرة وصنعتها على أعين علماء أفذاذ طوعوا النظريات الصماء إلى اختراعات تلامسها الأيدي وتسر بها العيون.
يا الفاهم إبداع الشباب الجزائري لا حدود له فهو الثروة الحقيقية التي يغفل عنها كثير من المسؤولين الذين يعتقدون النجاح في توفير الإمكانات وحسب لكن ينسون أن الإنسان عماد كل تطور وأساس كل حضارة، إن الشباب وما أن تفتح له الأبواب وتتاح له الفرص إلا برهن وأبهر، لكن يحول دون بلوغه المرام عقليات بالية وفهوم متحجرة تعادي التطور وتنبذ الإبداع وتتصدى لكل تجديد، فتعطل مسيرة نماء الوطن وتوقف تقدمه بحجج لا يقبلها العقل ولا يقرها النقل.
وصدق الشيخ الإبراهيمي عندما وصف هذا الشباب فقال / أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح. أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أول الفكر آخر العمل.