يبدو أن ملف أسعار النفط وتثبيت قرار اجتماع أعضاء الأوبك بالجزائر في لقاء فيينا المرتقب آخر الشهر، سيطغيان على زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى السعودية بداية من يوم غد، حيث سيكون سلال أمام مهمة إقناع السلطات السعودية بالعدول عن تهديداتها الأخيرة برفع إنتاجها من النفط في حال واصلت إيران تعنتها ورفضها لخفض حصتها في السوق. وتندرج زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال، إضافة إلى ما كشف عنه بيان الوزارة الأولى من مساعي لتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك مع المملكة العربية السعودية، في اطار مواصلة جهود الجزائر للحفاظ على التزام الدول المنتجة بخفض أو تجميد الإنتاج لرفع أسعار النفط الذي كان اعضاء منظمة الاوبك قد توصلوا اليه في 17 من الشهر المنصرم بالجزائر، وكبح اي محاولات لاغراق الاتفاق في الماء.
وهو ما عززته بعض مصادر وكالة رويترز، التي اكدت على توقيع اتفاق جديد امس بين وزيري الطاقة الجزائري والسعودي يقضي بتقديم موعد اجتماع اللجنة العليا للخبراء من 25 من الشهر الجاري الى 21 منه، وهذا في اطار الزيارة التي قادت الوزير السعودي للطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد بن عبد العزيز الفالح الى الجزائر اول أمس، حيث كشفت ذات المصادر عن اتفاق الطرفين على الالتزام باتفاق سبتمبر الماضي.
وفي هذا الصدد، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح بأنه من الضروري توصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إلى توافق من أجل تفعيل اتفاق الجزائر التاريخي القاضي بتخفيض إنتاج المنظمة إلى مستوى يتراوح بين 5ر32 و33 مليون برميل يوميا.
وأضاف الفالح في تصريحات عقب استقباله من طرف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة في إطار لقاء تشاوري، انه "في ظل التذبذب الذي تشهده أسواق النفط فانه من الضروري الوصول إلى توافق بين دول اوبك والاتفاق على آلية فاعلة وأرقام محددة لتفعيل الاتفاق التاريخي الذي تم اتخاذه في الجزائر" أواخر شهر سبتمبر المنصرم خلال الاجتماع الاستثنائي للمنظمة، معربا عن تفاؤله إزاء توصل أعضاء المنظمة خلال اجتماعهم في 30 نوفمبر الجاري بفيينا إلى اتفاق عادل ومتوازن وبمساهمة جميع دول المنظمة مع الأخذ بعين الاعتبار الاستثناءات التي خصت بها كل من ليبيا ونيجيريا والسماح لهم برفع الإنتاج بعد الاستقرار الأمني والتجميد عند مستوى متفق عليه بالنسبة لإيران.
اما بخصوص المساعي الجزائرية للحفاظ على نتائج اجتماع الاوبك اواخر سبتمبر الماضي، قال الفالح "أنا متفائل، الجزائر ستنجح في مساعدة جميع الدول للوصول الى هذا التوافق، نحن نسير في الطريق الصحيح، اجتماع فيينا سيكون ناجحا وموفقا".
وعن التذبذب الحالي الذي تشهده أسعار برميل النفط، أكد الفالح أن عوامل ضغط كثيرة أدت إلى هذا التذبذب، من بينها عودة الإنتاج في ليبيا ونيجيريا، وارتفاع مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة، إضافة إلى عوامل اقتصادية وجيوسياسية أخرى.
من جانبه، أكد بوطرفة انه قيم رفقة الوزير السعودي أوضاع السوق النفطية منذ اجتماع الجزائر إلى اليوم، موضحا أنهما تناولا الإجراءات التي يجب أخذها بعين الاعتبار للتوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع الوزاري المقبل لوزراء المنظمة بفيينا، وأضاف انه سيكون "اتفاقا يشارك فيه جميع أعضاء المنظمة حتى نؤكد أن منظمة أوبك ما زالت فعالة". ليلى عمران